ماجد عبدالله السحيمي

كتبت مقالا مع صدور القرار الخاص بالدراسة عن بعد من معالي وزير التعليم كان عنوانه (إلى صديقي معالي الوزير) وقبل كل شيء فكاتبكم العبد الفقير ليس له علاقة من قريب ولا بعيد بالتعليم فلست معلما ولا وكيلا أو قائدا فأنا كنت وما زلت أطلب العلم، كتبت في ذلك المقال أن مشروع التعليم عن البعد كان مشروعا جبارا وعظيما فبرغم أنه سابقة لأول مرة إلا أن له بنية تقنية وإلكترونية ضخمة وعملا كبيرا دؤوبا في وقت قياسي لملايين المستخدمين من طلاب وطالبات ومعلمين ومعلمات كلهم يدخلون للمنصة بوقت واحد ومشترك بينهم ويخرجون كذلك، ناهيك عن الضغط والأعطال وأي عوائق واردة، كل ذلك كان من باب الإنصاف لهذا العمل وأهله، والآن مع قرار العودة الحضورية للدراسة أؤكد أن معالي الوزير ما زلت اعتبره صديقي وإن ظهرت بعض علامات الاستفهام التي لم تتم الإجابة عنها، مع تقديرنا لكل ما تم خلال الجائحة، ومن هذه الاستفهامات أنه كيف سيكون التباعد بين الطلاب إذا كان الفصل يحوي قرابة ٣٥ طالبا وهل في تعاقب المدرسين بين التدريس حضوريا وعن بعد والتناوب بين ذلك خلو من الصعوبة والعوائق والوقت والجهد الكبيرين؟ وكيف يتم التعامل مع ظهور حالات إيجابية في الفصل فالوزارة أشارت إلى تعليق حضور أي فصل تظهر به حالة إيجابية بعشرة أيام، طيب كيف سيستكمل الفصل دراسته في هذه الحالة؟ وما وضع المدرس الذي درس هذا الفصل وانتقل لغيره وغيره هل سيشمله الحجر أم لا؟ وماذا لو أن طالبا ظهرت بعائلته حالة إيجابية وهو خارج المدرسة هل يحضر أم لا، وماذا عن الفسحة المدرسية واختلاط الطلاب أثناء اللعب وصعوبة تطبيق التباعد والاحترازات بينهم؟ وزارة الصحة أكدت في كثير من المواقف أن الاحترازات واجبة حتى مع من أكملوا جرعات اللقاح ولذلك يصعب التطبيق في هذه الحالة. أخشى ما أخشاه بعد العمل الضخم والكبير والمتميز الذي قامت به الوزارة إبان الدراسة عن بعد أن يهدم الحضور بنيان المنصة عن بعد ! كل ظرف من هذه الظروف وارد الحدوث بل وبنسبة كبيرة يترتب عليها الكثير من التأخير والعمل تحت الضغط وبخطة الطوارئ دائما مما يجعل الطلاب في مستويات مختلفة في التعلم فبعضهم متقدمون وبعضهم متأخرون وهكذا. حفظنا الله وإياكم من كل شر.

وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل أودعكم قائلا (النيات الطيبة لا تخسر أبدا).. في أمان الله.

@Majid_alsuhaimi