د. لمياء عبدالمحسن البراهيم

بدراسة على 1000 طفل أجرتها مؤسسة بريطانية للصحة العقلية والنفسية iSpace Wellbeing فواحد من كل 20 طفلا يفكر في الانتحار في الأشهر الـ 12 الماضية. وكان لجائحة كورونا بسبب الإغلاق والحجر الصحي والعدوى وإصابة الأحباب أو وفاتهم أثر كبير على الصحة العقلية للأطفال والمراهقين. وبدراسة أخرى فـ 1 من كل 4 مراهقين يعاني من الاكتئاب أو القلق خلال الجائحة، ووفقًا لتحليل بجامعة كالغاري، تضاعفت معدلات الاكتئاب وأعراض القلق لدى الأطفال والمراهقين حول العالم خلال العام الأول للجائحة، مقارنة بالتقديرات السابقة.

ومع الإصابة بفيروس كورونا أو معايشة مصاب أو حالات وفاة مع العزلة الاجتماعية، والعودة للدراسة بظروف احترازية والتعليم عن بُعد فلا بد من الالتفاتة لأعراض مرض الاكتئاب عند الأطفال والمراهقين ومناقشته بشفافية لتأثيره على مشاعر وسلوك المراهقين.

ومن تحديات علاج الاكتئاب التأخر فيه مما يصعب الأمر على المريض، الذي بحاجة للتشخيص المبكر، ومن ثم تقديم العلاج السلوكي المعرفي والدوائي بحسب ما يقرره الطبيب المعالج.

قد يصاب الطفل أو المراهق بالاكتئاب بمرحلة مبكرة من عمره، خصوصا لو تعرض لصدمات عاطفية وقد تتفاوت الأعراض من فقدان الشهية وفقدان الوزن واضطراب النوم، وهو الأكثر شيوعًا لدى المراهقين، بينما يعاني الكبار غالبًا من صعوبة التركيز وفقدان الاهتمام، وقد يعود هذا الاختلاف في الطبيعة الفسيولوجية للمرض بين الفئات العمرية.

وللبيئة المنزلية دور في تفادي تعرض الأطفال والمراهقين لحالات الاكتئاب والقلق، حيث إنهم لاحظوا في العائلات، التي تتواصل بانتظام مع أولادهم انخفاضا واضحا في معدلات القلق والاكتئاب.

ومن الأسباب المحتملة للإصابة بالاكتئاب:

1. العامل الوراثي والتاريخ العائلي.

2. العوامل الكيميائية والبيولوجية في الدماغ.

3. التغيرات الهرمونية في فترة المراهقة.

4. التعرض لصدمة نفسية أو سوء معاملة في مرحلة الطفولة.

وتزداد احتمالية الإصابة بالاكتئاب عند:

1. تعاطي المخدرات.

2. وجود مشكلات نفسية أخرى، مثل: اضطرابات الأكل، أو القلق النفسي.

3. الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، أو صعوبات التعلم.

4. الخلافات العائلية والتفكك الأسري.

5. خلافات مع الأصدقاء أو مع زملاء المدرسة.

6. التعرض للعنف الأسري أو التحرش الجنسي.

أعراض الاكتئاب عند المراهقين

1. الشعور بالحزن الدائم والكآبة مع كثرة البكاء وسرعة الانفعال.

2. عدم الاهتمام أو الاستمتاع بالأنشطة اليومية.

3. تغيرات في الشهية والوزن.

4. اضطراب النوم ومشكلات في التركيز.

5. الشعور بالذنب وانعدام القيمة.

6. الأفكار الانتحارية أو محاولة الانتحار.

من المخاطر، التي يتعرض لها المراهق، الذي يعاني من مشاكل نفسية:

1. تراجع الأداء الدراسي.

2. الشعور بالملل.

3. إيذاء الجسد، مثل: جرح، أو حرق جزء منه.

4. الشكوى من أعراض جسدية ترتبط بالتوتر النفسي.

5. القيام بسلوكيات متهورة، مثل: القيادة تحت تأثير الكحول، أو تعاطي المخدرات.

وينبغي حينها استشارة طبيب ليجري اختبارات أكلينيكية تشمل فحوصات هرمونية، ونفسية ومقابلات مع الأخصائي النفسي، وعند التشخيص يعالج المراهق وفق التشخيص بالعلاج النفسي وإجراء جلسات العلاج النفسي، واستخدام العلاج النفسي السلوكي، الذي يساعد في التعرف على الأفكار السلبية والتعامل معها، أو العلاج الدوائي، حيث تتحسن أعراض الاكتئاب بشكل ملحوظ بعد استخدام مضادات الاكتئاب.

كما يحتاج المراهق إلى المراعاة من الأهل بتجنب النقد السلبي ومحاولات تشجيعه، والاستماع له والتواصل معه بتفهم لمشاعره مهما بدت سخيفة أو غير منطقية أو طلب المساعدة من طرف ثالث للتواصل معه بحال رفض التواصل مع أسرته.

DrLalibrahim@