حسام أبو العلا - القاهرة

الجامعة العربية: القضية الفلسطينية ما زالت «حية نابضة» و«حل الدولتين» هو الطريق

ترأس وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، أمس الخميس، اجتماع اللجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بمتابعة تطورات الأزمة مع إيران وسبل التصدي لتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية، وذلك على هامش أعمال الدورة الـ156 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بمقر الجامعة العربية في القاهرة.

وبحث الاجتماع تعزيز التنسيق المشترك لوقف التدخلات الإيرانية التخريبية في المنطقة، ووقف تمويل إيران لميليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن والجماعات الإرهابية المتطرفة التي تهدد السلم والأمن الدوليين. وناقش الاجتماع أبرز التطورات تجاه البرنامج النووي الإيراني وأهمية فرض الآليات اللازمة للتفتيش السريع والشامل لكافة المواقع النووية الإيرانية ووقف الانتهاكات والسياسات الإيرانية للقوانين والأعراف الدولية التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة والعالم، كما تطرق الاجتماع إلى آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

وعقد اجتماع اللجنة بمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزيري الخارجية المصري سامح شكري، والبحريني د. عبداللطيف الزياني، ووزير الدولة الإماراتي خليفة المرر.

كما شارك وزير الخارجية، في اجتماع اللجنة العربية الوزارية المعنية بمتابعة التدخلات التركية في الشؤون الداخلية للدول العربية، برئاسة وزير الخارجية المصري سامح شكري، وذلك على هامش أعمال الدورة الـ156 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري.

تركيا وفلسطين

وناقشت اللجنة العربية الوزارية أهمية تعزيز التنسيق العربي المشترك للتصدي لأي تدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية، وأهمية احترام سيادة الدول وفقا للقوانين والأعراف الدولية.

وشارك بن فرحان أيضا في اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالتحرك لوقف الإجراءات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، برئاسة وزير الخارجية الأردني د. أيمن الصفدي.

وجرى خلال الاجتماع إدانة وشجب الاعتداءات والإجراءات الإسرائيلية في مدينة القدس، والعدوان الإسرائيلي على دولة فلسطين، كما جرى مناقشة تعزيز العمل والجهود المشتركة على كافة الأصعدة لوقف الإجراءات والاعتداءات الإسرائيلية من خلال التواصل مع الأطراف الفاعلة لممارسة الضغوط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي.

وطالب اجتماع اللجنة العربية، المجتمع الدولي بالوقوف بشكل حازم أمام الانتهاكات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي للأعراف والقوانين الدولية، كما بحث تكثيف الجهود المبذولة في المنظمات الدولية والإسلامية والعربية لوقف العدوان الإسرائيلي ونصرة الشعب الفلسطيني الشقيق.

يذكر أن الاجتماع شارك فيه وزراء الخارجية المصري سامح شكري، والجزائري رمطان لعمامرة، والفلسطيني رياض المالكي، والتونسي عثمان الجارندي، ووزير الدولة القطري سلطان المريخي.

مواجهة الاحتلال

وفي كلمته، أمس الخميس، في الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري الدورة العادية الـ(156) برئاسة الكويت، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط: إن الوقفة الباسلة للشعب الفلسطيني في مواجهة آلة الاحتلال الإسرائيلي في مايو الماضي أظهرت أن القضية الفلسطينية ما زالت حية نابضة، وأنها قادرة على حشد التأييد الدولي، وتحظى بإجماع عربي شامل على ثوابتها الرئيسية.

وتابع: «إن أهم ما تمخض عن هذه الجولة من المواجهات هو احتفاظ القضية الفلسطينية بجوهرها الأخلاقي والإنساني والسياسي، فقد صار واضحا أن البديل لحل الدولتين هو استمرار منظومة الاحتلال التي تقوم على التطهير العرقي والتهجير القسري والعنصرية الفجة». وأكد أن إطلاق عملية سياسية على أساس حل الدولتين والعودة إلى حدود الرابع من يونيو 1967 تمثل الطريق الوحيد لسلام حقيقي ومستدام وشامل المنطقة. وعلى الصعيد الإقليمي، قال أبو الغيط إن القوى الإقليمية غير العربية ما زالت تمارس سياسات تستنزف عدة دول عربية وتطيل أمد أزماتها الداخلية، موضحا أن اليمن مثال مهم على ذلك، حيث يجري تنفيذ أجندة خارجية تعادي الدول العربية وتهدد أمنها.

حكومة لبنانية

وأكد أبو الغيط مجددا أن المصادقة على تشكيل حكومة لبنانية جديدة وخروجها إلى النور تمثل مفتاحا مهما لإخراج البلاد من أزمة استحكمت حلقاتها منذ أكثر من عام.

وتطرق إلى الوضع في ليبيا، قائلا: إن تاريخ 24 ديسمبر القادم تاريخ عقد الانتخابات صار يمثل محطة مهمة وحاسمة ومعترف بها دولية على طريق الاستقلال الليبي، مناشدا الليبيين في ملتقى الحوار الوطني على الإسراع بالاتفاق على القاعدة الدستورية اللازمة لإجراء الانتخابات. وتطرق الأمين العام إلى الشأن العراقي، قائلا: «لا شك أن قمة بغداد للتعاون والشراكة التي عقدت في 28 أغسطس تمثل خطوة مهمة تعطي الرسالة الصحيحة لجميع الأطراف». فيما أعاد سامح شكري وزير الخارجية المصري في كلمته التأكيد على ثوابت الموقف التفاوضي لمصر والسودان بشأن سد النهضة، مشددا على أن الحلَ يكمُن في اتفاق مُلزم وعادل يصون حق إثيوبيا في التنمية الذي نحترمه ونقدره، ولكن لا يأتي بأي شكل من الأشكال خصما من حقوق مصر والسودان المائية في نهر النيل.

ووجه الدعوة مجددا للمسؤولين اللبنانيين إلى الإسراع باتخاذ الخطوات اللازمة التي من شأنها إنقاذ لبنان، وأولاها تشكيل حكومة لُبنانية وفق الدستور اللبناني و«اتفاق الطائف»، وذلك لعودة لبنان إلى محيطه العربي، والابتعاد عن محاولات اختطافه إلى دوائر نفوذ وتأثير غير عربية لا ينتمي إليها.