ميسة الحارثي

مع تنامي وازدياد حدة وباء كورونا تصاعدت الإجراءات التي اتخذتها مختلف الدول، من الحظر الاجتماعي وإغلاق المدارس ووقف كثير من الخدمات، وفي تلك الفترة ظهر العديد من العقبات أمام استكمال العملية التعليمية والحفاظ على كفاءتها.

والآن مع حلول الموسم الدراسي عن قريب هل سيكون من السهل على الطلاب الانخراط في العملية التعليمية بعد هذا الانقطاع؟ وترى، كيف تهيئ ولدك لاستقبال العام الدراسي الجديد؟

كورونا وتأثيرها على العملية التعليمية

كان الهدف من وراء تعليق الدراسة هو الحد من اختلاط الناس ببعضهم البعض منعا لانتشار الوباء، وهو الذي وضع تحديا جديدا أما استكمال العملية التعليمية، وكان البديل الوحيد هو التعلم عن بعد باستعمال المنصات المختلفة.

منحت هذه التقنية العملية التعليمية القدرة على استكمال العمل، وربط الطلاب ببعضهم البعض وتكوين فصول دراسية عن بعد، ولكنها كانت مصحوبة بالعديد من الصعوبات، إحدى تلك الصعوبات على سبيل المثال هو قلة قدرة الطلبة على التركيز في ظل هذه الطريقة الجديدة، وقد يشيع ذلك في المراحل التعليمية المبكرة،، وهو الأمر الذي وضع مزيدا من العبء على كاهل أولياء الأمور في متابعتهم لتعليم أولادهم.

وتنوعت تلك الصعوبات، فلم تكن جميع الهيئات التعليمية على استعداد لهذا الأمر، ولم يكن الطلبة والمعلمون على إلمام بهذا الأمر الذي لم يعتادوا على الدراسة من خلاله، كما أن ذلك قد أثر على حصيلة البعض إثر عجزه عن التأقلم سريعا مع الأمر والاعتياد على تحصيل المعلومات بتلك السبيل.

ولا ننسى أن التعليم عن بعد هو أمر معضل بالنسبة إلى الدول الفقيرة، نتيجة انعدام البنية التحتية اللازمة لذلك، وقلة توافر الإمكانيات بأيدي المواطنين.

معاودة الدراسة بعد جائحة كورونا

في ظل هذه الانقطاع عن الطريقة التقليدية للدراسة، قد يجد الطلبة صعوبة في التأقلم مع الحياة الاجتماعية السابقة في المدرسة والتعامل مع المعلمين، والقلق بخصوص العودة إلى أمر فارقه منذ زمن، كما أن اعتياده على معونة والديه له في أثناء الدراسة المنزلية قد تصبح عقبة أمامه في التكيف مع الحال الجديد، نسرد بين يديك الآن عددا من النصائح، علها أن تعينك في تهيئة ولدك للعام الجديد.

مما قد يسهل معاودة العملية التعليمية هو بدء العام الدراسي بفترة تمهيدية، حتى يستعيد الطلاب حماسهم وينخرطوا في العملية التعليمية رويدا رويدا، بالإضافة إلى تقسيمهم إلى مجموعات طلابية للدراسة الجماعية، مما حري به أن يعزز الصداقة فيما بينهم ويجعل أمر تعليمهم ممتعا.

كما يقع على كاهل المعلمين إدراكهم لما عليه حال الطلاب ومحاولة احتوائهم وتخفيف القلق والأحمال عنهم، وتقوية الروابط فيما بينهم. بالمقابل يتوجب على المدارس خلق أنشطة مختلفة غير دراسية، هدفها ترفيهي أو تثقيفي والبعد عن الأجواء التقليدية، مما يخفف من القلق الملم بالطلبة.

أما على صعيد أولياء الأمور، فحري بهم احتواء أولادهم، والقرب منهم بما يسمح لهم بإدراك ما يدور في عقولهم وبث الطمأنينة في قلوبهم، وأيضا سعيهم تجاه المساعدة في إنهاء الفروض المدرسية عند الضرورة، أو المشاركة في الأنشطة المدرسية، ولا ننسى أهمية أن يدرك الولد أهمية الدراسة وطلب العلم النافع، ومنافع كل منهما عليه.

وختاما، فنصيحتنا للطلبة بالحرص على الوقت، وتنظيم الوقت وتقسيمه بين الدراسة والأوقات الترفيهية والأنشطة الاجتماعية، وإعطاء كل حقه، وترك التسويف وتأجيل الأعمال.

ولا شك بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية المطلوبة قبل معاودة الدراسة، والاطمئنان على درجة أمان المدرسة من الوباء وما اتخذته من تدابير احتياطية وإجراءات السلامة.

وليس غريبا ألا يتحمس الولد في بادئ الأمر نحو العودة للدراسة من جديد، فحاول تحفيزه وتشجيعه بما تراه مناسبا لولدك، ولا تنتظر تكيفه سريعا مع الأمر، وما أجمل من أن تصبر عليه وتدعمه.

@AlharthiMaysa