د. محمد حامد الغامدي

n بمناسبة اليوم الوطني 91، أرفع أسمى وأعظم آيات التهاني لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله. وأيضا لسيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود حفظه الله. ولجميع أفراد الأسرة المالكة الكريمة. أيضا لكل مسئول مخلص غيور، ولكل مواطن ومواطنة ينتمي لهذا الوطن الغالي.

n اليوم الوطني يمثل رمزا يجمع ولا يفرق. يعمق الولاء والانتماء. يحفز ويعزز الجهود، خدمة لبلادنا المملكة العربية السعودية. فالحديث عن اليوم الوطني فخر للجميع، خاصة أن كل مواطن لديه ما يقوله بهذه المناسبة، بمشاعر متعددة، وكلمات منتقاة ومتنوعة، ومواضيع إنجاز لا تعد ولا تحصى. وعندما يطفو السؤال: كيف كنا وكيف أصبحنا، نتوج الحديث بقولنا: الحمد لله.. اللهم أدمها نعمة.

n جعلت عنوان حديثي في اليوم الوطني عن تلازم الماء والوطن. متى يكون الماء «وطن»؟ لماذا هذا العنوان في هذه المناسبة المهمة؟ العنوان رسالة واضحة وجلية. العنوان (الرسالة الكبسولة)، يفهمها الكل بجميع مستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والعمرية.

n الماء أساس مهم للجميع، صغيرنا والكبير، نشترك في حمل مسئوليته، وأهميته، وحاجتنا إليه. فهل هناك سائل آخر يروي عطش الجميع؟ بهذا العنوان سهلت على الجميع فهم معنى أن يكون الماء وطنا للجميع. العنوان يترك للجميع الإبحار في مسئولياته بكل المستويات. عنوان يوحي ويقول، ويحمل مسئولية وطن في ظل ندرة هذا الماء. أيضا في ظل محدوديته. هل يكفي أن نتذكر أن (الماء وطن) لنعرف قيمة الماء وأهميته بجانب قيمة الوطن ومسئوليته العظمى؟

n علينا التركيز ونتذكر في هذا اليوم الوطني 91 أن لأجيالنا القادمة مصالح عظمى في المياه الجوفية النادرة والمحدودة الكميات. الماء أكبر وأعظم أهمية من أي شيء في حياتنا، ويجب أن يكون كذلك، فهو يجسد حقيقة الحياة التي تعتمد عليه. في غياب الماء تغيب الحياة وأيضا تغيب الأوطان.

n لا حياة بدون ماء. لا وطن بدون ماء. هل كانت هناك حضارة إنسانية بدون ماء؟ هل هناك تجمعات سكانية بدون ماء؟

n الحياة رديفة الماء، كما أن الماء رديف الحياة. الحياة تظهر مع الماء بجميع أشكالها المختلفة.

n تلازم الحياة والماء يعني البقاء.

n إن فقد الحياة لا يعني فقد الماء، لكن فقد الماء يعني فقد الحياة.

n تتبخر الأسئلة والتساؤلات أمام حقائق ندرة الماء. إذا جف الماء ينقشع البشر من المكان، ثم ينتشرون بحثا عن أرض أخرى تحمل هذا الماء.

n لم يكن انتماء البشر للأرض الجافة، لكن انتماءهم دوما للأرض الرطبة. عشق الأرض والتمسك بها والعيش على أديمها يتحقق من خلال قدرتها على تقديم الماء للبشر.

n نحن نعيش في وطن أثبتت الحقائق العلمية أن موارده المائية محدودة، وأيضا نادرة، وهذا تحد استثنائي في بلدنا الواسع المساحة والمترامي الأطراف.

n بلدنا حفظه الله بحاجة إلى كل قطرة ماء.

n في هذا اليوم الوطني 91، مسئوليتي تتعمق تجاه وطني الذي أحب وتجاه أجياله القادمة. كنتيجة أكرر ندائي بأن يكون الشريط المطير في قمم جبال الحجاز والسراة محمية مطرية لتغذية المياه الجوفية، حيث تتجاوز منفعته هضبة نجد إلى الأحساء شرقا. لنجعلها مشروعنا الوطني الأهم لإنقاذ المستقبل من العطش. مشروع وضعت فكرته ومتطلباته في كتبي عن الماء.

n أكرر الدعوة: لنجعل الماء وطنا يعادل الروح.

@DrAlghamdiMH