كلمة اليوم

• المكون الاجتماعي للأسرة، وعبر الأزمنة يتأثر بما يجول حوله في الدائرة الأكبر من المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه متأثرا بواقعه وأعرافه ومعتقداته.. وحين يطرأ أي تغير على ذلك المشهد بما تقتضيه طبيعة الحياة المدنية وعجلة التنمية التي تسير وفق خطوات مدروسة تلبي متطلبات الحياة العصرية والتقدم التقني والاقتصادي، الذي بات يعيشه العالم أجمع وفي شراكة متكاملة لا يمكن أن يكون خارجها إلا تلك الدول التي لا تسمح ظروفها باللحاق بالركب وتعاني من ضعف في مواردها ومحدودية في قدراتها.. وبطبيعة الحال المشهد في المملكة العربية السعودية يسير وفق قاعدة النمو العالمي، بل إنه بات رائدا في قيادة المنظومة الاقتصادية والتقنية والاستثمارية والسياحية والتطويرية إجمالا.. وهو ما يأتي في إطار أضحت فيه المملكة وجهة جاذبة للاستثمار وبالتالي مختلف شرائح المجتمعات العالمية باختلاف ثقافاتها ومنظورها للحياة.. وهو ما يجد كل الترحيب والاحترام من الدولة التي تبذل جهودا رائدة في تعزيز حقوق الإنسان ومبادئ التعايش والتفاهم.. وفي النهاية سيكون ودون أدنى شك أثر لهذه الصورة المتكاملة على ما يجول في فلك الصورة الدقيقة داخل محيط الأسر التي لا تستدرك اللحاق بهذه التطورات، بل وفي بعض الأحيان تأخذها من المنحى غير المراد له لتكون انعكاسات غير مرغوبة على متانة العلاقة الأسرية إجمالا وبين الزوجين على وجه التحديد.

• النسب التي تشير إلى ارتفاع ملحوظ في حالات الطلاق وطلبات الخلع بالإضافة لعزوف الشباب والفتيات عن الزواج.. لابد أنها مؤشر لا يجد الترحيب في واقع المجتمع السعودي ولعل ما قد مر به غالبية الأسر من ضغوط نفسية خارجة عن العادة بسبب آثار جائحة كورونا المستجد، هذه الأزمة غير المسبوقة في التاريخ الحديث، لعل تلك الضغوط القاسية كان لها دور في التأثير السلبي على القرارات في حياة الأفراد والأسر على حد سواء.. ولكن ما يمكن أن يوصف بتبلور للحالة النفسية داخل مكونات بعض الأسر وعدم استدراكها لطبيعة ما يدور في صلب التطورات العامة للحياة في المملكة، وما يجد الاستيعاب من النسبة العظمى ولكن هناك فئات أخرى أو أفراد في منظومة الأسرة خاصة تلك التي لا تزال متمسكة بالمدرسة القديمة في الفهم لواقع الأمور دون تسخير لمبادئ التيسير التي جاء بها الدين الحنيف وكذلك تستوجبها المصلحة الوطنية العامة.. فهذه الفئات غالبا هي التي تقف وراء ارتفاع هذه النسب المحزنة.

• الفرد أحد أركان الأسرة التي هي نواة المجتمع والتفاهم بين هؤلاء الأفراد وفهمهم لطبيعة ما يدور في فلك المشهد الشامل هي أساس خلق التفاهم المحمود والنأي عن تلك التشنجات التي تؤدي بطبيعة الحال إلى رفض ما هو حق مشروع لطرف وكذلك ما هو جموح غير محمود لطرف آخر.. فالاتزان هو صمام الأمان.. وما يؤدي لتحقيق المأمول من كافة فئات المجتمع وفق مسيرة ملهمة ومستقبل مشرق.