دهاء الكيد والتربص فيه ظاهر وأكثره خفي، وهذا يدفع التأمل والتدبر لأن يدق أذهان أهل الاتزان العقلاء. وأيامنا كثر فيها تجاذب الحديث والإدلاء في كل ما طار ووقع من أحداث، وبعضها مغمور بكيد وتربص يطال كينونة الأوطان والشعوب.
ولهذا ينبغي على الناظر أن يكون العقل والعاطفة عنده في اتزان في قبول أو رد ما ينشر ويقال خصوصا ما كان منه مجهول المصدر أو التوثيق له يتعذر.
المرء في غمرة الحنق على هؤلاء الكائدين أحيانا يندفع ويكثر التشنيع فيهم وهذا رد فعل يحتاج لتبصر. لكن رد الفعل هذا قد لا يتعدى أثره حال شاة سلخها لا يضر بعد ذبحها. والأبقى أثرا تجاه أهل الكيد والتربص هو استخدام الفكر والمنطق في تفنيد الحجة بالحجة، وتوظيف حقائق وأدلة مع الند والمتربص أو المخالف. وهذا الأداء يكسب مساحة أوسع في الأفهام خصوصا، إذا تداخلت المكائد وإثارة الالتباسات. وبالطبع الرد الأمثل الذي يوجع الكائدين إذا تم فيه استهداف البلدان هو الالتفاف حول اللحمة الوطنية وتعزيز الهوية وثوابت الوطن.
النضج في التعامل مع المتربصين هو عدم الانجذاب للشخصنة أو تشهي التقبيح، ونفسح للزمن أن تدور فيه رحى الأقدار، لاستيفاء مجريات الأمور، وندع لأهل الاختصاص مهمتهم.
العدو والمخادع يفرح أحيانا إذا أشغل الغير، وأصبح هو فقط الهم والسقف في مسارات الأحداث، وهو بذكائه يتأمل ردود الأفعال، ويسبر غور الأفكار والمنطلقات، ومن ثم يرسم سيكولوجية الأطراف المستهدفة، ويتأنى في النفوذ في دخول الثغور والعواطف.
الأمم تبني نفسها بالتخطيط ورسم الأهداف والوسائل، وتبويب الأولويات والموازنات بين الصعب والممكن، والتحلي بطول نفس لانتظار النتائج.
والأمم الناضجة لا تكثر استعداء لم يأت أوانه أو تعجل لمراحل لم يجهز التخطيط لها.
حيال التحدي مع مدلهمات الأيام يوظف الفكر والإعلام لحفظ الوطن وأهله وولاته. ولا تفتح أبواب الثغور وتحريض الكلام مثل خبز يلعن عجينه، ودلالة هذا المثل أن أصل الخبز من العجين ولولاه لم يكن فلماذا ينكر فضله. وبذلك يكون الانتماء والولاء وعقيدة الفداء سلوكا. بل الذود في اللسان والقلم والتراسل والمجالس هو ما يقوي اللحمة المجتمعية ويدرأ مراد التمويه بتقزيم الهوية والمقدرات والمنهج.
نحذر الالتباسات والازدواجية وذلك حينما تدفعنا الأيدلوجيات للتعلق بالولاء خارج الأوطان رغم عدائها لنا أو ننتشي لإنجازات من هم على مسار لا يوافقنا. هذا التعلق أو الانتشاء بالخارج إذا طالتنا جاذبيته نتفحص باطننا، ونسأل هل نرى الوطن الذي ننتمي إليه نهبه مثل ما نفعله للغير في الوجدان؟ وهل نقدم بلدنا على هؤلاء قياسا وسقفا. وفي أجوبة هذه الأسئلة وغيرها قد نحتاط من الوقوع في فخ خلط المفاهيم.
ومن الفهم السوي كذلك أن رؤى نقد الذات داخل الوطن وتصحيح الأفكار والأعمال مطلوبة بل ملزمة، ضمن الحكمة وفطنة التنزيل والتوقيت ومن خلال القنوات الصحيحة. والوطن دائما حاضن للصادقين ولكل من يريد الخير له.
@alhussainahmed0
ولهذا ينبغي على الناظر أن يكون العقل والعاطفة عنده في اتزان في قبول أو رد ما ينشر ويقال خصوصا ما كان منه مجهول المصدر أو التوثيق له يتعذر.
المرء في غمرة الحنق على هؤلاء الكائدين أحيانا يندفع ويكثر التشنيع فيهم وهذا رد فعل يحتاج لتبصر. لكن رد الفعل هذا قد لا يتعدى أثره حال شاة سلخها لا يضر بعد ذبحها. والأبقى أثرا تجاه أهل الكيد والتربص هو استخدام الفكر والمنطق في تفنيد الحجة بالحجة، وتوظيف حقائق وأدلة مع الند والمتربص أو المخالف. وهذا الأداء يكسب مساحة أوسع في الأفهام خصوصا، إذا تداخلت المكائد وإثارة الالتباسات. وبالطبع الرد الأمثل الذي يوجع الكائدين إذا تم فيه استهداف البلدان هو الالتفاف حول اللحمة الوطنية وتعزيز الهوية وثوابت الوطن.
النضج في التعامل مع المتربصين هو عدم الانجذاب للشخصنة أو تشهي التقبيح، ونفسح للزمن أن تدور فيه رحى الأقدار، لاستيفاء مجريات الأمور، وندع لأهل الاختصاص مهمتهم.
العدو والمخادع يفرح أحيانا إذا أشغل الغير، وأصبح هو فقط الهم والسقف في مسارات الأحداث، وهو بذكائه يتأمل ردود الأفعال، ويسبر غور الأفكار والمنطلقات، ومن ثم يرسم سيكولوجية الأطراف المستهدفة، ويتأنى في النفوذ في دخول الثغور والعواطف.
الأمم تبني نفسها بالتخطيط ورسم الأهداف والوسائل، وتبويب الأولويات والموازنات بين الصعب والممكن، والتحلي بطول نفس لانتظار النتائج.
والأمم الناضجة لا تكثر استعداء لم يأت أوانه أو تعجل لمراحل لم يجهز التخطيط لها.
حيال التحدي مع مدلهمات الأيام يوظف الفكر والإعلام لحفظ الوطن وأهله وولاته. ولا تفتح أبواب الثغور وتحريض الكلام مثل خبز يلعن عجينه، ودلالة هذا المثل أن أصل الخبز من العجين ولولاه لم يكن فلماذا ينكر فضله. وبذلك يكون الانتماء والولاء وعقيدة الفداء سلوكا. بل الذود في اللسان والقلم والتراسل والمجالس هو ما يقوي اللحمة المجتمعية ويدرأ مراد التمويه بتقزيم الهوية والمقدرات والمنهج.
نحذر الالتباسات والازدواجية وذلك حينما تدفعنا الأيدلوجيات للتعلق بالولاء خارج الأوطان رغم عدائها لنا أو ننتشي لإنجازات من هم على مسار لا يوافقنا. هذا التعلق أو الانتشاء بالخارج إذا طالتنا جاذبيته نتفحص باطننا، ونسأل هل نرى الوطن الذي ننتمي إليه نهبه مثل ما نفعله للغير في الوجدان؟ وهل نقدم بلدنا على هؤلاء قياسا وسقفا. وفي أجوبة هذه الأسئلة وغيرها قد نحتاط من الوقوع في فخ خلط المفاهيم.
ومن الفهم السوي كذلك أن رؤى نقد الذات داخل الوطن وتصحيح الأفكار والأعمال مطلوبة بل ملزمة، ضمن الحكمة وفطنة التنزيل والتوقيت ومن خلال القنوات الصحيحة. والوطن دائما حاضن للصادقين ولكل من يريد الخير له.
@alhussainahmed0