إذا أراد أهل مصر ترسيخ وتأكيد كلامه وإعطاء الدليل على ما جاء به، فهو يقول: على رأي المثل، وانتقلت الجملة إلينا مثل غيرها نتيجة أدبيات الروايات والأفلام والمسلسلات، والحضور العملي للجالية المصرية، وامتزاجهم مع الجيل في بدايات التعليم بالسعودية.
ولا تزال عامية أهل نجد تقول ما يشابه، وربما ما يُطابق هذا التعبير، فنحن هنا نقول: على ما قال القايل أو: سالفة اللي يقول، أو: على قول الأول، كذلك في حوارات الشعر النبطي: خذه حّبِّ مصفّى مثّلهْ لك واحدٍ حلحيل + على ما قال راع السالفة سَنّه ومسنونه.
والإنجليز لديهم تعبير مُقارب وهو As saying goes قولٌ عامي دارج في المنطقة الوسطى عندنا. وأزعم بأنها تعني أنه يجب الاستفادة بما هو متاح. حتى لو جاءت من بخيل أو شحيح. والمثل يشرح نفسه. فالشعرة حتى لو كانت من خنزير فهي -حسب المثل- لا تخلو من فائدة.
ودعاني إلى استعراض القول عجبي من اطراد وتواتر الأمثال والأقوال في جزيرة العرب. فالخنزير وجلده وشعره محرّم في الإسلام والغالبية أو الكل في جزيرة العرب يدينون بالإسلام. فكيف إذا درج على ألسنة العامة منهم مثلٌ كهذا.
والأمر الثاني، الذي دعاني إلى استحضار أمثال كهذه، هو رواج الكلمة «خنزير» بعد وباء قالوا عنه إنه «إنفلونزا الخنازير». وانقسم العالم في التعامل مع الحيوان. فالغرب حاول أن ينفي كون الوباء ينتشر بواسطة الخنازير. فهم الآن يحاولون ترويج وترسيخ الاسم العلمي أو الرمزي للفيروس، يُبعدوا عن أذهان الناس كلمة «الخنازير». أما الشرق فقد أعدم ما في الحظائر من خنازير، حفاظاً على البشر. وتعجبنا -كمتابعين- من سرعة التنفيذ، حتى لو لم تكن الخنازير مصابة.
وفي الكتب العربية أن اسم الخنزير مشتق من «خزر» العين. لأنه -أي الخنزير- كذلك ينظر. وله كنيات كثيرة مثل: أبو جهم، وأبو زرعة، وأبو دلف وأبو عقية وأبو قادم. وفيه من الضواري الناب وأكل الجيَفْ. ومن البهائم الظلف وأكل العشب والعلف.
قال القرطبي في تفسير سورة البقرة: لا خلاف أن جملة الخنزير محرّمة إلا الشعر، فإنه يجوز الخرازة به. ومُجمع على نجاسته.
ومن الأمثال: أطيش من عَفَر: والعفر هو ولد الخنزير. وأقبح من خنزير.
أعود إلى مفردة «شعر» وأظن أن المثل جاء بسبب تحليل بعض الأئمة الانتفاع بشعره للخرازة؛ لأن العرب يحتاجون إلى النعل.
@A_Althukair
ولا تزال عامية أهل نجد تقول ما يشابه، وربما ما يُطابق هذا التعبير، فنحن هنا نقول: على ما قال القايل أو: سالفة اللي يقول، أو: على قول الأول، كذلك في حوارات الشعر النبطي: خذه حّبِّ مصفّى مثّلهْ لك واحدٍ حلحيل + على ما قال راع السالفة سَنّه ومسنونه.
والإنجليز لديهم تعبير مُقارب وهو As saying goes قولٌ عامي دارج في المنطقة الوسطى عندنا. وأزعم بأنها تعني أنه يجب الاستفادة بما هو متاح. حتى لو جاءت من بخيل أو شحيح. والمثل يشرح نفسه. فالشعرة حتى لو كانت من خنزير فهي -حسب المثل- لا تخلو من فائدة.
ودعاني إلى استعراض القول عجبي من اطراد وتواتر الأمثال والأقوال في جزيرة العرب. فالخنزير وجلده وشعره محرّم في الإسلام والغالبية أو الكل في جزيرة العرب يدينون بالإسلام. فكيف إذا درج على ألسنة العامة منهم مثلٌ كهذا.
والأمر الثاني، الذي دعاني إلى استحضار أمثال كهذه، هو رواج الكلمة «خنزير» بعد وباء قالوا عنه إنه «إنفلونزا الخنازير». وانقسم العالم في التعامل مع الحيوان. فالغرب حاول أن ينفي كون الوباء ينتشر بواسطة الخنازير. فهم الآن يحاولون ترويج وترسيخ الاسم العلمي أو الرمزي للفيروس، يُبعدوا عن أذهان الناس كلمة «الخنازير». أما الشرق فقد أعدم ما في الحظائر من خنازير، حفاظاً على البشر. وتعجبنا -كمتابعين- من سرعة التنفيذ، حتى لو لم تكن الخنازير مصابة.
وفي الكتب العربية أن اسم الخنزير مشتق من «خزر» العين. لأنه -أي الخنزير- كذلك ينظر. وله كنيات كثيرة مثل: أبو جهم، وأبو زرعة، وأبو دلف وأبو عقية وأبو قادم. وفيه من الضواري الناب وأكل الجيَفْ. ومن البهائم الظلف وأكل العشب والعلف.
قال القرطبي في تفسير سورة البقرة: لا خلاف أن جملة الخنزير محرّمة إلا الشعر، فإنه يجوز الخرازة به. ومُجمع على نجاسته.
ومن الأمثال: أطيش من عَفَر: والعفر هو ولد الخنزير. وأقبح من خنزير.
أعود إلى مفردة «شعر» وأظن أن المثل جاء بسبب تحليل بعض الأئمة الانتفاع بشعره للخرازة؛ لأن العرب يحتاجون إلى النعل.
@A_Althukair