عبدالرحمن المرشد

كتبت في هذه الصحيفة قبل فترة من الزمن لا تتجاوز العام عن مشكلة القبول الجامعي وصعوبة حصول الطالب أو الطالبة على مقعد في الجامعة حالياً مما أوقع أولياء الأمور في دوامة صعبة من التفكير والقلق على مستقبل أبنائهم بحكم النظرة السائدة لدى المجتمع أن العمل والنجاح مرتبط بالشهادة والحصول عليها.. جميعنا نعلم أهمية الدراسة الجامعية وما تحققه من نظرة مجتمعية إيجابية لدى الحاصلين عليها خلاف أنها الطريق الأسهل بإذن الله للحصول على عمل مناسب، ويؤكد ذلك أحاديث الوالدين دائماً لأبنائهم أن الأعمال الحرفية ستكون مصير مَنْ لا يحصل على الشهادة.. وبرغم أن الأعمال الحرفية ليست عيباً، بل عمل بها الكثير من الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام-، إلا أننا مازلنا أسرى للنظرة المجتمعية، التي تحتاج إلى جوانب توعوية كثيرة تؤكد أهمية مثل هذه الأعمال الحرفية.

نعود إلى موضوع القبول الجامعي وصعوبته في السنوات الأخيرة. بالتأكيد أن هناك طاقة استيعابية للجامعات لا يمكن تجاوزها وفي حال تجاوز تلك الطاقة ستتأثر العملية التعليمية، وفي المقابل فإن التوسع يحتاج مبالغ إضافية تنهك ميزانية الجامعات سواء من ناحية صرف المكافآت للطلبة والطالبات الجدد أو من ناحية التوسع في جلب المزيد من أعضاء هيئة التدريس والمباني والوسائل التعليمية وغيرها من متطلبات، ولذلك أقترح أن يتم قبول كل الطلبة الراغبين في الالتحاق بالجامعة مباشرة بشرط عدم الحصول على مكافأة وبالذات من ذوي النسب المتدنية، ونستطيع من خلال ذلك الإجراء تحقيق عدة مزايا منها: بث روح المنافسة لدى طلبة المرحلة الثانوية لتحقيق نسب عالية للحصول على المكافأة في المرحلة الجامعية، وأيضاً الاستفادة من المبالغ التي يتم توفيرها من المكافآت لتطوير العملية التعليمية في الجامعات، ونتذكر قبل عدة سنوات عندما تم حجب المكافأة عن الطلبة، الذين لم يتخرجوا خلال المدة المحددة، وكيف استفادت الجامعات من هذا الإجراء من خلال تطوير المعامل وتوسيع المباني وزيادة التجهيزات وغيرها. كذلك سنستفيد من هذا الإجراء أن الطالب ـ من ذوي النسب المتدنية في الثانوية ـ إذا حقق نسب عالية أثناء دراسته الجامعية سيتم صرف المكافأة له مما يحفز الطلبة على الجد والاجتهاد.

بالطبع تلك الإجراءات ستخضع لقوانين وشروط حال إقرارها حسب كل جامعة، متمنياً التوفيق لأبنائنا وبناتنا في اختياراتهم المستقبلية.

@almarshad_1