فهد سعدون الخالدي

المتابع للإحصائيات التي تصدر عن وزارة الصحة السعودية يلاحظ التسارع الواضح في تناقص عدد الإصابات وتراجعها يوميا حتى بلغت في الأيام الأخيرة حدود الثمانين إصابة وهو عدد يعادل عدد المتعافين تقريبا، ولو ألقينا نظرة ولو عامة على أعداد الإصابات في دول العالم بما في ذلك الدول الأوروبية وغيرها من الدول المتقدمة وذات الإمكانيات العالية نلحظ بسهولة الفرق الكبير الذي هو لصالح بلادنا بالتأكيد وهو ما جعل كثيرا من الدول والمختصين يشيدون بالإجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في مواجهة الجائحة ونجاح هذه الإجراءات في تحقيق الهدف منها، ولا شك أن مبادرة المملكة إلى تطبيق الإجراءات الاحترازية المناسبة والضرورية منذ بداية الجائحة هو العامل الأكبر في الوصول إلى هذه النتائج السارة والحمد لله، إضافة إلى حرص المملكة على اختيار أفضل ثلاثة أنواع من أنواع التطعيم ضد كورونا والحصول على أكبر عدد ممكن من الجرعات حتى زاد عدد ما تم تقديمه من جرعات التطعيم للمواطنين والمقيمين على أربعين مليون جرعة وعدم استثناء أحد من الحصول على التطعيم حتى المخالفين لنظام الإقامة لأن تركهم بدون تطعيم ربما يجعلهم سببا لنقل المرض إلى غيرهم، وفي الإجراءات التي طبقتها المملكة وأثرها في تخفيض أعداد المصابين يؤكد استشاري الأمراض المعدية الدكتور نزار باهبري أن إقبال الناس على أخذ اللقاحات ووعيهم والتزامهم بالإجراءات الاحترازية أسهم بشكل كبير جدا في انخفاض المؤشر الوبائي وعدد الإصابات، ويضيف إن أرقام الإصابات المعلن عنها في السعودية هي أرقام حقيقية، ومع ذلك فإنه يحذر من إمكانية ارتفاع عدد الإصابات ويشاركه في ذلك كثيرون من المختصين والمراقبين لا سيما مع العودة للتعليم الوجاهي في المرحلتين المتوسطة والثانوية والإجراءات التي تم اتخاذها بالسماح بفتح بعض القطاعات والأنشطة التي كانت مغلقة أو محدودة العدد والتوسع في الأعداد المسموح بها في عدد آخر ومن ذلك الاجتماعات والمباريات وصالات الأفراح وغيرها، مما يوجب الانتباه مجددا إلى التقيد التام بالإجراءات الاحترازية وخاصة لبس الكمامات والتباعد والتقيد بالأعداد المسموح بها دون زيادة. لقد كان الانخفاض في أعداد الإصابات مذهلا كما يؤكد وكيل وزارة الصحة الدكتور عبدالله عسيري ويعود ذلك أولا لفضل الله سبحانه وتعالى ثم لعدم التسرع في فتح المناشط عالية الخطورة واستخدام أكثر ثلاثة لقاحات فاعلية. وخلاصة القول إننا لم نخرج مطلقا من الجائحة وإنما نحن -بإذن الله- قاب قوسين أو أدنى من الخروج المأمول لبلادنا ولأشقائنا وأصدقائنا ودول العالم أجمع من هذا الوباء لكن ما ينبغي أن نؤكد عليه هو ضرورة الاستمرار في الإجراءات الاحترازية وعدم الركون للانخفاض الحالي في الأعداد والاستمرار في تقييد إجراءات السفر مع الدول المصنفة في القائمة الحمراء بالنسبة لأعداد الإصابات وكذلك التوسع في الجرعات لتشمل المواطنين والمقيمين جميعا -بإذن الله-، كما ينبغي الحذر الشديد من الموجات الجديدة من الوباء والمتحولات منه التي شهدتها بعض الدول فليس من الحكمة أن نظن أننا خرجنا من هذه الأزمة بل نحن والحمد لله في أحسن حال بين دول العالم وكما أن الخروج منها كما قلنا هو قريب -بإذن الله-، وما علينا إلا التزام الصبر أولا والاستمرار على الإجراءات التي اتخذتها الدولة والمشاركة عن طيب خاطر واقتناع أنها لصالحنا -بإذن الله-، ولذلك سيكون الخروج على مرمى حجر والفرح قريب -بإذن الله-.

@Fahad_otaish