كلمة اليوم

• حين تؤول الأمور إلى نتائج مؤلمة وتفاصيل يصعب تخيل حقيقة حدوثها وتعديات بشعة سافرة تضرب عرض الحائط بكل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية.. فإن التساؤل لابد أن يتجه نحول عدة حيثيات شكلت ركائز هذا المشهد المحزن، فأولها الأسباب المؤدية لذلك.. فحين يكون الحديث عن واقع الأمر الراهن في اليمن وما يعانيه الشعب اليمني الشقيق من تلك الحقائق التي ينطبق على وصفها ما تم تفصيله في بداية هذه السطور، وبالتأكيد سنعلم بأن السبب التنفيذي لهذه المآسي هو عصابة الحوثي، تلك الميليشيات الإرهابية الخارجة عن القانون، وبالتأكيد حين نذكر أنها سبب تنفيذي فهذا يعني أنها أداة بيد من تتلقى منه الأوامر والدعم والتسليح، والحديث هنا عن نظام إيران الذي يحتضن كافة أوجه الإرهاب في العالم ويسخر أذرعه من الميليشيات الإرهابية ويوفر لها الدعم والتسليح اللازمين للقيام بمزيد من الجرائم والاعتداءات التي يذهب ضحيتها أبرياء اليمن كذلك أوضاعه الاقتصادية والإنسانية.. التساؤل الآخر الذي يثار دوما في مثل هذه الظروف هو أين أدوار الجهات المسؤولة؟.. نعم هناك أدوار أوضح من عين الشمس للمملكة العربية السعودية فيما يعنى بجهود إيجاد الحلول السياسية الشاملة في اليمن، جهود مبنية على المكانة الرائدة والقيادية للمملكة إقليميا ودولياً.. وتلتقي معها جهود عالمية جادة.. ولكن هذا لا يعني ألا يكون للمجتمع الدولي موقف حاسم ومسؤول يعزز الوصول إلى نهاية حقيقية لتلك المعاناة التي يعيشها أهل اليمن وللتجاوزات والتعديات السافرة للنظام الإيراني وتهديدها للاقتصاد والسلم العالميين.

• ما أقدمت عليه ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، السبت الماضي من إعدام 9 مدنيين بينهم طفل في صنعاء، رمياً بالرصاص، بعد أن اتهمتهم بالتورط في مقتل رئيس مجلسها السياسي، صالح الصماد، وما نقلته وسائل الإعلام في مقاطع مصورة انتشرت بين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، لعناصر من ميليشيا الحوثي تنفذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص على رؤوس الموقوفين وهم ملقون على الأرض في نهاية مأساوية تعكس طبيعة السلوك الذي يمارسه الحوثيون على أبناء جلدتهم وهو ما يمثل منهجهم وما ينبثق منه من سلوك إجرامي خارج عن القانون يذهب ضحيته شعب اليمن وأمواله ويعصف بظروفه الاقتصادية والإنسانية خاصة في ظل ما يعانيه العالم من آثار جائحة كورونا المستجد، تلك الأزمة غير المسبوقة في التاريخ الحديث، والتي لم يكن لها أي تأثير على منهجية إيران الإرهابية وبالتالي ممارسات أذرعها سواء في اليمن أو دول عربية أخرى.. مآسي الحوثيين ضد اليمينين تتجدد في صورها وتزداد بشاعة أساليبها.. تدق ناقوس خطر لا نعلم متى يلتفت له المجتمع الدولي قبل فوات الأوان.

• المنهجية الإرهابية التي تُسير بها إيران مليشياتها الإرهابية وكيف أنها تستمر في توفير الدعم والتسليح لها لكي تمضي في ارتكاب المزيد من الاعتداءات الخارجة عن القوانين الدولية والأعراف الإنسانية، منهجية لا يمكن أن تدع أي مجال للاعتقاد بأن هذا النظام قادر على أن يكون جزءا طبيعيا من العالم.. فمتى يدرك العالم ذلك؟