ترجمة: إسلام فرج

طهران تستخدم اليمن منصة لتسليح ميليشياتها في الشرق الأوسط

أكد موقع «وور أون ذا روكس» أن جماعة الحوثيين في اليمن تتجاوز دور الوكيل لإيران، موضحا أن بين الطرفين شراكة أكثر تعقيدا مما هو متصور وتحمل مخاطر على الأمن الإقليمي.

وبحسب مقال لـ «توماس جونيو»، وهو أستاذ مشارك في كلية الدراسات العليا للشؤون العامة والدولية بجامعة أوتاوا ومسؤول سابق في وزارة الدفاع الوطني الكندية، منذ عام 2015، عندما أطلقت المملكة التحالف العربي لاستعادة شرعية اليمن، عمقت جماعة الحوثي علاقاتها مع إيران.

وتابع يقول: نتيجة لذلك، ظهر تأثير الشراكة الإيرانية الحوثية بشكل متزايد خارج حدود اليمن، يعمل الحوثيون الآن على تطوير سياستهم الخارجية الخاصة، وتشكيل علاقات مباشرة مع شركاء إيرانيين آخرين في المنطقة، بما يشكل خطرًا متزايدًا على الإقليم.

الدعم الإيراني

وأضاف توماس جونيو: في حين ظهرت حركة الحوثي كتمرد في شمال غرب اليمن في الثمانينيات والتسعينيات، إلا أنها بدأت على الأرجح في تلقي الدعم الإيراني حوالي عام 2009.

ومضى يقول: مع ذلك، كان هذا الدعم الأولي هامشيًا، حيث كانت اليمن في ذلك الوقت بعيدة كل البعد عن كونها أولوية مهمة بالنسبة لإيران.

وأردف: تصاعدت العلاقات بعد 2011 حيث تسببت احتجاجات الشوارع والاقتتال الداخلي بين النخبة في إضعاف الدولة اليمنية الهشة بالفعل، وباستغلال هذا الفراغ، وسع الحوثيون سلطتهم واستولوا في نهاية المطاف على العاصمة صنعاء في 2014.

وبحسب الكاتب، كانت السعودية قلقة بشكل متزايد من احتمال تصاعد انعدام الأمن على حدودها الجنوبية المعرضة للخطر، ومع ذلك، حتى عام 2014، ظل دور إيران في نمو قوة الحوثيين محدودًا.

وتابع: جاءت نقطة التحول الرئيسية في مارس 2015 عندما لبت السعودية نداء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بالتدخل لاستعادة الشرعية ولدحر الحوثيين وإعادة الحكومة المعترف بها دوليًا إلى السلطة.

وأردف يقول: من المستحيل تحديد مقدار دعم إيران لجماعة الحوثيين بدقة، حيث إن جزءا كبيرا من أصول الحوثيين جاء بطريقة محلية، من خلال الاستيلاء بالتفاوض أو الإكراه على وحدات من الجيش اليمني، وكذلك من نهب مخزونات الجيش الوطني، وإقامة تحالفات مع الميليشيات القبلية، والقيام بعمليات شراء من السوق السوداء.

وأضاف: مع ذلك، فقد لعب الدعم الإيراني المتزايد بالتأكيد دورًا مهمًا في مساعدة الحوثيين، إضافة إلى تزويد المجموعة بعدد متزايد من الأسلحة الصغيرة، كانت طهران تقدم أسلحة أكثر تقدمًا وفتكًا أيضًا.

شبكات تهريب

وتابع الكاتب توماس جونيو: في كثير من الحالات، تستخدم إيران شبكات تهريب ومشتريات معقدة لتوفير أجزاء أكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية والتي يجمعها الحوثيون بعد ذلك مع غيرها من المنتجات التي يتم الحصول عليها محليًا أو إنتاجها.

ولفت إلى أنهم يجمعون هذه الأجزاء لتكون أسلحة عاملة بمساعدة فنية من مستشاري حزب الله والحرس الثوري.

وبحسب الكاتب، سمح هذا النهج للحوثيين بإطلاق طائرات بدون طيار قصيرة وطويلة المدى وأسطول متنوع بشكل متزايد من الصواريخ القادرة على تخطي الحدود وتهديد دول الجوار وعلى رأسها السعودية.

وأردف: كما استخدمت قوات الحوثي صواريخ مضادة للسفن من طراز C-801 صينية الصنع، يصل مداها إلى 42 كيلو مترًا، لشن هجمات على ناقلات في البحر الأحمر، وكانت هذه الصواريخ جزءًا من ترسانة الجيش الوطني قبل عام 2014 وتم الاستيلاء عليها خلال الحرب، لكن ربما تم تعديلها بشكل أكبر بمساعدة إيرانية أو من حزب الله.

ولفت إلى أن الكثيرين يرون الحوثيين كوكلاء لإيران، لكن هذا ليس سوى جزء من القصة، حيث يستخدم الحوثيون أيضًا علاقاتهم مع إيران لتعزيز مصالحهم الخاصة وكانوا حريصين على توسيع تلك العلاقات.

وتابع: لقد تعرضوا للهجوم من قبل قوة عسكرية أعلى بكثير، وإيران فقط كانت مستعدة وقادرة على تقديم الدعم الخارجي.

وتابع: ينبغي أيضًا النظر إلى هذا النمو في الشراكة الإيرانية الحوثية في السياق الأوسع لسياسة طهران الخارجية.

وأضاف: حتى وقت قريب، اتبعت علاقات إيران بشبكة الجهات الفاعلة المسلحة غير الحكومية التي تدعمها نموذجًا محوريًا مع إيران في المركز، ومع ذلك، فإن هذه الديناميكية تتطور.

تخطي طهران

ويواصل الكاتب مقاله في «وور أون ذا روكس» بالقول: لا تزال إيران تسيطر وبقوة على هذه الجهات الفاعلة، وحزب الله وحماس والحوثيون ومختلف الميليشيات السورية والعراقية يطورون بشكل متزايد علاقات مباشرة مع بعضهم البعض، لا يتخطون طهران، بل يطورون علاقاتهم الخارجية مع بعضهم البعض.

ولفت إلى أن هذا الاتجاه تشجعه طهران بنشاط، مشيرا إلى أن حزب الله في طليعة هذا التطور، مع دوره المتزايد في سوريا والعراق والآن اليمن.

وأردف: نما دور جماعة الحوثيين في هذه الشبكة، لدرجة أنه يمكن الحديث عن سياسة خارجية خاصة بالجماعة، العلاقات بين الحوثيين وحزب الله أصبحت بارزة بشكل خاص، حيث تتعاون الحركتان بشكل متزايد في مجالات تتراوح من التدريب إلى تهريب الأسلحة.

وأضاف: بحسب بعض التقارير، يُستخدم اليمن أيضًا بشكل متزايد كمنصة لإيران لإرسال أسلحة إلى الجماعات المسلحة الأخرى التي تدعمها، وعلى الأخص حماس، وفي هذه الحالة، يتم نقل الأسلحة التي يتم تسليمها إلى اليمن إلى السودان ثم عبر مصر إلى قطاع غزة.

وبحسب الكاتب، هناك أيضًا أدلة على أن إيران والجماعات المدعومة من إيران ينسقون بشكل متزايد عملياتهم الإعلامية، على سبيل المثال في أعقاب الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار الأخيرة ضد السعودية.

وتابع: أصبحت حركة الحوثي ذات خبرة ومهارة أكبر من أي وقت مضى في سعيها لتحقيق مصالحها في المنطقة، كما أنها توفر لإيران خيارات جديدة لاستهداف القوات الأمريكية في الشرق الأوسط.

واستطرد: في أي تصعيد مقبل، سيتعين على قيادة الحوثيين موازنة مصالحهم المتعددة بين الحاجة إلى الحفاظ على الدعم الإيراني، وخطر الانتقام الأمريكي، وسياسة الحفاظ على موقعهم داخل اليمن.