عبدالله الطفيلي

أصبح الآن النشر متاحا، والوصول للمشاهد أكثر سهولة من ذي قبل من خلال الفضاءات المتاحة في كل منصات مواقع التواصل الاجتماعي،، إلا أنه من الملاحظ مؤخرا استغلال هذه المنابر من بعض الشعراء وإنصاف الشعراء لطرح بعض القصائد، التي تحمل طابع (المدح)، الذي قد يكون في سياق المدح المذموم في رأي بعض المتابعين، كثيرا ما يخرج لنا هؤلاء بمفردات بعضها لا يرقى إلى مستوى الشعر عبر سنابات مصورة أو كِتَابِيًّا بطرح مستهجن يستحق أن يطلق عليه تزلف أو نفاق، وقد يكون الهدف من ذلك إما للبحث عن الظهور أو لمأرب شخصية يسعون لها، وحقيقةً أن هذه السلبية المفرطة في التعاطي مع مَنْ يقولون هذا الكلام ويقومون بنشره عبر هذه المواقع قد يفقد الشعر قيمته ومصداقيته، لا أدري هل يدرك مَنْ يتعمد الإساءة للموروث عبر ترسيخ مثل هذه الهرطقات من خلال نظرية اليوم (اعزمني امدحك وغدًا اعزمك تمدحني) للممارسة نفس الدور والتصوير والنشر بأن هناك عيونا تشاهد، وعقولًا تعي، وآذانا تسمع، ولا يمكن أن تمرّر أو تقبل هذه الأدوار المتبادلة عند العقل الواعي، ويظل الصدق وإظهار الحقيقة والاعتدال في الشعر وغيره هو سلوك إيجابي محمود، ولا يختلف عليه أحد، أما غير ذلك بكل تأكيد سوف يكون مرفوضًا ممن يؤمنون بالحقائق فقط، ولهذا السبب كان الحديث النبوي: «إذا لقيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب».

Saann4666622@