شيخة العامودي

للروح أحاديث تخاطب الوجدان تجمع لها طيف ألحان وتكرم وفادتها الذكريات، المكان شاهد يلتقط مرورنا، والزمان مسجل يدون حضورنا وما بين المكان والزمان هناك مَنْ يجالس أرواحنا وبنات أفكارنا صوت صمتنا ويحمل كثيرا من تبسمنا أو وجومنا وتبقى الروح ميالة لتذكر مَنْ يسر خاطرنا، فالبشر من حولنا عناوين نقلدهم إياها بكل استحقاق بعد مواقف الحياة ينالونها مع شهادة تقدير توثقها لهم أرواحنا، ذاتنا الملمة بالمواقف، التي نصادفها ونتجاور فيها مع البشر هي مرجع ترجيح العناوين.

بعض البشر راسخون في أعماقنا، ورسوخهم هذا قد يكون محبة زرعها الله في قلوبنا دون قيد أو شرط، رأيناهم في لقاء أو سمعنا عنهم من خلال حديث أو قرأنا لهم سطرا وحرفهم جرى في الوريد.

والبعض قد يكون نال ظفر تقديرنا إثر موقف تجلى لنا فيه هيبة إنسانيتهم اتجاهنا، فملكوا الفؤاد فقد نصرونا في موقف أوشك الظالمون أن يوقعونا به أو جبروا خواطرنا بتصرف منصف فبذروا في خواطرنا المحروثة السند فنمت بهجة ومسرات.

بعض البشر لم يكن مرجع استحقاق عناوينهم أنهم فلذات أكبادنا أو أشقائنا أو قريب من عائلتنا، بل تصرفاتهم اتجاهنا، التي استوعبت معنى مدى قرابتهم وأذابته في تصرفاتهم، فأصبح البر حرفا في تعاملاتهم وأصبحت إخوتهم كلمة تعبر عن جزء من معجم متسلسل الأجزاء كل يوم له جزء جديد وأصبحت قرابتهم الممتدة من الجذور شطر لقصيدة إحسان نافست المعلقات في نفائس العبارات.

بعض البشر هم هبات الله لنتذوق أيام الحياة بطعم مركز الحلاوة، هؤلاء يتقلدون عناوينهم دون عناء.

* استحقاق

هناك مواقف هي بمثابة ضماد لا يستبدل لا يجدد يبقى صالحا شافيا مدى الحياة.

@ALAmoudiSheika