ترجمة: إسلام فرج

الآمال كبيرة لكن مأساة أخرى في طور الإعداد تحدث الآن بالبلاد

قالت صحيفة «هيتافادا» الهندية: إن لبنان يعيش أزمة وجود رغم تشكيل حكومة جديدة، مؤكدا أن التوقعات منخفضة رغم الآمال المرتفعة.

وبحسب مقال لـ «أسد ميرزا»، فإن الأزمة في لبنان ليست جديدة، فهي منذ عقود، لكنها تفاقمت في العامين الماضيين بسبب السياسات الطائفية والفساد السياسي والمصرفي والبيروقراطي.

وتابع يقول: تفاقمت الأزمة الاقتصادية المستمرة مع انتشار جائحة كورونا في 2020، تلاها تفجيرات ميناء بيروت المدمرة في أغسطس 2020، التي وصفها الخبراء بأنها واحدة من أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ.

وأردف بقوله: بينما يبدو أن العالم مشغول للغاية بالتطورات في أفغانستان، إلا أن مأساة أخرى في طور الإعداد تحدث الآن في لبنان، البلد الذي يواجه أزمة تلو الأخرى.

ومضى يقول: في أعقاب تفجيرات بيروت، تفاقمت الأزمة بشكل كبير، وفقًا لـ«نيويورك تايمز»، تضاعف سعر السلع الاستهلاكية 4 مرات تقريبًا، مما يترك الناس بالكاد يحصلون على الضروريات مثل الطعام والدواء.

وأضاف: استنفدت بعض شركات الرعاية الصحية الأدوية اللازمة لعلاج السرطان وأمراض القلب، نتيجة عدم قدرة الدولة على شراء المنتجات من المستوردين الأجانب.

شح وإغلاق

وتابع أسد ميرزا: أصبح الوقود شحيحًا في لبنان بسبب نقص العملة الأجنبية لدفع أجور موردي الطاقة، مما أدى إلى إغلاق محطات توليد الكهرباء والمستشفيات ومحطات ضخ المياه.

وأردف: نتيجة لذلك، تُرك المدنيون بدون كهرباء ومياه نظيفة، فضلا عن القدرة على تدفئة منازلهم أو تكييفها، وأولئك الذين يريدون المغادرة عالقون، حيث لا يتوافر وقود لملء سياراتهم.

واستطرد: تركت الأزمة المستمرة ما يقرب من نصف سكان لبنان يعيشون في فقر، ودفعت إلى مزيد من الاحتجاجات الجماهيرية لإطاحة النخبة السياسية المتهمة بالفساد وسوء الإدارة والإهمال، بحسب «بي بي سي».

ونقل عن اليونيسف قولها في بيان لها: في ظل احتياجات هائلة، كان التشكيل العاجل لحكومة جديدة مع التزامات واضحة بالإصلاح، أمرا بالغ الأهمية لمعالجة الأزمة الحالية من خلال إجراءات حازمة ومنهجية لحماية حياة الأطفال وضمان الحصول على المياه وجميع الخدمات الأساسية.

ونقل عن نجاة رشدي، نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، تحذيرها في مقابلة مع وكالة «إيفي» للأنباء، من أن لبنان على وشك الانهيار الخطير.

وتابعت رشدي: أنا لا أتحدث عن سيناريو نظري ربما في غضون بضعة أشهر إذا لم يتم فعل أي شيء، فإن الوضع سينهار، لا! نحن نتحدث عن بداية جادة لانهيار خطير والناس يدفعون ثمنا باهظا اليوم.

الحل الوحيد

وتقول رشدي أيضا في مقابلتها مع الوكالة: الحل الوحيد، والسبيل لإنقاذ البلاد واللبنانيين هو بالإصلاحات، كانت الدولة التي مزقتها الأزمة تدار من قبل حكومة تصريف أعمال منذ أكثر من عام بسبب عدم وجود توافق سياسي، مما يجعل من المستحيل إجراء الإصلاحات الاقتصادية الضرورية، التي يطلبها المجتمع الدولي من لبنان.

وأردف: تنتهي ولاية الرئيس ميشال عون في أكتوبر المقبل، بينما تنتهي ولاية مجلس النواب في مايو 2022.

ومضى: ردا على ما إذا كان الرئيس سيسعى للبقاء في السلطة بعد انتهاء ولايته كما فعل في الثمانينيات، قال نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش: إن عون لن يكرر تجربته في الهروب من القصر الرئاسي، إنه معني بنقل السياسة إلى صهره جبران باسيل، ومنحه نصيبًا واضحًا في الصيغة التالية للسلطة.

وأردف: بينما تكافح الجماعات السياسية العلمانية اللبنانية الجديدة للتنظيم قبل انتخابات 2022، تستخدم الأحزاب الطائفية الخطاب الشعبوي وسياسة المساعدة لتأمين دعم جماهيرها، ولفت إلى أن الانتقادات نادرة جدا بين اللبنانيين، الذين ما زالوا يدعمون الفصائل السياسية الطائفية، التي كانت في السلطة منذ التسعينيات.

ومضى يقول: وفقًا للباحثين والمحللين السياسيين، على الرغم من الحراك الاجتماعي الصاخب لمكافحة الفساد، الذي ظهر بعد 17 أكتوبر 2019، والفوز الأخير الذي حققته «مجموعات الثورة» في انتخابات المجالس الطلابية والنقابات، إلا أن العديد من اللبنانيين ما زالوا يدعمون الأحزاب المؤسسة.

الطبقة السياسيةويواصل الكاتب أسد ميرزا قائلا: كونها طائفية في التصميم، لعبت الطبقة السياسية على المشاعر الطائفية منذ الحرب الأهلية، كانت حركة أمل هي «الشيعة المحرومين»، فيما يقدم وزير التيار الوطني الحر جبران باسيل نفسه حامي «الحقوق المسيحية» في تصريحاته السياسية.

وبحسب الكاتب، يقول أعضاء الحركات السياسية الجديدة، الذين ولدوا من احتجاجات أكتوبر 2019: إن رواية «نحن ضدهم» تساعد في صرف الانتباه عن القضايا الحقيقية المطروحة كالفساد والإفلات من العقاب.

وتابع: على سبيل المثال، يزعم السياسيون في الأحزاب المسيحية والدرزية والسنية بأن إيران خصم لهم وأن الدول الغربية كأصدقاء.

وأضاف: من ناحية أخرى، يرى حزب الله وحلفاؤه إسرائيل خصما، وينظر إلى الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة، على أنها أصدقاء لإسرائيل ويتهمونها بفرض حصار على لبنان، مع تفاقم أزمة الوقود في البلاد.

ومضى يقول: في غضون ذلك، تمكن رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي من تشكيل حكومة مؤلفة من 24 وزيرا بعد التفاوض مع الرئيس عون الأسبوع الماضي، وهي تشكيلة مرضية للجميع، بما في ذلك المجتمع الدولي الذي يريد من الفصائل الطائفية تقاسم الحقائب والتسميات في حكومة التكنوقراط.

وأردف: الآمال كبيرة، لكن التوقعات منخفضة، كانت الفصائل السياسية الطائفية تتفاوض بشأن مَنْ سيحصل على أي حقيبة، لكن ميقاتي اعترف الشهر الماضي «بأن الحديث لم يكن يدور حول خطط للإصلاحات وسياسات التعافي من الأزمة الاقتصادية، وكان يركز على مَنْ يحصل على ماذا».