مطلق العنزي يكتب :

يمكن أن نجد أعذاراً عديدة لأغلب بلدان الدنيا، إذا ما غرقت بأوحال الفقر والعوز والفوضى، لكن لا يوجد أي عذر للعراق أن يصل إلى هذا المستوى من الحاجة والبؤس والتمزق، وذل التودد للئام يلتهمون قوت الأيتام ويتفاخرون.

العراق أغنى بلد على وجه الأرض، لكن ابتلي بملالي إيران، الذين ينتقمون من العراقيين كما لم يفعل أي طاغية في التاريخ.

حل مشاكل العراق واضحة، ولا تحتاج دعك جباه مبرحاً، ومسؤولوه ومواطنوه يعرفون الأوجاع، لكن بدلاً من السعي للعلاج يزيدون المكلوم وجعاً.

وجود ميليشيا واحدة في أي بلد، يضعف حكومته ويدخله في فوضى صراعات.

إيران، لتضمن مصالحها، لم تشكل ميليشيا واحدة فقط في العراق، بل نسخت عشرات الميليشيات، لتضمن فوضى عارمة في العراق مستديمة وتستعصي على كل حل، حتى تحت حكم شيعي.

وقد جنى ملالي طهران «الغنائم»، إذ تتدفق عليهم شلالات الأموال من «منجم» العراق أثناء الحظر. ويضطر مسؤولون عراقيون، وبنادق الميليشيات مصوبة إلى رؤوسهم، أن يبرموا عقوداً مع شركات إيرانية بأغلى الأثمان. وسبق أن صرح وزير صناعة عراقي، بأنه قد جرى منعه، أو تهديده، من التفكير بتشييد أي مصنع، كي يبقى العراق سوقاً للبضائع والأدوية الإيرانية الرديئة ومخدرات كارتلات إيران.

استقرار العراق يعني خسارة مئات المليارات، التي تصبها الفوضى العراقية في إيران. ويحصنه من أن يكون ميداناً للصراعات الإيرانية مع القوى الخارجية. بل وأكبر من ذلك، إذا ما استقر العراق وذاق مواطنوه طعم السلام والأمن والثروة والتنمية، سوف ينعكس التأثير، والأرجح يتسبب بانهيار نظام آيات الله في إيران.

والمؤكد أن الإيرانيين لا ينسون أبداً أنهم في حال انتقام تاريخية ومستمرة مع العراق، تمتد لآلاف السنين. وإذ ما استقر العراق، فإنه سوف يغزو إيران ثقافيا وإدارياً وصناعياً. وإذا كان العراق قد أنتج روائع الدنيا، في الحضارة والثقافة والقانون والفنون والعلوم، ولا تزال هذه الروح كامنة تنتظر الصباح، فإن إيران، في أوج تمكنها الحديث، قدمت أفخر منتجات الملالي، مثل حسن نصرالله وعبدالملك الحوثي وقيس الخزعلي وأبوفدك، وآخرين لا يقلون دموية وسوءاً.

وتر

بغداد المزهوة بشموس الرشيد.. وحيث يتوضأ المنصور، ويشهر سيوفه.. تتسول اللئام، وتحتضر، إذ الخناجر تتناهب الأحشاء.. ومهجة زبيدة مكلومة التاريخ.. رماد..

@malanzi3