د. عبدالوهاب القحطاني

اليوم الوطني ذكرى عظيمة وعزيزة علينا فهو ترسيخ لوحدة ولحمة وترابط المملكة العربية السعودية، فوحدتنا أهم مكاسبنا الوطنية التي عمل من أجلها المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ومعه رجاله الأوفياء الذين أخلصوا لله ثم للمليك والوطن، حيث وحدوا أرجاء بلادنا الغالية تحت راية التوحيد، رحمهم الله جميعا وجزاهم الله عنا خير الجزاء.

ولقد كان توحيد المملكة العربية السعودية على أسس دينية وإنسانية وحدت وآخت بين جميع السعوديين لبناء دولة حديثة، لذلك عندما تظهر تحديات تهدد وحدتنا فإنه يجب علينا جميعا العمل لمواجهتها بحزم وعزم لتذليلها لتزداد قوتنا في كافة النواحي لما في ذلك من الخير لبلادنا الغالية وللعالمين العربي والإسلامي، بل وللعالم كله. مناسبة وذكرى اليوم الوطني الواحد والتسعين تعزيز لوحدتنا وتحفيز لرؤيتنا الواعدة بالخير والتقدم والرقي والنماء لبلادنا الغالية في ظل قيادتنا الرشيدة وشعبنا المخلص الوفي الملتزم بتحقيق أهداف الرؤية.

تبذل المملكة جهودا عظيمة في تنويع القاعدة الاقتصادية لخفض الاعتماد على إيرادات النفط. وتعد الرؤية الطموحة 2030 خارطة الطريق نحو إستراتيجية التوسع والتنويع الاقتصادي. ولقد برزت المبادرات الطموحة في السنوات السبع الأخيرة منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قيادة المملكة، حيث تسير في هذا الاتجاه الطموح لتعزيز رؤية 2030.

يعد مشروع «نيوم» العالمي الرائد من مشاريع التنمية المتنوعة التي ستنقل المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة اقتصاديا وتكنولوجيا وبيئيا وحضاريا وإبداعيا، وذلك بعد إنجازه، حيث العمل فيه قائم على قدم وساق. وهذا المشروع العملاق يعد إحدى المبادرات الطموحة للقيادة السعودية لتحقيق رؤية 2030. يركز مشروع «نيوم» على 9 قطاعات استثمارية متخصصة وهي مستقبل الطاقة والمياه ومستقبل التنقل ومستقبل التقنيات الحيوية ومستقبل الغذاء ومستقبل العلوم التقنية والرقمية ومستقبل التصنيع المتطور ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي ومستقبل الترفيه ومستقبل المعيشة الذي يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات.

أما مشروع البحر الأحمر فإنه يعد من المشاريع العملاقة التي أعلن عنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتكون رافدا اقتصاديا للاقتصاد السعودي. إن إعلان إطلاق مشاريع سياحية عديدة تحت مسمى مشروع البحر الأحمر يعتبر دعما اقتصاديا قويا وجاذبا للمستثمرين من المملكة وخارجها، حيث ستستثمر فيه الحكومة ممثلة بصندوق الاستثمارات العامة وبالتعاون مع شركات عالمية متخصصة في قطاع السياحة والفندقة والضيافة، وذلك لتطوير منتجعات سياحية متميزة على ساحل البحر الأحمر وفي أكثر من 50 جزيرة طبيعية. وللمشروع فوائد اقتصادية كثيرة منها على وجه التحديد تطوير القطاع السياحي في المملكة للاستفادة من مليارات الريالات التي ينفقها السعوديون وغيرهم خارج المملكة في كل عام.

وتعتبر مبادرة مشروع القدية الترفيهية من أكبر المشاريع الترفيهية في العالم، حيث كانت مبادرة ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان خطوة طموحة تحفز الاستثمار في المشاريع السياحية والترفيهية. ويلخص مشروع إنشاء أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية من نوعها على مستوى العالم، توجهات المملكة وآلية عملها خلال المرحلة المقبلة، لتعزيز الجوانب الاقتصادية والتنموية في المملكة، وإيجاد مصادر جديدة للدخل، تخفف من العبء على ميزانية الدولة بحوالي 100 مليار ريال، ينفقها المواطنون حاليا على الترفيه في الخارج كل عام. ويكشف مشروع القدية الترفيهية عن خطط صندوق الاستثمارات العامة للتوسع في المشاريع المحلية ذات الجدوى الاقتصادية الواعدة، التي تفيد الوطن والمواطن، وتدر دخلا كبيرا على خزينة الدولة، إلى جانب توفير عدد كبير من الوظائف للمواطنين الراغبين في العمل، إضافة إلى توفير فرص استثمارية للأفراد والأسر المنتجة.

تطوير منطقة السودة في منطقة عسير من المشاريع المهتمة بالتطوير الحضري في منطقة سياسية مهمة في بلادنا لجذب سياح الداخل والخارج بما يعود على المنطقة بالتنمية الاقتصادية التي توفر الوظائف لسكان المنطقة ومن خارجها ما يسهم في توطين الوظائف. المتوقع استثمار 11 مليار ريال لتطوير السود، حيث سينمو الاستثمار في العقار والتشييد والبناء والتجزئة، بالإضافة إلى المستهدف الاستثماري الرئيسي في تطوير السياحة، إضافة إلى توفير فنادق فاخرة تنسجم مع طموح وتطلعات الزوار والسياح في المستقبل القريب.

وفي الختام أتمنى لبلادنا الغالية دوام التقدم والنجاح لتحقيق أهدافها الطموحة باقتدار وتخطي التحديات بقوة للوصول إلى رؤية 2030 بإذن الله.

@dr_abdulwahhab