كاتبة: الجهود الفردية لا تحقق أهدافها بدون مظلة تخطط للتطوير
أكدت الكاتبة في مجال الأدب ودراسات أدب الطفل الناقدة د. صباح عيسوي الحاجة إلى هيئة دعم أدب الطفل وثقافته، كون الوضع المحلي للمنتج الإبداعي للطفل وللدراسات الخاصة به لا يجاري التطور الكبير في أدب الطفل عالميا وإقليميا.
وأشارت إلى أن الجهود الفردية موجودة والشغف متقد، لكن هذه الجهود تظل محدودة وقد لا تحقق أهدافها وأضافت إن ما يحدث في وقتنا الحاضر من وضع الثقافات الأجنبية كبديل للثقافة العربية بتعليم الطفل اللغة الإنجليزية، مثلا، وإهمال تعليمه لغته الأم، أمر لن تحمد عواقبه، لأن هذا قد يؤدي إلى تغريب الطفل وفقدانه هويته، وقالت: أستبشر خيرا بوزارة الثقافة السعودية، التي رعت الفن والأدب المحلي بتأسيس هيئة للأدب والنشر والترجمة، وهيئة للمسرح وهيئة للأفلام وهيئة للمكتبات، بأن تكون الهيئة المنتظرة «هيئة لأدب الطفل وثقافته».
تأصيل الهوية
وتحدثت د. عيسوي حول أهم تحديات ثقافة الطفل في العالم العربي، وذكرت أن الثقافة بفروعها وآفاقها أصبحت في متناول الطفل، وتقدم إليه عبر وسائل عديدة بعضها تقليدية وبعضها حديثة تتكئ على التقنية، لكن لا توجد ضوابط تنقي ما يصلح للطفل وما لا يتناسب مع عمره وإدراكه وثقافته المحلية، مشيرة إلى أن الانفتاح على الثقافات الأخرى أمر مطلوب لكنه يأتي بعد تأصيل الهوية المحلية وترسيخ الثقافة، فتأتي الثقافات الأخرى كمعرفة إضافية لا كبديل للثقافة الأم.
وتابعت: ما يحدث في وقتنا الحاضر من وضع الثقافات الأجنبية كبديل للثقافة العربية بتعليم الطفل اللغة الإنجليزية، مثلا، وإهمال تعليمه لغته الأم، أمر لن تحمد عواقبه، لأن هذا قد يؤدي إلى تغريب الطفل وفقدانه هويته التي تشكل اللغة أحد أهم أوتادها، ومن جوانب تغريب الطفل أيضا، إهمال تعريفه بتراثه وتاريخه ورموزه الثقافية، وفي المقابل تضخ له القنوات الإعلامية أسس ثقافات أخرى بطريقة جاذبة فيميل إليها ويتبناها، وهذا مصدر قلق لكل مَنْ يهمه تأصيل ثقافتنا العربية الإسلامية.
محتوى فني
وأضافت: الأسس الفنية والأدبية مهمة لإنجاز محتوى أدبي مخطط للطفولة، فمَنْ يهتم بتقديم أدب جيد للطفل لا بد أن يمتلك موهبة الكتابة، فالكتابة للطفل لا تقل فنية عن أدب الكبار لكنها تختلف عنه، وعلى كاتب الطفل أن يختزن ثقافة عامة متنوعة ومتجددة، بالإضافة إلى فهم سمات مراحل النمو في الطفولة بأقسامها المختلفة، وذلك حتى يفهم قراءه وحاجاتهم واهتماماتهم ومستوى الإدراك واللغة لديهم، فيقدم لهم ما يحتاجون إليه من موضوعات وشخصيات، وما يتناسب معهم ويحقق لهم النمو السليم، وهذا هو ما يغفل عنه كثير من الكتَّاب وصانعي الأدب.
واستطردت قائلة: أما من ناحية تطوير مهارات الكاتب في مجال أدب الطفل نفسه، فيلزمه تكثيف قراءاته لنماذج كثيرة ومنوعة في أدب الطفل بأنواعه وأشكاله المختلفة، ثم في الشكل الذي يميل للكتابة فيه، ومع قراءات الأدب يلزمه قراءة نقد أدب الطفل، خاصة التطبيقي منه، وأنصح بمتابعة الجديد في صناعة كتاب الطفل وأساليب الرسم والترويج للكتب، وضرورة التعامل مع ناشر يعي أسس أدب الطفل ويحرص على الإنتاج الجيد، لأنه سيكون خير معين للوصول بالمنتج الأدبي إلى أفضل مستوى من تحرير أدبي وتدقيق لغوي ورسوم ملائمة وتصميم فني وإخراج يعطي النص قيمة مضافة.
الحركة النقدية
وأوضحت أن تأخر أدب الطفل في المنطقة العربية أدى إلى تأخر الحركة النقدية فيه، كون الأدب يسبق النقد، إضافة إلى النظرة العامة لأدب الطفل، التي لا تزال قاصرة تؤثر سلبا على الاعتراف بأحقيته للنقد واستخدام المناهج النقدية في دراسته وتحليله، فمن لا يزال يرى أنه لا يوجد أدب للطفل بالعربية «بسبب عدم متابعته ما يصدر» كيف له أن يرى دخول هذا الأدب حيز الدراسات النقدية، لكننا نرى أنه على مستوى الدراسات الأكاديمية والبحوث العلمية، فدراسات أدب الطفل النقدية «على قلتها» تضخ منتجا جيدا للثقافة العربية.
صحافة الطفل
وترى عيسوي أن هناك تقصيرا في تقديم صحافة ورقية وإلكترونية للطفل، وقالت: إن تكلمنا عن وضع صحافة الطفل محليا، فنرى أن وضعنا في السابق كان أفضل بكثير من وضعنا اليوم، ولكي ننشئ صحافة ذات مستوى عالٍ نحتاج أن نبدأ بتصحيح مفهوم صحافة الطفل وأهدافها وخبرة القائمين عليها، ونقدم الموارد المالية اللازمة لكي نبث الحياة في صحافة الطفل المحلية ونثري محتواها.
وعن أسباب غياب شعر الطفولة، أوضحت أن ذلك يعود إلى ندرة شعراء الطفولة ممن يمتلكون الملكة الشعرية ويفهمون الطفل وحاجاته، وكثير مما يكتب للطفل ويصنف أنه شعر يقع تحت سطوة التعليم والتهذيب، وتخفت موسيقى الشعر وجاذبيته، وبالتالي يعزف الطفل عنه كما يعزف عن أساليب التهذيب، ومن العوامل الأخرى، التي أثرت على رواج الشعر في المنطقة العربية، صعوبة النشر، فلا يميل كثير من الناشرين إلى نشر دواوين الشعر، ما أدى إلى ضعف تداول الشعر، بينما يستعين مصممو المناهج المدرسية بما ينظمه المربون لأهداف تربوية يغيب عنها الاستمتاع باللغة الشعرية والصور اللغوية، التي تشحذ مخيلة الطفل، فيحفظ الطفل تلك النصوص لكنه ينساها بعد فترة ولا تترك في وجدانه أثرا.
معارض الكتاب وحول إسهام معارض الكتاب في تعزيز أدب الطفل، قالت: لا شك أن معارض الكتب حدث ثقافي مهم يعمل على توفير أحدث المطبوعات، كما يخلق فضاء للقاء المختصين ويقدم فعاليات ثقافية للطفل وللمهتمين بأدبه، وتأثيرها يتوقف على زيادة عدد الناشرين المختصين بكتب الطفل، خاصة الإبداعية منها، وكذلك تعتمد نتائجها على نوعية الفعاليات والمتحدثين، ولأن هناك فئتين تتلقيان أدب الطفل، هما: الأطفال والكبار المهتمون بأدب الطفل من مربين وباحثين وكتّاب، فالفعاليات لابد أن تهتم بالفئتين، وتوجه لهما مطبوعات وأنشطة مدروسة، وفي تصوري أن تنظيم فعاليات الطفل تحتاج إلى ضبط الأهداف منها بحيث يجمع بين الترفيه والتثقيف، إذ يعاب على بعض معارض الكتب طغيان جانب الترفيه وغياب التثقيف.
تأصيل الثقافة العربية والإسلامية أبرز مهامه حتى لا يفقد الطفل هويته
الوضع المحلي للمنتج الإبداعي لا يجاري التطور العالمي والإقليمي
وأشارت إلى أن الجهود الفردية موجودة والشغف متقد، لكن هذه الجهود تظل محدودة وقد لا تحقق أهدافها وأضافت إن ما يحدث في وقتنا الحاضر من وضع الثقافات الأجنبية كبديل للثقافة العربية بتعليم الطفل اللغة الإنجليزية، مثلا، وإهمال تعليمه لغته الأم، أمر لن تحمد عواقبه، لأن هذا قد يؤدي إلى تغريب الطفل وفقدانه هويته، وقالت: أستبشر خيرا بوزارة الثقافة السعودية، التي رعت الفن والأدب المحلي بتأسيس هيئة للأدب والنشر والترجمة، وهيئة للمسرح وهيئة للأفلام وهيئة للمكتبات، بأن تكون الهيئة المنتظرة «هيئة لأدب الطفل وثقافته».
تأصيل الهوية
وتحدثت د. عيسوي حول أهم تحديات ثقافة الطفل في العالم العربي، وذكرت أن الثقافة بفروعها وآفاقها أصبحت في متناول الطفل، وتقدم إليه عبر وسائل عديدة بعضها تقليدية وبعضها حديثة تتكئ على التقنية، لكن لا توجد ضوابط تنقي ما يصلح للطفل وما لا يتناسب مع عمره وإدراكه وثقافته المحلية، مشيرة إلى أن الانفتاح على الثقافات الأخرى أمر مطلوب لكنه يأتي بعد تأصيل الهوية المحلية وترسيخ الثقافة، فتأتي الثقافات الأخرى كمعرفة إضافية لا كبديل للثقافة الأم.
وتابعت: ما يحدث في وقتنا الحاضر من وضع الثقافات الأجنبية كبديل للثقافة العربية بتعليم الطفل اللغة الإنجليزية، مثلا، وإهمال تعليمه لغته الأم، أمر لن تحمد عواقبه، لأن هذا قد يؤدي إلى تغريب الطفل وفقدانه هويته التي تشكل اللغة أحد أهم أوتادها، ومن جوانب تغريب الطفل أيضا، إهمال تعريفه بتراثه وتاريخه ورموزه الثقافية، وفي المقابل تضخ له القنوات الإعلامية أسس ثقافات أخرى بطريقة جاذبة فيميل إليها ويتبناها، وهذا مصدر قلق لكل مَنْ يهمه تأصيل ثقافتنا العربية الإسلامية.
محتوى فني
وأضافت: الأسس الفنية والأدبية مهمة لإنجاز محتوى أدبي مخطط للطفولة، فمَنْ يهتم بتقديم أدب جيد للطفل لا بد أن يمتلك موهبة الكتابة، فالكتابة للطفل لا تقل فنية عن أدب الكبار لكنها تختلف عنه، وعلى كاتب الطفل أن يختزن ثقافة عامة متنوعة ومتجددة، بالإضافة إلى فهم سمات مراحل النمو في الطفولة بأقسامها المختلفة، وذلك حتى يفهم قراءه وحاجاتهم واهتماماتهم ومستوى الإدراك واللغة لديهم، فيقدم لهم ما يحتاجون إليه من موضوعات وشخصيات، وما يتناسب معهم ويحقق لهم النمو السليم، وهذا هو ما يغفل عنه كثير من الكتَّاب وصانعي الأدب.
واستطردت قائلة: أما من ناحية تطوير مهارات الكاتب في مجال أدب الطفل نفسه، فيلزمه تكثيف قراءاته لنماذج كثيرة ومنوعة في أدب الطفل بأنواعه وأشكاله المختلفة، ثم في الشكل الذي يميل للكتابة فيه، ومع قراءات الأدب يلزمه قراءة نقد أدب الطفل، خاصة التطبيقي منه، وأنصح بمتابعة الجديد في صناعة كتاب الطفل وأساليب الرسم والترويج للكتب، وضرورة التعامل مع ناشر يعي أسس أدب الطفل ويحرص على الإنتاج الجيد، لأنه سيكون خير معين للوصول بالمنتج الأدبي إلى أفضل مستوى من تحرير أدبي وتدقيق لغوي ورسوم ملائمة وتصميم فني وإخراج يعطي النص قيمة مضافة.
الحركة النقدية
وأوضحت أن تأخر أدب الطفل في المنطقة العربية أدى إلى تأخر الحركة النقدية فيه، كون الأدب يسبق النقد، إضافة إلى النظرة العامة لأدب الطفل، التي لا تزال قاصرة تؤثر سلبا على الاعتراف بأحقيته للنقد واستخدام المناهج النقدية في دراسته وتحليله، فمن لا يزال يرى أنه لا يوجد أدب للطفل بالعربية «بسبب عدم متابعته ما يصدر» كيف له أن يرى دخول هذا الأدب حيز الدراسات النقدية، لكننا نرى أنه على مستوى الدراسات الأكاديمية والبحوث العلمية، فدراسات أدب الطفل النقدية «على قلتها» تضخ منتجا جيدا للثقافة العربية.
صحافة الطفل
وترى عيسوي أن هناك تقصيرا في تقديم صحافة ورقية وإلكترونية للطفل، وقالت: إن تكلمنا عن وضع صحافة الطفل محليا، فنرى أن وضعنا في السابق كان أفضل بكثير من وضعنا اليوم، ولكي ننشئ صحافة ذات مستوى عالٍ نحتاج أن نبدأ بتصحيح مفهوم صحافة الطفل وأهدافها وخبرة القائمين عليها، ونقدم الموارد المالية اللازمة لكي نبث الحياة في صحافة الطفل المحلية ونثري محتواها.
وعن أسباب غياب شعر الطفولة، أوضحت أن ذلك يعود إلى ندرة شعراء الطفولة ممن يمتلكون الملكة الشعرية ويفهمون الطفل وحاجاته، وكثير مما يكتب للطفل ويصنف أنه شعر يقع تحت سطوة التعليم والتهذيب، وتخفت موسيقى الشعر وجاذبيته، وبالتالي يعزف الطفل عنه كما يعزف عن أساليب التهذيب، ومن العوامل الأخرى، التي أثرت على رواج الشعر في المنطقة العربية، صعوبة النشر، فلا يميل كثير من الناشرين إلى نشر دواوين الشعر، ما أدى إلى ضعف تداول الشعر، بينما يستعين مصممو المناهج المدرسية بما ينظمه المربون لأهداف تربوية يغيب عنها الاستمتاع باللغة الشعرية والصور اللغوية، التي تشحذ مخيلة الطفل، فيحفظ الطفل تلك النصوص لكنه ينساها بعد فترة ولا تترك في وجدانه أثرا.
معارض الكتاب وحول إسهام معارض الكتاب في تعزيز أدب الطفل، قالت: لا شك أن معارض الكتب حدث ثقافي مهم يعمل على توفير أحدث المطبوعات، كما يخلق فضاء للقاء المختصين ويقدم فعاليات ثقافية للطفل وللمهتمين بأدبه، وتأثيرها يتوقف على زيادة عدد الناشرين المختصين بكتب الطفل، خاصة الإبداعية منها، وكذلك تعتمد نتائجها على نوعية الفعاليات والمتحدثين، ولأن هناك فئتين تتلقيان أدب الطفل، هما: الأطفال والكبار المهتمون بأدب الطفل من مربين وباحثين وكتّاب، فالفعاليات لابد أن تهتم بالفئتين، وتوجه لهما مطبوعات وأنشطة مدروسة، وفي تصوري أن تنظيم فعاليات الطفل تحتاج إلى ضبط الأهداف منها بحيث يجمع بين الترفيه والتثقيف، إذ يعاب على بعض معارض الكتب طغيان جانب الترفيه وغياب التثقيف.
تأصيل الثقافة العربية والإسلامية أبرز مهامه حتى لا يفقد الطفل هويته
الوضع المحلي للمنتج الإبداعي لا يجاري التطور العالمي والإقليمي