يوسف الحربي يكتب:

لأن الإشعاع الثقافي أصبح ميزةً، وبات من المؤكد والملموس تحوّل منطقتنا «الشرقية» إلى مركز حي ونشيط للثقافة والمبادرات والأنشطة والبرامج المتنوعة، التي تستطيع أن تخلق التعاون وتتجاوز حدود التعبير المنحاز لفكرة دون أخرى ومكان دون آخر، وذلك باختيار مسار التنويع والتنوع في المعرفة العامة والحضور الشامل وبشراكة كل القطاعات الحية في الاقتصاد، وكل الفئات العمرية، وكل الطاقات البشرية على اختلاف تخصصاتها والتعاون مع المؤسسات التربوية لضمان تعدد الأفكار ودورها الخلاق والمطّلع على خصوصيات المنطقة بشكل خاص، والمملكة بشكل عام مع توفير الفضاءات كأمر أصبح من الضروري التركيز عليه ليواكب كل الفنون وبالخصوص الفنون المعاصرة والفنون، التي تتطلب فضاءات مفتوحة وتقنيات رقمية حفاظاً على جودة الصوت والصورة وراحة المتلقي، وهنا اعتبرت المنطقة الشرقية جريئة في التجريب وقوية بكل طاقاتها في استقطاب الخبرات الوطنية، فكان السعي الأكبر لتركيز وتثبيت العمل بروح داعمة ومستمرة تطبيقا لشعار «لتكون المنطقة الشرقية عاصمة للفنون»، ولعلنا أشرنا في مقال العام الماضي في هذه الزاوية، أن الشرقية تعتبر أيقونة ثقافية وأن ما يمّزها هو تلك الكثافة الشبابية الشغوفة بالبحث والابتكار والانفتاح على ثقافات المملكة بتنوعها وبحضور ثقافات المنطقة والعالم بوصفها مركزا اقتصاديا مهما وهو ما كان مدعوما من قبل المؤسسات الثقافية ووزارة الثقافة وجمعية الثقافة والفنون، وكذلك والأهم متابعة الجمهور وانتظارهم بفضول لكل عرض وبرنامج ونشاط وهو ما زاد الثقة لدى المسؤولين والمثقفين والفنانين والمهتمين والإعلام للبحث والتطوير في تعمق درجات الوعي والتذوق والانتماء للحالة البصرية والجمالية، التي تعيشها المنطقة على مستوى الفضاءات والمساحات الخارجية وترميمها ومناطق العمران، التي احتضنت الثقافة والفنون والأعمال البصرية، إضافة إلى تقدّم المؤسسات نحو اقتناء الأعمال الفنية والتعويل على الهندسة الداخلية حسب الميزة الخاصة بالمنطقة، وبالتالي حتى النهوض بالحرف اليدوية وتعزيزها كجذور نفتخر بها، إضافة إلى الاستثمار في الفنون من خلال تهيئة المساحات والأسواق القديمة وتوظيف القيم الفنية الوطنية واعتمادها، غير أن شغفنا لمنطقتنا وحرصنا على التميّز يجعلنا نبحث عن الأكثر لأن كل الجهود مستعدة للتواصل والتعاون والتكامل والاكتمال والاستمرار، خاصة أن المنطقة الشرقية سباقة في كل المجالات البصرية وريادتها تجعل منا نطالب بالكثير من الدعم والجهود الواسعة، حتى تسمح لكل المثقفين والفنانين والشباب المهتمين بالابتكار وبالتفاعل والدخول في خضم الحركة الثقافية، التي تشهدها المنطقة بثقة وشغف، فتكثيف العروض البصرية ذات التوجهات المختلفة وبالخصوص المعاصرة يحتاج للدعم المتكامل والمستمر معنويا وتقنيا وماديا، خاصة الخامات والفضاءات والتقنيات والشاشات، التي تحفّز على التجريب والعرض وخلق ورش فنية قادرة على احتواء المواهب وتوجيهها، إننا كمنطقة لها إشعاعها وبريقها نحمل شغف العمل والتعاون والإنجاز والتألق فبفضل اهتمام إمارتنا بكل الأنشطة وبكل القطاعات وبفضل تشجيعها على الأنشطة الثقافية، التي تحفّز للعمل ومزيد التعاون، وكذلك بفضل اهتمامها بجعل الثقافة ضرورة وتعاون، عزّز الثقة المتبادلة بين كل الأطراف الفاعلة وتكاتفها معا من أجل إنجاز حقيقي يتناسب وطموحات المنطقة في تعميم الرؤى الفنية، وتكثيف الوعي والتوعية والاهتمام والتذوق لكل ما هو جمالي وفني وثقافي وتشجيع كل البرامج، فالمنطقة الشرقية تسير بخطى واثقة لرؤية 2030، التي تسعى لاحتواء القيم والتعويل على الطاقة البشرية وفتح المنافذ والمجالات أمام العمل والتعاون والخلق والإبداع من أجل أن تكون الشرقية عاصمة للفنون ليس في المملكة، بل على مستوى إقليمي ودولي.

@yousifalharbi