سجدي الروقي

مؤلم أن تخرج من المسجد بعد صلاة الجمعة وترى أعدادا من المصلين يفترشون الأرصفة والطرقات في شمس حارقة ودرجة حرارة عالية! يتقون أشعة الشمس تحت الشجر والكراتين!

بينما تدخل «مول» لمستثمر وتستمتع بتكييف فائق الجودة ونظافة ملفتة ودورات مياه نظيفة وبها أنواع الصابون والمعقمات والمحارم وطبيعي ألا تجد متسوقا ينتظر في الخارج !

أو تدخل مطعما ويقدمون لك طعامك خارجه بسبب امتلاء المكان.

أحسنت وزارة الشؤون الإسلامية حينما فتحت مساجد الأحياء الصغيرة بعد «جائحة كورونا» لصلاة الجمع، ولكن الجوامع الكبيرة التي كانت تستوعب ألف مصل تقلصت بسبب التباعد الجسدي مما حد من استيعابها إلى الربع ! وهذا ما يسبب الصلاة خارج الجامع.

كانت هناك حلول لاستيعاب الفائض من المصلين للجوامع المكتظة بالسكان وهي بناء مظلات مؤقتة في أفنية الجوامع وفرشها ووضع مكيفات متنقلة أو وضع «برتبلات» متنقلة، ولكن هذا لم يحدث والصيف وحرارته على وشك الرحيل. والشتاء والمطر والعج والغبار قادمة لا محالة.

المشكلة قديمة وما قبل كورونا ! المساجد تمتلئ والمصلون خارجها ! ولكنها زادت وكما يقول إخواننا في الشام «ذاب الثلج وطلع المرج».

صحيح أن هناك جوامع في أحياء معينة لها اهتمام خاص ولكن بيوت الله سواسية ومن غير المعقول أن نترك مساجد لمجهودات الإمام وجماعة المسجد وأهل الخير كما نراه في الأحياء الشعبية والقرى والهجر البعيدة.

سبق للوزارة أن وجهت أئمة الجوامع والمساجد في الجمع ورمضان بإرسال أعداد تقريبية للمصلين، وتبعها دراسة شاملة للأحياء المكتظة بالسكان والأقل كثافة وتوزيع ديموغرافي دقيق، ومراقبة بناء المساجد في الأحياء الناشئة هي الحلول الدائمة، أما الموافقة على البناء في أي مكان يختاره «فاعل الخير» بحاجة لإعادة نظر !

العديد من الجوامع التي بنيت من فاعلي الخير وعلى مساحات كبيرة جدا وعلى طراز معماري فريد ودورات مياه ومواضئ بالعشرات وتكييف مركزي لا يكتمل فيها الصف الأول في صلاة المغرب لقلة سكان الحي، بينما مساجد أخرى في مواقع قديمة يصلى خارجها.

تحويلة:

يجهل بعض المسؤولين أن جزءا من مهامهم هو التصريح لوسائل الإعلام والإجابة عن استفسارات المواطن، ويعتقد القلة أن ذلك أمور شخصية تخص إدارته وعندما تلفت النظر لخدمات إدارته يجيرها لشخصه ويعدها تطاولا وتدخلا فيما لا يعني، بينما المسؤول الناجح يستشف نجاحاته من بين أسطر النقد.

‏sajdi9@