أحمد المسري - القطيف

«البيئة»: المنطقة ضحلة وشبه مغلقة

وقف أخصائيو الثروة السمكية بمركز أبحاث الثروة السمكية بمحافظة القطيف، التابع لفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة الشرقية، أمس الأول، على كورنيش محافظة القطيف، بعد تسجيل نفوق أسماك على منطقة منه، بهدف معرفة أسباب النفوق.

أحجام صغيرة

من ناحيته، أوضح مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة الشرقية م. عامر المطيري، أنه بعد انتشار مقاطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن نفوق أسماك على كورنيش القطيف، مساء يوم الثلاثاء الماضي، تم توجيه بعض أخصائيي الثروة السمكية العاملين بمركز أبحاث الثروة السمكية بالقطيف، للشخوص على الموقع، حيث لوحظ وجود أسماك من أنواع مختلفة «ميد، وقرقفان، ووحر، وزمرور، وخثاق»، ذات أحجام صغيرة، ونافقة بأعداد مختلفة على الساحل، فيما كانت مياه البحر طبيعية.

علاقة عكسيةوأكد أن الجولات الميدانية قد أعزت الأسباب الأولى للنفوق إلى كون المنطقة التي حدث فيها النفوق ضحلة وشبه مغلقة، الأمر الذي يجعلها سريعة التأثر بدرجة الحرارة، وأن هناك علاقة عكسية بين تركيز الأكسجين ودرجة الحرارة، بمعنى أنه بارتفاع درجة الحرارة يقل تركيز الأكسجين في الماء، وهذا يفسر سبب نفوق الأسماك من أنواع مختلفة، مشيرا إلى معاينة المناطق المجاورة للمنطقة التي حدث بها النفوق، في محاولة لمعرفة أي مصدر قد أدى إلى حدوث هذه الحالة ولم تسجل أي ملاحظات تذكر.

صيد الروبيانوبيَّن م. المطيري أنه نظرا لكون الأسماك ذات أحجام صغيرة، فقد يرجع وجودها لرميها من قبل الصيادين أثناء صيدهم الروبيان باستخدام الكوفية، إذ يعتبر الصيد الجانبي المصاحب للروبيان غير مُجدٍ اقتصاديا؛ لصغر حجمه.

شباك الجرمن ناحيته، أكد مدير عام مركز أبحاث الثروة السمكية بمحافظة القطيف م. وليد الشويرد، أن هذه الحالة ومن واقع سجلات حالات النفوق في السنوات السابقة، يستنتج أن السبب الرئيسي لوجود هذه الأسماك يعود إلى رميها من قبل الصيادين أثناء صيدهم الروبيان بواسطة شباك الجر القاعية، التي تكون مصاحبة للروبيان.

مشهد متكرريُذكر أنه حدث نفوق للأسماك في المكان والموقع والتاريخ نفسه تقريبا؛ 7 سبتمبر 2014، ووقفت جهات عدة لمعرفة أسباب النفوق الذي لم يحدد آنذاك تحديدا، وبقي الأمر مجهولا ليتكرر المشهد الآن، ما جعل هناك مطالب من قبل المهتمين بالبيئة والصيادين بكشف أسباب النفوق، الذي أرجعوه لعدة أسباب، منها: الصرف الصحي، أو رمي ملوثات كيميائية، أو إقفال قنوات، مما سبب نقص الأكسجين، واستبعدوا أن يكون بفعل صيادي الأسماك ورمي السمك المصاحب للروبيان.

كميات كبيرةكان عضو اللجنة الغذائية بغرفة الشرقية والصياد بفرضة الدمام محمد المرخان، قد أكد أن الكميات النافقة كبيرة جدا، وأن أصناف الأسماك محددة، في حين أن شبك الروبيان يصيد 4 أنواع من الأسماك، هي: «الكاسور، والباسج، والصافي، والزمرور»، وهذه الأسماك غير التجارية ما عدا الصافي، أما الأسماك النافقة فخلت من هذه الأنواع تقريبا، ما يؤكد أن أسباب النفوق هو مواد سامة، سواء كانت بشاحنات ترمي بهذه المواد، أو بالصرف الصحي.

مراقبة السواحلوتساءل المرخان: «لماذا لم تأت الرياح ببعض الأسماك على ساحل الدمام أو ساحل الخبر، وكان ذلك في القطيف فقط؟»، مؤكدا أن هذه الأسماك من البيئة ذاتها، ويجب البحث عن المسبب، وعدم إلقاء الأسباب على الصيادين، وطالب بالرقابة على السواحل من قبل الجهات المختصة.