ترجمة: إسلام فرج

التهديد الذي لا تزال تشكله الجماعات المتطرفة مثل «داعش» لن ينتهي

أكدت شبكة «سي إن إن» الأمريكية، أن التنظيمات الإرهابية تخوض حربا طويلة للبقاء في الشرق الأوسط، موضحة أن ذلك يستدعي من الولايات المتحدة الإبقاء على قواتها في العراق.

وبحسب مقال لـ «سيروان بارزاني»، يعتمد المتطرفون على عيوب الذاكرة القصيرة.

وأضاف: عندما يواجهون انتكاسة في ساحة المعركة، يتوارون في الخلفية منتظرين فرصتهم، المتطرفون يعملون على نطاق زمني مختلف عن بقيتنا ويرون الهزيمة العسكرية انتكاسة مؤقتة، أيديولوجيتهم تعلمهم التحلي بالصبر، يعتقدون أن العالم الغربي منحط ومهووس بالمدى القصير.

وتابع بقوله: لا يزال تنظيم داعش يمثل تهديدًا أمنيًا عالميًا كبيرًا، موجودًا في قارات متعددة، مع وجود إرهابيين متمرسين على استعداد للهجوم.

ومضى يقول: كما رأينا في أفغانستان، المعركة ضد التطرف لا تسير في خط مستقيم، لن تكون هناك هدنة ومحادثات سلام عادية، إنها حرب طويلة.

مخابئ نائية

وبحسب الكاتب، في السنوات الأخيرة، تحول القتال ضد داعش من مواجهة جماعة إرهابية تسيطر على مدن ومناطق شاسعة من العراق وسوريا، إلى محاربة تمرد في مخابئ نائية.

وأردف بقوله: أشار الرئيس جو بايدن الشهر الماضي إلى أن الولايات المتحدة ستنهي مهمتها القتالية في العراق بحلول نهاية العام، ولكن بدون وجود القوات الأمريكية على الأرض هنا في وضع يمكنها من المساعدة في القتال إذا لزم الأمر، فإن تهديد داعش سينمو بشكل كبير، ليس فقط في هذا البلد، ولكن من المحتمل في جميع أنحاء العالم.

ومضى يقول: التطرف هو حركة عالمية مرتبطة بأيديولوجية دينية وسياسية عابرة للحدود، التهديد الذي لا تزال تشكله الجماعات المتطرفة مثل داعش لم يبدأ مع 11 سبتمبر ولن ينتهي إذا غادرت الولايات المتحدة والحلفاء الغربيون العراق فجأة كما فعلوا في أفغانستان.

واستطرد بقوله: رداً على الخسائر الإقليمية في الشرق الأوسط، بدأت داعش، إلى جانب القاعدة، في استثمار الوقت والطاقة في إفريقيا، ولا سيما منطقة الساحل، لكن على الرغم من جهود داعش لتوسيع نفوذه، يمكننا أن نتوقع أن يظل الشرق الأوسط أولوية للتنظيم، نظرًا لأهميته التاريخية وأهميته في دعاية «داعش» نفسه.

وتابع: داعش يعود بالفعل للانتقام في المنطقة، تعتقد قواتنا أن هناك أكثر من 7 آلاف مقاتل منهم في العراق تمكنوا من الإفلات من القبض عليهم.

إعادة تنظيم

ومضى يقول: خلال الوباء، أعاد داعش تنظيم نفسه ومنذ ذلك الحين دبر هجمات إرهابية متكررة بشكل متزايد في العراق ضد المدنيين والعسكريين والأجهزة الأمنية.

وتابع: أظهرت الهجمات في فيينا ودريسدن في العام الماضي أن التنظيم لا يزال لديه القدرة على الشروع في أعمال إرهابية لا تعرف الرحمة في الخارج.

وأردف: شنت الجماعات التابعة له هجمات العام الماضي في نيجيريا والنيجر والفلبين ودول أخرى، وقتلت «الذئاب المنفردة» الملتزمة بأيديولوجية مماثلة مواطنين أبرياء في نيس وأماكن أخرى.

واستطرد: يعرف الرئيس بايدن أن للولايات المتحدة حلفاء في المنطقة يرغبون في بقاء القوات الأمريكية، سنقاتل لتأمين وطننا ونفعل كل ما يتطلبه الأمر، لكن ترك القتال ضد داعش للقوات المحلية لا يزال يمثل مقامرة كبيرة.

وتابع: في 2014، اضطرت البيشمركة إلى تولي العملية في كركوك لحماية حقول النفط بعد أن عجز الجيش العراقي عن احتواء داعش في المنطقة.

وأردف: من الضروري أن تواصل إدارة بايدن السياسة الأمريكية الداعمة لعمليات البيشمركة لهزيمة داعش.

وبحسب الكاتب، يعرف الرئيس بايدن أهمية الاستقرار الإقليمي كنائب للرئيس خلال إدارة أوباما، زار العراق وقام بالعديد من المرات في حياته المهنية.

وأضاف: كان بايدن منخرطا بعمق في العمليات العسكرية الأولية للولايات المتحدة ضد داعش.

نوايا ترامب

وتابع: عندما أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب عن نيته سحب القوات الأمريكية فجأة من سوريا عام 2019، جادل بايدن بأن هذا من شأنه أن يجعل الحلفاء الأكراد السوريين عرضة للخطر وأن الولايات المتحدة ستواجه تهديدًا أكبر من هجمات داعش.

ومضى يقول: ربما تغير الصراع منذ ذلك الحين، لكن إعلان الرئيس بايدن الأخير بأن «أمريكا عادت» يبدو أجوف لبعض أولئك الموجودين على الأرض الذين يقاتلون داعش في كردستان العراق، والذين يرون أن أمريكا تدير ظهرها لحلفائها في أربيل.

وأردف: نحن بحاجة إلى مزيد من الدعم لقمع داعش، وليس أقل، بصفتها حليفًا غربيًا رئيسيًا، كانت البشمركة في قلب جهود التحالف بقيادة الولايات المتحدة لهزيمة الجماعة الإرهابية عندما كانت في أوج قوتها، وصدت الهجمات بالقرب من العاصمة الكردية أربيل وشاركت بهزيمته في معركة الموصل إلى جانب القوات الحكومية العراقية.

وتابع: بينما تستعد الولايات المتحدة لإنهاء مهمتها القتالية في العراق، يتزايد التهديد في منطقتنا، أصبح جبل «قراشوغ» في كردستان العراق ملاذاً آمناً لمقاتلي داعش، فيما تشهد منطقة «مخمور» أيضاً عودة قوة التنظيم.

وأشار إلى أن العالم يراقب أفغانستان عن كثب مع عودة طالبان ولديه مخاوف حقيقية من أنها ستسمح للقاعدة باستخدام أراضيهم كقاعدة للعمليات مرة أخرى.

ولفت إلى أن الرئيس بايدن عليه القيام بأمرين للمساعدة، مضيفا: يجب أن يلتزم بالحفاظ على الوجود الأمريكي في سوريا والعراق.

التزام بايدن

ونوه بأن تقديم هذا الدعم من شأنه أن يشير أيضًا إلى التزام بايدن بالقضاء على الجماعات الإرهابية كما سيصحح ذلك سحب الرئيس السابق ترامب لأمريكا كقوة للخير من المسرح العالمي.

وتابع: بالنسبة للولايات المتحدة، ستكون هناك مخاطر، هاجمت الميليشيات المدعومة من إيران القوات الأمريكية في العراق، على سبيل المثال، لكن نظرًا لأن داعش يشكل تهديدًا خطيرًا للمنطقة والعالم، أعتقد أن هذه المهمة تستحق المتابعة.

وأردف: يجب على الولايات المتحدة أيضًا تكثيف المساعدة العسكرية والمركبات والمعدات المقدمة إلى البيشمركة، كانت هذه المساعدة حاسمة في السماح للبيشمركة بمواصلة عملها بفعالية في القضاء على داعش من كردستان العراق، ولن تكون القوات الكردية في أقوى وضع لهزيمة داعش إلا من خلال الشراكة المستمرة مع الولايات المتحدة ودعمها.

ومضى يقول: لطالما كانت الولايات المتحدة والأكراد شركاء في الحرب ضد الإرهاب والاستبداد، لا يزال التنظيم يشكل تهديدا خطيرا للاستقرار في الشرق الأوسط وأمن الغرب، لا سيما أن الدعاية لأيديولوجيته ستتعزز من خلال الدعاية لوجودهم في أراضي الشرق الأوسط ذات الأهمية الاستراتيجية.

واختتم بقوله: ليس فقط من أجل سلامة كردستان العراق، ولكن من أجل أمريكا والعالم، يجب على الرئيس بايدن الوقوف إلى جانب الأكراد لضمان عدم إعطاء مقاتلي داعش مساحة لتنمية طموحاتهم وقتل المزيد من المدنيين الأبرياء.