في الشمراني

وصفها (جوزيف ناي) من جامعة هارفارد، أنها القدرة على الجذب والضم دون الإكراه، وفي وقتنا الحاضر يستخدم المصطلح للتأثير على الرأي العام، وتصنف المملكة أنها من أقوى الدول التي لها مكانتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبإمكانها أن تبرز مكانتها في القوة الناعمة ومن ضمن الأمور المهمة جدا والتي تثبت أن السعودية لها قوة الجذب، هي مكانتها الإسلامية وأنها مهبط الوحي وأطهر بقاع الأرض بوجود الحرمين فيها، كذلك تمتلك معالم أثرية غنية وتاريخية التي تجذب السياح إلينا، وتتمتع بالتضاريس المتنوعة لكبر مساحتها، والموقع الجغرافي الإستراتيجي الذي يكون حلقة وصل بين قارات العالم الثلاث، والتي تستطيع المملكة الاستفادة منها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ومن الناحية الاقتصادية تعتبر أنموذجا جذابا، ولكن لا ينتهي الأمر بنا هنا، رغم أن المملكة لا تفتقد شيئا من المقاومات التي تجعلها في مقدمة الدول ونجاحها في القوة الناعمة، ولكنها تفتقد الأدوات، ومن أهمها: (الإعلام) وهو سلاحنا الأقوى، ولكن وحده ليس كافيا، فنحن نواجه في وقتنا هذا أزمة في إعلامنا وعدم الرضا به، أكثر ما نعاني منه من دخول الأفكار والقيم التي لا تناسبنا ولا تمثلنا، بل نريد إعلاما ينقل للعالم ما هي السعودية وما هي ثقافة هذا الشعب دون تزييف، وبصورة حقيقية وكاملة، كما أننا في أمس الحاجه إلى جهة أو مجلس أو حتى كيانات إدارية، لتتابع وتنظم وتوجه ونحتاج إلى جميع عناصر المجتمع، لنسعى جميعا في إبراز ودعم المملكة بالقوة الناعمة، واليوم بدأنا نشعر بقوتنا وتأثيرنا على العالم وجذبهم لنا من خلال رؤية ٢٠٣٠، ودعم السياحة الداخلية وإنشاء وزارة الثقافة أكبر محفز والاهتمام في إبراز ودعم شباب هذا الوطن، الذي هو نبض المجتمع، فالفنون التي يقدمونها والهوايات هي التي تمثلنا، ومن أهم المقومات التي نمتلكها والكثير منها من الموقع والحضارة والتاريخ والمحتوى وغيرها، فالمملكة اليوم ليست كما كانت، فقط نحتاج إلى التنظيم والتوجيه، وأخيرا لا شيء أجمل من أن ننشر ثقافتنا ونعلم العالم بعادات وتقاليد هذا البلد الجميل، من مأكل ومشرب وملبس ومعالم وكل ما يميزنا عن غيرنا، فنحن العمق والتاريخ والحضارة.

fmr_09