أروى المزاحم

خلق الله البشر جميعا من جنس واحد، ولكنه شاء أن يكونوا مختلفين في ألوانهم وأشكالهم وقدراتهم وطرق تفكيرهم وتوجهاتهم، كما قال سبحانه وتعالى في محكم آياته: {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين} هود 118.

وهذا يعني أن الاختلاف موجود منذ قديم الأزل حيث تختلف الطبيعة البشرية بين الأشخاص وفقا للاختلاف في اللون والجنس والديانة والعقيدة والنشأة، لحكمة أرادها الله عز وجل.

نتساءل أحيانا هل يحمل الاختلاف طابعا إيجابيا أم سلبيا؟؟

يخلق هذا الاختلاف بالطبع نوعا من الثراء الفكري الذي لا مثيل له، حيث تتعدد الحلول وتتباين وجهات النظر حول مشكلة أو قضية معينة، ولا يقتصر الاختلاف فقط في الشكل أو اللون وإنما يكون هذا الاختلاف أيضا في طريقة التفكير وفي التوجهات العلمية والعملية.

كمثال تقريبي يجيب عن تساؤلنا هذا هي عملية الطهو التي تكاد لا تخلو من وضع أنواع مختلفة من التوابل والبهارات والتي لكل منها دوره المختلف في إضافة النكهة والطعم منها المالح والحامض والحار اللاذع وفي نهاية الأمر سنحصل على وجبة لذيذة..

من وجهة نظري لطالما كان الاختلاف يحمل طابعا إيجابيا فهو بمثابة أداة الإبداع الخفية، ولطالما كان نجاح معظم الصروح قائما على الفريق متعدد التخصصات العلمية والفكرية، كما يمكن أن نفوز من خلال الاختلاف بعدة أفكار للموضوع المطروح، مما يحقق الإفادة الكاملة في حل الموضوع المثار للمناقشة، ويساهم الاختلاف في الرأي بتبادل المعلومات وتعدد الأفكار مما يصبح وسيلة تعليمية في تفتيح العقل وتغذيته بالعديد من الأفكار والنتائج، كما يعمل على تنمية المهارات النقدية المختلفة.

ومن أبرز طرق التعامل مع الاختلاف هي طريقة الحوار الإيجابي المبني على براهين وأدلة، فكثرة الحوار البناء دون الخروج بالحوار عن احترام الأفكار الأخرى تساهم في تقريب الأفكار واقتراب وجهات النظر من أجل الوصول إلى النتيجة المناسبة التي ترضي جميع الأطراف.

تذكر:

الاختلاف لا يفسد للود قضية لأننا نعيش في مجتمع لا ينفرد بأفكار محدودة ومتشابهة، فكل عقل حتما يحمل العديد من الأفكار الإيجابية وإن كانت لا تتشابه مع أفكارنا.

Twi:@al_muzahem