د. شلاش الضبعان

هناك زوجات رسمن لأزواجهن عند أهاليهن صورة قاتمة السواد، وهذا السواد مبني في معظم الأحيان على ظنون أو خلافات في قضايا ذوقية كان من الواجب أن يتسع فيها الصدر - وتغليب المصلحة - للخلاف.

وهناك زوجات حولن اجتماع الأخوات الأسبوعي لجعل أزواجهن أضحوكة عند من يستحق ومن لا يستحق، فإن كانت صادقة فهي مصيبة وفعلت مصيبة، وإن كانت كاذبة فالمصيبة أعظم.

وهناك زوجات كن يتمنين أزواجاً مقطوعين من شجرة، وأما وقد وجدت الشجرة فقد جعلن هدفهن تدمير أغصانها وقطع جذورها من خلال المكر بوالدة الزوج وأخواته، والسعي في التفريق بينه وبين إخوانه.

وهناك زوجات يظلمن أزواجهن بتضييع أموالهم، وكأنها تملك خطة متكاملة الأركان في إفقار أزواجهن، وجعلهم يسددون القرض بقرض.

وهناك زوجات لا يتوقفن عن مقارنة الزوج بالأزواج الآخرين، لماذا لا تكون مثل فلان الذي بيته أفضل من بيتنا، وفلان الذي دخله أكبر من دخلنا، وفلان الذي يسافر بأولاده ونحن لا نسافر؟ ولو تجرأ الزوج وقارنها بغيرها لأقامت الدنيا ولم تقعدها!

مثل هؤلاء الزوجات يمارسن ظلماً لأزواجهن ويجب أن يراجعن أنفسهن إن كن يردن حياة سوية لهن ولأبنائهن، ولو ذهبنا نبحث عن الأسباب لهذه الأفعال الظالمة لشريك الحياة، لوجدنا خلفها امرأة متطلبة لا تُحسن النظر إلى العواقب فظلمت نفسها قبل أن تظلم زوجها، وإن لم تصحُ فسيصحو زوجها ويتخلص منها في وقت تكون فيه الخسائر مضاعفة.

قد تكون الزوجة صادقة في شكواها!

إن كانت صادقة فالواجب أن تسعى في حل مشكلتها، أو تبتعد عن هذا الزوج، ففي كلتا الحالتين الظلم لن يحل المشكلة بل يزيدها ويفاقمها، ويزهدها هي قبل غيرها بزوجها، ولا يوجد في الحياة زوج كامل، فمن ذا الذي تُرضى سجاياه كلها، ويكفي الزوج نبلاً ونجاحاً أن تُعد الملاحظات عليه.

في الحديث الشريف سئل المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم (أيُّ النساءِ خيرٌ؟ فقال: الذي تسرُّهُ إذا نظَرَ وتطيعُهُ إذا أَمَرَ ولا تخالِفُهُ فيما يكرَه في نفسِهَا ومالِهِ).

عندما نرى حال بعض الزوجات لا نؤمل في الطاعة، بل نتمنى أن يتوقفن عن تشويه صور أزواجهن، ومن أراد أن يتزوج فسيتزوج حتى ولو كان مشوهاً.

@shlash2020