'اليوم' تكتشف موقع التلوث.. وترسل صورا وإحداثيات للمسؤولين
كشفت جولة لـ«اليوم» عددا من مواقع «حريق الكيابل» غرب الدمام، بالقرب من حرم مطار الملك فهد الدولي بالدمام، إذ أقدم مجموعة من الأفراد، على حرق كيابل تعود إلى إحدى الشركات الكبرى بالمملكة، بمسافات كبيرة، وبشكل طولي، محدثين أضرارا وتلوثا بالبيئة، غير مبالين بالأنظمة والقوانين.
مباشرة الموقع
وتواصلت «اليوم» مع عدد من الجهات الحكومية، وأرسلت لهم صورًا ومقاطع فيديو، وإحداثيات بالموقع. وأكدت أمانة المنطقة الشرقية التنسيق مع الشرطة بشأن الحادث، فيما بين فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالشرقية، أن الحادث من اختصاص المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي، وأشارت القوات الخاصة للأمن البيئي إلى أنها فتحت بلاغًا عن الحادث، مدعوما بالصور والفيديو.
فريق تفتيش
من ناحيته، أكد مدير عام المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي بالمنطقة الشرقية م. أحمد الخالدي، خروج فريق تفتيش للموقع؛ بعد تلقي الإحداثيات من «اليوم»، وتسجيل الحادث، ووضع التقارير عنه، مشيرًا إلى التقاط الصور المتعددة للموقع، والتواصل مع الجهات الحكومية المعنية المسؤولة الأخرى؛ لتكوين فريق مشترك لضبط المخالفين، واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم.
مسارات متعددة
ولا يبعد موقع الحادث عن المطار، سوى 15 كيلو مترا تقريبا، بالقرب من منطقة «الضغط العالي»، بجانب المزارع القريبة من المطار شرقًا، أو شرق طريق «الجبيل - الرياض»، الواقع شمال غرب المطار، ما تسبب في إحداث تلوثات في السماء والأرض على حد سواء.
ووثقت «اليوم» الحادث بالصوت والصورة، وذلك بعد نحو 6 سنوات على حادث مشابه، وبنفس السيناريو في شهر يناير من العام 2015م، والذي كشفته «اليوم» أيضًا، وأطلقت عليه «حرق الكيابل».
وأحدث المخالفون مسارات متعددة لحرق الكيابل، يبلغ بعضها حوالي 400 متر، وبعضها 300 متر بشكل طولي، وذلك في مواقع منخفضة دائرية، يقدر قطر الدائرة بأكثر من 500 متر طولي، وبلغ ارتفاع النار من 2 إلى 3 أمتار تقريبا.
منظومة متكاملة
وأوضح المهندس والمتخصص الكيميائي «حسين الحجري»، أن حرق الكيابل يدمر البيئة التي تتم عملية الحرق فيها، لأن آثارها قد تترسب في الأرض، خاصة بعد هطول الأمطار، ويمكن أن تنتقل ذرات الحرق إلى مواقع مختلفة عن طريق هبوب الرياح، ما يتسبب بأضرار في مواقع أخرى، موضحًا أن ما ينتشر في الهواء من سموم تنتج عنها الأمراض المتعددة، وأن البيئة منظومة متكاملة بقالب واحد سواء كانت بحرية، أو برية، أو جوية، فأي إضرار بمكون من مكوناتها يؤدي لخلل في المنظومة بأكملها.
مواد مسرطنةوقال م. الحجري: إن حرق الأسلاك النحاسية يطلق المواد المسرطنة والسموم في الهواء وفي الأرض حول موقع الحرق، بما في ذلك الديوكسينات، والفواران، والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، والجسيمات والمعادن الثقيلة مثل «الرصاص، والزرنيخ، والسيلينيوم، والكادميوم»، وغيرها من الملوثات، متابعًا أن حرق الأسلاك النحاسية المعزولة يطلق السموم التي يمكن أن تلحق الضرر بالجهاز العصبي والجهاز التنفسي والقلب، ناهيك عن زيادة خطر الإصابة بالسرطان لمن يحرقها.
دخان كثيفمن ناحيته، أبدى شاهد العيان المواطن «فؤاد الغلاب»، تعجبه من تكرار اشتعال النار في بر المطار في مواقع مختلفة، وأن المرة الأخيرة كانت مختلفة، وكان حجمها كبيرا للغاية، والتلوث والدخان كذلك، فكانت كتلة من الدخان المنتشرة كبيرة الحجم، شكلت شريطًا وعمودًا طوليًا من الدخان، كانت تتجه إلى الغرب للمزارع، لافتًا إلى أن موقع الحادثة والجريمة في حق البيئة تقع غرب شارع الكويت القديم، حيث تبعد عن الشارع للغرب بمسافة 10 كيلو مترات.
دمار التربةوبين أن المنطقة أصبحت ملوثة بانتشار رائحة الحرق التي تنتج من الكيابل في موقع الحادثة والجريمة، وأن المساحة التي يتم الحرق فيها تزيد على 7000 متر مربع، محذرًا من أنه في حالة عدم ضبط المخالفين، سيتسع دمار التربة الأرضية.
حملات مشتركةفيما شدد المواطن والمزارع صالح الحمادي على تضرر المزارعين من تلك المخالفات التي تدمر البيئة برمتها، خاصةً أن بعضهم يمتلك مزارع بالقرب من موقع حرق الكيابل، وتأتي الرياح أحيانًا بمضار ما يتم حرقه من البلاستيك الحاوي للكيابل، وهي رائحة خانقة، وقد تضررت المزارع من الملوثات العديدة التي يحدثها عديمو المسؤولية، متابعًا: «نطالب بضبط المخالفين، ويأتي ذلك بشن حملات مشتركة بين الدوائر الحكومية ذات العلاقة لمعاقبة المتسببين، فالمنطقة التي يتم الحرق فيها يتواجد فيها أكثر من 200 مزرعة».
اغتيال البيئةوقال شاهد العيان المواطن «سعيد الحمدان»: «شاهدنا النيران ترتفع مشكلة مسارين غربا وشرقا وطرفي النيران من جهة الشمال والجنوب، ويبعد المساران عن بعضهما حوالي 30 مترًا، على شكل قوس، ولكن في النهار تبين أنه تتواجد عدة مسارات طولية يتم الحرق فيها، ولم تكن هذه المرة الأولى التي نشاهد النيران ترتفع في هذا المكان، كما كنا نشاهد أراضي واسعة تحولت إلى اللون الأسود، مما يعني أنها أصبحت ملوثة بالمواد الكيميائية الناتجة من حرق البلاستيك الذي يغطي الأسلاك التي تحرق، فإن موقع المحرقة يتعرض إلى اغتيال للبيئة».
مباشرة الموقع
وتواصلت «اليوم» مع عدد من الجهات الحكومية، وأرسلت لهم صورًا ومقاطع فيديو، وإحداثيات بالموقع. وأكدت أمانة المنطقة الشرقية التنسيق مع الشرطة بشأن الحادث، فيما بين فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالشرقية، أن الحادث من اختصاص المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي، وأشارت القوات الخاصة للأمن البيئي إلى أنها فتحت بلاغًا عن الحادث، مدعوما بالصور والفيديو.
فريق تفتيش
من ناحيته، أكد مدير عام المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي بالمنطقة الشرقية م. أحمد الخالدي، خروج فريق تفتيش للموقع؛ بعد تلقي الإحداثيات من «اليوم»، وتسجيل الحادث، ووضع التقارير عنه، مشيرًا إلى التقاط الصور المتعددة للموقع، والتواصل مع الجهات الحكومية المعنية المسؤولة الأخرى؛ لتكوين فريق مشترك لضبط المخالفين، واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم.
مسارات متعددة
ولا يبعد موقع الحادث عن المطار، سوى 15 كيلو مترا تقريبا، بالقرب من منطقة «الضغط العالي»، بجانب المزارع القريبة من المطار شرقًا، أو شرق طريق «الجبيل - الرياض»، الواقع شمال غرب المطار، ما تسبب في إحداث تلوثات في السماء والأرض على حد سواء.
ووثقت «اليوم» الحادث بالصوت والصورة، وذلك بعد نحو 6 سنوات على حادث مشابه، وبنفس السيناريو في شهر يناير من العام 2015م، والذي كشفته «اليوم» أيضًا، وأطلقت عليه «حرق الكيابل».
وأحدث المخالفون مسارات متعددة لحرق الكيابل، يبلغ بعضها حوالي 400 متر، وبعضها 300 متر بشكل طولي، وذلك في مواقع منخفضة دائرية، يقدر قطر الدائرة بأكثر من 500 متر طولي، وبلغ ارتفاع النار من 2 إلى 3 أمتار تقريبا.
منظومة متكاملة
وأوضح المهندس والمتخصص الكيميائي «حسين الحجري»، أن حرق الكيابل يدمر البيئة التي تتم عملية الحرق فيها، لأن آثارها قد تترسب في الأرض، خاصة بعد هطول الأمطار، ويمكن أن تنتقل ذرات الحرق إلى مواقع مختلفة عن طريق هبوب الرياح، ما يتسبب بأضرار في مواقع أخرى، موضحًا أن ما ينتشر في الهواء من سموم تنتج عنها الأمراض المتعددة، وأن البيئة منظومة متكاملة بقالب واحد سواء كانت بحرية، أو برية، أو جوية، فأي إضرار بمكون من مكوناتها يؤدي لخلل في المنظومة بأكملها.
مواد مسرطنةوقال م. الحجري: إن حرق الأسلاك النحاسية يطلق المواد المسرطنة والسموم في الهواء وفي الأرض حول موقع الحرق، بما في ذلك الديوكسينات، والفواران، والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، والجسيمات والمعادن الثقيلة مثل «الرصاص، والزرنيخ، والسيلينيوم، والكادميوم»، وغيرها من الملوثات، متابعًا أن حرق الأسلاك النحاسية المعزولة يطلق السموم التي يمكن أن تلحق الضرر بالجهاز العصبي والجهاز التنفسي والقلب، ناهيك عن زيادة خطر الإصابة بالسرطان لمن يحرقها.
دخان كثيفمن ناحيته، أبدى شاهد العيان المواطن «فؤاد الغلاب»، تعجبه من تكرار اشتعال النار في بر المطار في مواقع مختلفة، وأن المرة الأخيرة كانت مختلفة، وكان حجمها كبيرا للغاية، والتلوث والدخان كذلك، فكانت كتلة من الدخان المنتشرة كبيرة الحجم، شكلت شريطًا وعمودًا طوليًا من الدخان، كانت تتجه إلى الغرب للمزارع، لافتًا إلى أن موقع الحادثة والجريمة في حق البيئة تقع غرب شارع الكويت القديم، حيث تبعد عن الشارع للغرب بمسافة 10 كيلو مترات.
دمار التربةوبين أن المنطقة أصبحت ملوثة بانتشار رائحة الحرق التي تنتج من الكيابل في موقع الحادثة والجريمة، وأن المساحة التي يتم الحرق فيها تزيد على 7000 متر مربع، محذرًا من أنه في حالة عدم ضبط المخالفين، سيتسع دمار التربة الأرضية.
حملات مشتركةفيما شدد المواطن والمزارع صالح الحمادي على تضرر المزارعين من تلك المخالفات التي تدمر البيئة برمتها، خاصةً أن بعضهم يمتلك مزارع بالقرب من موقع حرق الكيابل، وتأتي الرياح أحيانًا بمضار ما يتم حرقه من البلاستيك الحاوي للكيابل، وهي رائحة خانقة، وقد تضررت المزارع من الملوثات العديدة التي يحدثها عديمو المسؤولية، متابعًا: «نطالب بضبط المخالفين، ويأتي ذلك بشن حملات مشتركة بين الدوائر الحكومية ذات العلاقة لمعاقبة المتسببين، فالمنطقة التي يتم الحرق فيها يتواجد فيها أكثر من 200 مزرعة».
اغتيال البيئةوقال شاهد العيان المواطن «سعيد الحمدان»: «شاهدنا النيران ترتفع مشكلة مسارين غربا وشرقا وطرفي النيران من جهة الشمال والجنوب، ويبعد المساران عن بعضهما حوالي 30 مترًا، على شكل قوس، ولكن في النهار تبين أنه تتواجد عدة مسارات طولية يتم الحرق فيها، ولم تكن هذه المرة الأولى التي نشاهد النيران ترتفع في هذا المكان، كما كنا نشاهد أراضي واسعة تحولت إلى اللون الأسود، مما يعني أنها أصبحت ملوثة بالمواد الكيميائية الناتجة من حرق البلاستيك الذي يغطي الأسلاك التي تحرق، فإن موقع المحرقة يتعرض إلى اغتيال للبيئة».