يحمل القطاع الخاص مسؤولية المساعدة في حل أكبر مشكلات المجتمع، وإن لم يلتزم بهذا فلا مستقبل لأي منا.
هذه العبارة العميقة هي أحد الدروس، التي تعلمنا إياها جائحة كورونا حين فرضت على العالم بأسره الإغلاق الكامل وحظر التجول في شهر مارس - آذار من العام الماضي 2020. على الأقل هذا ما قاله ألبرت بورلا، الرئيس التنفيذي لشركة فايزر الأمريكية المتخصصة في الصناعات الدوائية واللقاحات، التي تحمل اسم «فايزر - بيونتك» أشهر لقاح للوقاية من فيروس كورونا كوفيد -19 إلى جانب اسم الشركة الألمانية المتخصصة في تقنيات الكيمياء الحيوية «يايونتك».
بورلا كتب مقالاً للمجلة الأمريكية المتخصصة في التسويق «هارفرد بيزنس ريفيو» مليئاً بالعبر، التي تصلح أن تكون ضمن الإستراتيجيات الرئيسية لكل شركة كبيرة في أي مجتمع. يتحقق الأثر المالي الإيجابي للقاح كوفيد -19 على شركة فايزر إلا أنها لم تفكر على الإطلاق بالعائد على الاستثمار.
ففي 16 مارس - آذار وبعد خمسة أيام من إعلان منظمة الصحة العالمية عن تصنيف كوفيد-19 بالجائحة، قرر التنفيذيون في شركة فايزر البدء في تطوير اللقاح بالتعاون مع شركة «بايونتك» الألمانية، حتى إن كان ذلك يعني إنفاق 3 مليارات دولار، مع العلم بأن تطوير برنامج للقاحات قد يستغرق 10 أعوام وتتراوح كلفته بين 1-2 مليار دولار. «لم يكن قرار الشركة مدفوعاً بالحاجة إلى الإيرادات المالية»، يقول بورلا، بل إنقاذ الأرواح في أقرب وقت، لذا رفت الشركة التمويل الحكومي كي تحرر علماءها من البيروقراطية الحكومية وتباطؤ العمل غير الضروري.
قد يبدو من النادر أن ترفض شركة ربحية التمويل الحكومي، الذي سيضمن حصولها على أرباح مضاعفة، إلا أن النظرة المستقبلية بأن استدامة النمو في الربح مرهون باستدامة المجتمعات وازدهارها هو حجر الزاوية في مبدأ التعاضد في الإسلام وفي الاستدامة، التي تعد اليوم قضية عالمية دفعت الأمم المتحدة لأن تحدد لها 17 هدفا ومقصدا.
صحيح أن الربح هو الضامن لاستمرار أي منشأة إلا أن على الشركات مسؤولية تجاه المجتمعات، التي تعمل فيها. وهي مسؤولية التضامن مع مشاكل أفرادها لتبني مبادرات تكفل التغلب على التحديات الاقتصادية والجوائح الصحية، مسؤولية تتضاعف وقت الأزمات.
woahmed1@
هذه العبارة العميقة هي أحد الدروس، التي تعلمنا إياها جائحة كورونا حين فرضت على العالم بأسره الإغلاق الكامل وحظر التجول في شهر مارس - آذار من العام الماضي 2020. على الأقل هذا ما قاله ألبرت بورلا، الرئيس التنفيذي لشركة فايزر الأمريكية المتخصصة في الصناعات الدوائية واللقاحات، التي تحمل اسم «فايزر - بيونتك» أشهر لقاح للوقاية من فيروس كورونا كوفيد -19 إلى جانب اسم الشركة الألمانية المتخصصة في تقنيات الكيمياء الحيوية «يايونتك».
بورلا كتب مقالاً للمجلة الأمريكية المتخصصة في التسويق «هارفرد بيزنس ريفيو» مليئاً بالعبر، التي تصلح أن تكون ضمن الإستراتيجيات الرئيسية لكل شركة كبيرة في أي مجتمع. يتحقق الأثر المالي الإيجابي للقاح كوفيد -19 على شركة فايزر إلا أنها لم تفكر على الإطلاق بالعائد على الاستثمار.
ففي 16 مارس - آذار وبعد خمسة أيام من إعلان منظمة الصحة العالمية عن تصنيف كوفيد-19 بالجائحة، قرر التنفيذيون في شركة فايزر البدء في تطوير اللقاح بالتعاون مع شركة «بايونتك» الألمانية، حتى إن كان ذلك يعني إنفاق 3 مليارات دولار، مع العلم بأن تطوير برنامج للقاحات قد يستغرق 10 أعوام وتتراوح كلفته بين 1-2 مليار دولار. «لم يكن قرار الشركة مدفوعاً بالحاجة إلى الإيرادات المالية»، يقول بورلا، بل إنقاذ الأرواح في أقرب وقت، لذا رفت الشركة التمويل الحكومي كي تحرر علماءها من البيروقراطية الحكومية وتباطؤ العمل غير الضروري.
قد يبدو من النادر أن ترفض شركة ربحية التمويل الحكومي، الذي سيضمن حصولها على أرباح مضاعفة، إلا أن النظرة المستقبلية بأن استدامة النمو في الربح مرهون باستدامة المجتمعات وازدهارها هو حجر الزاوية في مبدأ التعاضد في الإسلام وفي الاستدامة، التي تعد اليوم قضية عالمية دفعت الأمم المتحدة لأن تحدد لها 17 هدفا ومقصدا.
صحيح أن الربح هو الضامن لاستمرار أي منشأة إلا أن على الشركات مسؤولية تجاه المجتمعات، التي تعمل فيها. وهي مسؤولية التضامن مع مشاكل أفرادها لتبني مبادرات تكفل التغلب على التحديات الاقتصادية والجوائح الصحية، مسؤولية تتضاعف وقت الأزمات.
woahmed1@