د. خالد الغامدي

هناك من يعتقد أن الهيبة تكون في كثرة المال والثروات أو في منصب عال في عمله أو من خلال العشيرة التي ينتمي إليها لإنجازاتها أو تاريخها، وفي الحقيقة الهيبة تنبع تلقائيا من داخل الشخص وثقته بنفسه وتصرفه مع الآخرين، لذلك نجد الحضور والانبهار من أول مرة لشخص هو الكاريزما العالية. ويضاف إليها الفكر والأسلوب في الحديث واستخدام لغة الجسد وقوة الشخصية حيث إن قوة الشخصية هي الفارق الرئيسي بين الأشخاص في مدى النجاح وهي تمثل المفتاح لكافة النجاحات كونها الدافع الأساسي للعمل بجد وعدم الاستسلام للظروف والمصاعب. وهناك اختلافات في الرأي هل الهيبة (الكاريزما العالية) فطرية أو مكتسبة من البيئة والتربية فنجد أن العرب كانوا يرسلون أبناءهم للرضاعة في البادية وقد يكون أحد الأسباب في ذلك رغبة آبائهم في أن يكبروا على الشجاعة، ونجد حياة البدو تتميز بالنشاط والقوة كما وصفوا بالجرأة والحيوية والحرية وحبهم للعمل، ومن أهم أخلاق البدو أنهم كانوا مخلصين للعهود وملتزمين بكرامة الأخلاق، وهذه الصفات الحميدة تكتسب. وهناك رأي آخر بأن الهيبة (الكاريزما العالية) هي مهارات يمكن أن نتدرب عليها ونطورها ونجد الهيبة (الكاريزما عالية) مثلا في الطفلة المغربية مريم أمجون (9 سنوات) وهي أصغر مشاركة تتمكن من انتزاع لقب «تحدي القراءة العربي 2018»، خطفت كل الأضواء وهي تمتلك حضورا وقبولا في شخصيتها ولديها جاذبية فكرية إذا صح التعبير رغم حداثة عمرها وفازت على 300 ألف مشارك من المغرب.

إذا أردت أن يكون لك شخصية قوية مهابة وجذابة وصاحب كاريزما عالية تعلم لغة الجسد فالابتسامة مثلا تؤدي إلى فرض رد فعل لطيف من الآخرين، فيستجيبون باحترام وانجذاب للشخص، واللباقة بالحديث مع الآخرين والتفرد في السلوك الإيجابي، فالشخصية المتفردة تلفت انتباه الناس، وتجعل الشخص يتمتع بمكانة خاصة بينهم وكذلك الوقوف والمشي والجلوس بطريقة معينة تزيد وتقوي الثقة بالنفس، والحضور القليل أمام الناس يعطيك الغموض لأنك غير مكشوف أمامهم والصمت وحسن الاستماع للآخرين أهم المفاتيح لإيصال صورة جيدة تشير إلى مدى قوة الشخصية وهو ما يزيد هيبة المرء لدى الآخرين ويعطيك كاريزما عالية وهيبة تجعل الآخرين يتابعون أخبارك لمعرفة شخصيتك. إبداء الجدية والتعامل بحزم مع الأمور المهمة والمواقف الحاسمة والمرونة والخفة عند التعامل في المواقف العادية، فصاحب الهيبة غالبا ما ينبهر الناس بمرونته وقدرته على استيعاب الآخرين والتجاوز عن أخطائهم، فذلك يزيد من عظمة الشخص وإعجاب الناس به وكذلك قدرته العالية في حل المشكلات والتعامل مع الظروف الطارئة وإثبات الحضور في أي مكان فيطرح وجهة نظره بقوة ووضوح وثبات ولا يسمح لأحد بتجاوزه أو تجاهله والشخصية القوية المهابة يجب عليها الابتعاد عن العصبية والغضب والتخلص من المشاعر السلبية المختلفة مثل الغضب، والتوتر، كما يجب ضبط الانفعالات والمشاعر والتعامل معها بكل هدوء، وعدم إظهار العنف في تعابير الوجه. وفي الختام يجب دائما التحلي بالأخلاق الحسنة والحميدة والابتعاد عن الأخلاق الفاسدة، لأن ذلك يؤثر في قوة الشخصية والعمل على تقوية العلاقة الشخصية مع الله سبحانه وتعالى لأنه هو المعز والمذل.

@drkali2008