وول ستريت جورنال - ويل هورنر ترجمة: نورهان عباس

مؤشر «ناسداك» المتخصص بالتكنولوجيا أغلق فوق مستوى 15000 للمرة الأولى

حقق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يوم الثلاثاء الماضي إغلاقه القياسي رقم 50 لعام 2021، حيث رفعت الأسهم الحساسة اقتصاديًا السوق.

وساعدت أسهم البنوك ومنتجي النفط والشركات التي تعمل في صناعة السفر على تعزيز انتعاش سوق الأسهم.

وارتفع مؤشر الأسهم الأمريكية الواسع 6.70 نقطة، أو ما يعادل 0.1%، ليصل إلى 4486.23 وهو رقمه القياسي التاسع هذا الشهر. وأضاف متوسط مؤشر داو جونز الصناعي 30.55 نقطة، أو ما يعادل 0.1٪، ليصل إلى 35366.26 نقطة. ارتفع مؤشر ناسداك المركب الثقيل 77.15 نقطة، أو ما يعادل 0.5٪، ليصل إلى 15019.80، وهو أول إغلاق له فوق مستوى 15000.

أيضا، ارتفعت أسهم «الميم»، التي تعود إلى الشركات المفضلة بين المتداولين الأفراد، بما في ذلك: «جيم ستوب» و«إيه أم سي»، بنسبة 28٪ و 20٪ على التوالي، كما صعدت أسماء أخرى مثل: «بلاك بيري» و«شركة كوس» و«نيكد براند جروب».

ويمثل الانتعاش انعكاسًا عن أداء المجموعة الأخير. فقبل يوم الثلاثاء الماضي، شهدت العديد من أسهم الميم في الأسابيع الأخيرة تحركات يومية هادئة نسبيا. والحافز وراء الصعود الكبير يوم الثلاثاء لم يكن واضحا على الفور.

وعززت الموافقة الكاملة من قبل المنظمين الأمريكيين على لقاح كوفيد- 19 من شركة «فايزر» وشريكتها «بيونتيك» معنويات السوق الأوسع، مما زاد الآمال في أن المزيد من الأشخاص غير المحصنين سيحصلون على الجرعة، وهو ما قد يقلل من تهديد التوقعات الاقتصادية.

وقالت بياتا كير، الرئيسة المشاركة لإستراتيجيات الاستثمار في شركة «برنستاين برايفت ويلث مانجمنت»: «كلما زاد عدد الأشخاص الذين تم تطعيمهم، زادت فرصتنا في رؤية الضوء في نهاية النفق، لأن كوفيد هو الاهتمام الرئيسي السائد في اليوم».

كانت الأسهم تزداد صعودا وسط تركيز المستثمرين على أرباح الشركات القوية والانتعاش الاقتصادي مقابل الارتفاع العالمي في حالات كوفيد- 19، التي أدت إلى فرض قيود جديدة في بعض الأسواق. ويقوم مديرو الأموال أيضًا بتقييم ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي قد يبطئ خططه لتقليص سياساته المالية السهلة بسبب العلامات التي تشير إلى أن النمو الاقتصادي قد يتباطأ.

وقال مايك ستريتش، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة «بي إم أو ويلث مانجمنت»: «الأسواق تكافح من أجل الحصول على بعض التوجيه بعد أن شهدنا مسيرة ضخمة». وأضاف: «يتساءل الناس، ما المحفز التالي لدفع السوق إلى الأعلى، أم أن بعض المخاطر الموجودة وتكفي لمنح الناس مزيدًا من التوقف المؤقت بشكل جماعي؟».

وقادت أسهم الطاقة 11 قطاعًا لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 حيث ارتفعت أسعار النفط، مدعومة بانخفاض في حالات كوفيد- 19 في الصين، وعلامات انتعاش في نشاط السفر في المدن الكبرى. وارتفع خام برنت، وهو المعيار القياسي في أسواق الطاقة الدولية، بنسبة 3.3٪ ليصل إلى 71.05 دولارًا للبرميل. بحلول منتصف صباح الثلاثاء، وكانت مستويات حركة المرور في بكين أعلى بنسبة 12٪ عن الأسبوع السابق، وفقًا لبيانات شركة «بايدو» التي استشهد بها محللون في كومرتس بنك.

ومن بين الأسهم الفردية، صعدت أسهم شركة «بالو ألتو نتووركس» بواقع 69.30 دولارًا، أو ما يعادل 19٪، لتصل إلى 441.87 دولارًا، وذلك بعد أن أعلنت شركة الأمن السيبراني عن نمو إيرادات أفضل من المتوقع في وقت متأخر من يوم الإثنين الماضي. وارتفعت أسهم شركة «كراود سترايك هولدينجز» بنحو 19.83 دولارًا، أو ما يعادل 8.1٪، لتصل إلى 265.63 دولارًا، وذلك بعد أن قالت ناسداك إنها ستضيف السهم إلى مؤشر ناسداك 100 يوم الخميس الماضي. وزادت أسهم شركة «بست باي» بواقع 9.33 دولارا، أو ما يعادل 8.3٪، لتصل إلى 121.49 دولارا، وذلك بعد أن قالت الشركة إن المبيعات ارتفعت خلال الربع الثاني.

يتطلع المستثمرون لمعرفة التعليقات التي ستصدر عن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي في ندوة جاكسون هول بالبنك المركزي، المقرر إجراؤها في وقت لاحق من الأسبوع، للحصول على رؤى ثاقبة حول وتيرة قيام البنك المركزي بتخفيض مشتريات السندات. وسيقوم رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بمداخلة افتراضية في الحدث المزمع عقده غدا الجمعة.

قال ستريتش: «إنني على أقل قناعة الآن حول ما إذا كان هناك إعلان مهم قادم هذا الأسبوع». وأضاف: «لا أعرف ما إذا كان الآن هو الوقت المناسب لمجلس الاحتياطي الفيدرالي ليكون عدوانيا بشكل مفرط».

وفي أسواق السندات، ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 1.289٪ مقارنة بـ 1.254٪ يوم الإثنين. وعادة ما ترتفع عوائد السندات عند انخفاض الأسعار.

وفي خارج الولايات المتحدة، انخفض مؤشر ستوكس يوروب 600 بأقل من 0.1٪. أما في هونج كونج، فأدى الانتعاش القوي في أسهم شركة «جاي دي دوت كوم» للتجزئة عبر الإنترنت إلى ارتفاع أوسع في العديد من أسهم الإنترنت الصينية المتراجعة. وقفزت أسهم «جاي دي» بنسبة 15 ٪ يوم الثلاثاء، بعد أن أعلنت شركة التجارة الإلكترونية العملاقة، التي يقع مقرها في بكين، عن زيادة بنسبة 26 ٪ في إيرادات الربع الثاني، لتصل إلى 39.3 مليار دولار. وعززت «تينسينت»، التي تمتلك حصة في «جاي دي»، أسهمها بنحو 8.8٪، بينما ارتفع مؤشر «هانج سينج» الأوسع نطاقاً بنسبة 2.5٪. وصعد سهم مجموعة «علي بابا هولدينجز ليمتد» بنسبة 9.5%، لتنهي بذلك 9 أيام متتالية من الخسائر في هونج كونج.

وقال كين وونج، مدير المحفظة الاستثمارية في شركة «إيست سبرينج إنفستمنت» في هونج كونج: إن المستثمرين تشجعوا بفضل نتائج «جاي دي» التي جاءت أفضل من المتوقع، لكن «الأمر سيستغرق أكثر من ذلك بكثير من أجل تحقيق ارتفاع مستمر». وأضاف: «في الوقت الحالي، لا يوجد نقطة ارتكاز حقا للسوق. فالناس يتداولون بناء على الزخم، لأنه لا أحد متأكد ما إذا كانت ستكون هناك حملات قمع جديدة أو أخبار سلبية أخرى».

* ساهم في كتابة هذا المقال شي يو من هونج كونج وكايتلين مكابي من نيويورك.