ترتكز الدبلوماسية السعودية على الأعراف والقوانين الدولية وهي ما تحكم تعاملاتها وعلاقاتها بدول العالم في السلم والحرب، وتحرص على التفاعل مع المجتمع الدولي وإقامة العلاقات مع الدول الكبرى التي تحكمها المصلحة المشتركة، وكون المملكة من الأعضاء المؤسسين للأمم المتحدة في عام 1945م يخلق صورة عن الشفافية ومدى الثقل والتأثير الذي تعكسه الدبلوماسية بالمملكة.
وتركز المملكة على دعم الوحدة العربية والخليجية والإسلامية، حيث كانت من الأعضاء المؤسسين لجامعة الدول العربية في مارس 1945م، كما أنشأت رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة عام 1961م في عهد الملك سعود -طيب الله ثراه- ومنظمة المؤتمر الإسلامي في جدة عام 1969م في عهد الملك فيصل -طيب الله ثراه-، وأعلنت المملكة عن قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز -طيب الله ثراه- عام 1981م.
وحدة خليجية
وركزت السياسة السعودية منذ عهد المؤسس -طيب الله ثراه- على الوقوف مع دول الجوار ودعم وحدتها وسيادتها، إذ ربطت مصيرها بمصير دولة الكويت الشقيقة أثناء الاجتياح العراقي لأراضيها عام 1990، فكان للملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- مقولته الشهيرة «يا ترجع الكويت يا تروح السعودية معها»، فسخرت المملكة جندها وجيشها وأموالها لتحرير الكويت، وفتحت أبوابها لاستقبال الكويتيين على أراضيها.
وفي 2011م، جاء رد سفير المملكة في واشنطن حينها، عادل الجبير، على طلب هيلاري كلينتون توضيحات عن دخول قوات «درع الجزيرة» للبحرين، حيث أعلمها أن قوات «درع الجزيرة» أصبحت بالفعل فوق الجسر الذي يربط السعودية بالبحرين، فكان الرد السعودي مجسدا وحدة النسيج الخليجي.
دعم عربي
ووجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز 2015م، ببدء عملية «عاصفة الحزم» بغارات جوية على مواقع عسكرية تسيطر عليها جماعة الحوثي في صنعاء ضمن تحالف خليجي لحماية الشرعية في اليمن تلبية لنداء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لحماية البلاد من المتمردين الحوثيين الذين أصبحوا على وشك الاستيلاء على مدينة عدن.
وفي 2021م، ساهمت المملكة في تعزيز الاستثمار في المجالات الاقتصادية في جمهورية العراق من خلال تأسيس صندوق سعودي - عراقي مشترك يقدر رأس ماله بثلاثة مليارات دولار.
وكان للمملكة الدور الأبرز في توحيد الصف اللبناني وإنهاء الحرب الأهلية عبر اتفاق الطائف عام 1989م منهية بذلك حربا دامت لأكثر من خمسة عشر عاما، وتواصل الدعم السعودي للبنان، إذ وثق تقرير دولي أن حجم المساعدات التي قدمتها المملكة للبنان خلال الفترة الواقعة بين عامي 1990 و2015، يناهز الـ 70 مليار دولار، فضلا عن المشاركة في حصة كبيرة من إعادة إعمار ما هدمته الاعتداءات الإسرائيلية.
قمة القدس في الظهران
القضية الفلسطينية
ولطالما كان الموقف السعودي ثابتا وراسخا تجاه القضية الفلسطينية منذ أكثر من 90 عاما، بداية من مؤتمر لندن 1935م، الذي حضره الأميران فيصل وخالد حينها ضمن الوفد العربي الذي رفض الجلوس مع الوفد اليهودي في نفس الغرفة، وامتد دورها الواضح في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتحقيق طموحاته لبناء دولته المستقلة، في سعيها لتوحيد الصف الفلسطيني من خلال حل الخلاف بين حركة فتح وحركة حماس في «اتفاق مكة» 2007م، إذ شدد البيان الذي اتفقت عليه الحركتان على «التأكيد على تحريم الدم الفلسطيني واتخاذ الإجراءات والترتيبات التي تحول دون إراقته مع التأكيد على الوحدة الوطنية الفلسطينية» إضافة إلى «اعتماد لغة الحوار كسبيل وحيد لحل الخلافات»، وأطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- اسم «قمة القدس» على القمة العربية المقامة في الظهران 2018م، تأكيدا على أن فلسطين هي القضية الأولى بالنسبة للمملكة والعرب.
وأكد إعلان «قمة القدس» المقامة في الظهران، على مركزية القضية الفلسطينية، مشددا على «بطلان وعدم شرعية القرار الأمريكي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل»، داعيا إلى أهمية تعزيز العمل العربي المشترك المبني على منهجية واضحة وأسس متينة تحمي الأمة العربية من الأخطار المحدقة بها وتصون الأمن والاستقرار.
وإيمانا من المملكة بأن جهودها من أجل فلسطين تمثل واجبا تفرضه عقيدتها وضميرها وانتماؤها لأمتيها العربية والإسلامية، تبنت جميع القرارات الصادرة عن المنظمات والهيئات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، وبالإضافة لذلك تساهم المملكة في العديد من المؤتمرات والاجتماعات المتعلقة بحل القضية الفلسطينية عبر محطات من أبرزها مؤتمر مدريد إلى خريطة الطريق، ومبادرة السلام العربية التي اقترحها الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله- واعتمدتها الدول العربية موحدة كمشروع بقمة بيروت في مارس 2002 لحل الصراع العربي - الإسرائيلي الذي يوفر الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة.
وحرصا من المملكة على أن تكون السودان بعيدة كل البعد عن مؤشرات الألم والجوع والضيق، ظلت طيلة عقود تدعمها، إذ قدمت 8 مليارات ريال منذ 2016 حتى 2019م لحكومة البشير المخلوع، إلا أنه للأسف لم ينعكس لا شكلا ولا مضمونا على الواقع المعيشي للشعب السوداني، وجاء التأييد السعودي لما ارتآه الشعب السوداني الشقيق حيال مستقبله بعد إسقاط حكومة البشير، إيمانا منها بحق الشعب في العيش تحت ظل حكومة رشيدة تؤمن له حياة كريمة.
وفي جدة 2018، وبرعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- وقعت إثيوبيا وإريتريا معاهدة سلام منهية الحرب الأفريقية الأطول، والممتدة لعشرين عاما، وعودة المياه لمجاريها بين الشعبين، وإعادة فتح الموانئ وتبادل الزيارات الرسمية.
وسعيا من المملكة لتأمين حركة الملاحة البحرية العالمية، أسست في 2018م كيانا جامعا للدول المطلة على حوض البحر الأحمر يضم كلا من السعودية، ومصر، واليمن، والسودان، وجيبوتي، والصومال، والأردن.
أ. د. خليفة المسعود
دبلوماسية ناجحة
وقال أستاذ التاريخ السياسي الدكتور خليفة المسعود: لعبت الدبلوماسية السعودية دورا مهما في رسم الخطوط العريضة لعلاقات المملكة العربية السعودية إقليميا وعربيا وإسلاميا وعالميا بما يتماشى مع مصالح البلاد.
وأضاف الدكتور المسعود: تميزت هذه الدبلوماسية منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه لله - بمبادئ ثابتة قوامها المصداقية، والوضوح، وإرساء السلم، وتغليب المصالح العامة للدول والشعوب، والبعد عن التصعيد الإعلامي والعسكري والإيمان التام بأن طاولة الحوار هي المكان الأنسب لمعالجة الأزمات.
وأكمل حديثه، لم يقتصر دور هذه الدبلوماسية على معالجة ما يخص علاقات المملكة الخارجية بل امتد للقيام بدور مؤثر وحيوي في حل الكثير من القضايا العربية والإسلامية والعالمية من خلال النهج الذي رسمه حكام هذه البلاد عبر سنوات طويلة.
وأشار أستاذ التاريخ السياسي، إلى أنه من خلال استعراض عابر يمكن رصد التأثير الكبير للدبلوماسية السعودية في تجنيب المنطقة الكثير من الكوارث السياسية والعسكرية، ويسجل التاريخ والمنظمات الدولية في هذا الميدان شهادة نجاح للقيادة السعودية في التعامل السلس مع جميع القضايا الثنائية بالإضافة إلى الدخول كوسيط محايد يسعى بكل إمكاناته لحل المشكلات بين الدول بعضها البعض بل وبين الجماعات المتنازعة داخل الدول نفسها، مؤكدا أن هذا لم يكن إلا نتيجة الثقة التي حظيت بها المملكة العربية السعودية من دول العالم عبر نجاحاتها الدبلوماسية المتوالية.
سعد الحامد
ويقول المستشار في المنازعات الدولية والدبلوماسي السابق سعد الحامد: لقد حققت الدبلوماسية السعودية إنجازات عديدة، يسجلها التاريخ، ويفخر بها السعوديون، ولا بد من تسليط الضوء على العديد من الجوانب المضيئة التي لعبتها السياسة الخارجية للمملكة والنمط الدبلوماسي الفاعل لتحقيق أهداف السياسة الخارجية للمملكة، ولعل انعقاد قمة العشرين 2020 في رحاب المملكة، يجعل دورها فاعلا على الصعيد الدولي، وذلك لمكانتها ودورها المحوري في الشأنين السياسي والاقتصادي في منظومة الدول الكبرى في العالم.
ويضيف الحامد، أن نشاط الدبلوماسية السعودية ونجاحاتها المستمرة جعل مكانتها ودورها محوريين على الصعيدين الإقليمي والدولي، ولعل النجاحات الباهرة في سياستها الخارجية، بقيادة خادم الحرمين وولي عهده الأمين ثبتت تلك النجاحات والتفوق اللافت.
ويشير الحامد إلى أن المملكة استطاعت أن تقدم نفسها كنموذج فريد من نوعه من خلال كم الدعم الذي قدمته من أجل المساهمة في صحة سكان العالم، ولا شك أن الحراك الدبلوماسي الذي قاده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- من خلال العديد من اللقاءات العالمية، مثل زيارة العاصمة الكورية سيئول، ولقائه رئيس جمهورية كوريا مون جاي، والتوقيع على مذكرات تفاهم وتعاون وبرنامج بين حكومتي السعودية وكوريا، وما تلتها من انعقاد قمة العشرين في أوساكا اليابانية، ولقاء الإمبراطور الياباني ناروهيتو، بقصر أكاساكا في طوكيو، ولقاءات الأمير محمد بن سلمان مع رئيس وزراء سنغافورة ورئيس وزراء الهند وزيارته لمصر ولقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي وزيارة الشيخ محمد بن زايد والعديد من القادة للمملكة، يأتي في إطار تدعيم العلاقات الودية وتعزيز المصالح المشتركة وتوطيد العلاقات الدبلوماسية.
وتركز المملكة على دعم الوحدة العربية والخليجية والإسلامية، حيث كانت من الأعضاء المؤسسين لجامعة الدول العربية في مارس 1945م، كما أنشأت رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة عام 1961م في عهد الملك سعود -طيب الله ثراه- ومنظمة المؤتمر الإسلامي في جدة عام 1969م في عهد الملك فيصل -طيب الله ثراه-، وأعلنت المملكة عن قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز -طيب الله ثراه- عام 1981م.
وحدة خليجية
وركزت السياسة السعودية منذ عهد المؤسس -طيب الله ثراه- على الوقوف مع دول الجوار ودعم وحدتها وسيادتها، إذ ربطت مصيرها بمصير دولة الكويت الشقيقة أثناء الاجتياح العراقي لأراضيها عام 1990، فكان للملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- مقولته الشهيرة «يا ترجع الكويت يا تروح السعودية معها»، فسخرت المملكة جندها وجيشها وأموالها لتحرير الكويت، وفتحت أبوابها لاستقبال الكويتيين على أراضيها.
وفي 2011م، جاء رد سفير المملكة في واشنطن حينها، عادل الجبير، على طلب هيلاري كلينتون توضيحات عن دخول قوات «درع الجزيرة» للبحرين، حيث أعلمها أن قوات «درع الجزيرة» أصبحت بالفعل فوق الجسر الذي يربط السعودية بالبحرين، فكان الرد السعودي مجسدا وحدة النسيج الخليجي.
دعم عربي
ووجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز 2015م، ببدء عملية «عاصفة الحزم» بغارات جوية على مواقع عسكرية تسيطر عليها جماعة الحوثي في صنعاء ضمن تحالف خليجي لحماية الشرعية في اليمن تلبية لنداء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لحماية البلاد من المتمردين الحوثيين الذين أصبحوا على وشك الاستيلاء على مدينة عدن.
وفي 2021م، ساهمت المملكة في تعزيز الاستثمار في المجالات الاقتصادية في جمهورية العراق من خلال تأسيس صندوق سعودي - عراقي مشترك يقدر رأس ماله بثلاثة مليارات دولار.
وكان للمملكة الدور الأبرز في توحيد الصف اللبناني وإنهاء الحرب الأهلية عبر اتفاق الطائف عام 1989م منهية بذلك حربا دامت لأكثر من خمسة عشر عاما، وتواصل الدعم السعودي للبنان، إذ وثق تقرير دولي أن حجم المساعدات التي قدمتها المملكة للبنان خلال الفترة الواقعة بين عامي 1990 و2015، يناهز الـ 70 مليار دولار، فضلا عن المشاركة في حصة كبيرة من إعادة إعمار ما هدمته الاعتداءات الإسرائيلية.
القضية الفلسطينية
ولطالما كان الموقف السعودي ثابتا وراسخا تجاه القضية الفلسطينية منذ أكثر من 90 عاما، بداية من مؤتمر لندن 1935م، الذي حضره الأميران فيصل وخالد حينها ضمن الوفد العربي الذي رفض الجلوس مع الوفد اليهودي في نفس الغرفة، وامتد دورها الواضح في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتحقيق طموحاته لبناء دولته المستقلة، في سعيها لتوحيد الصف الفلسطيني من خلال حل الخلاف بين حركة فتح وحركة حماس في «اتفاق مكة» 2007م، إذ شدد البيان الذي اتفقت عليه الحركتان على «التأكيد على تحريم الدم الفلسطيني واتخاذ الإجراءات والترتيبات التي تحول دون إراقته مع التأكيد على الوحدة الوطنية الفلسطينية» إضافة إلى «اعتماد لغة الحوار كسبيل وحيد لحل الخلافات»، وأطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- اسم «قمة القدس» على القمة العربية المقامة في الظهران 2018م، تأكيدا على أن فلسطين هي القضية الأولى بالنسبة للمملكة والعرب.
وأكد إعلان «قمة القدس» المقامة في الظهران، على مركزية القضية الفلسطينية، مشددا على «بطلان وعدم شرعية القرار الأمريكي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل»، داعيا إلى أهمية تعزيز العمل العربي المشترك المبني على منهجية واضحة وأسس متينة تحمي الأمة العربية من الأخطار المحدقة بها وتصون الأمن والاستقرار.
وإيمانا من المملكة بأن جهودها من أجل فلسطين تمثل واجبا تفرضه عقيدتها وضميرها وانتماؤها لأمتيها العربية والإسلامية، تبنت جميع القرارات الصادرة عن المنظمات والهيئات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، وبالإضافة لذلك تساهم المملكة في العديد من المؤتمرات والاجتماعات المتعلقة بحل القضية الفلسطينية عبر محطات من أبرزها مؤتمر مدريد إلى خريطة الطريق، ومبادرة السلام العربية التي اقترحها الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله- واعتمدتها الدول العربية موحدة كمشروع بقمة بيروت في مارس 2002 لحل الصراع العربي - الإسرائيلي الذي يوفر الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة.
وحرصا من المملكة على أن تكون السودان بعيدة كل البعد عن مؤشرات الألم والجوع والضيق، ظلت طيلة عقود تدعمها، إذ قدمت 8 مليارات ريال منذ 2016 حتى 2019م لحكومة البشير المخلوع، إلا أنه للأسف لم ينعكس لا شكلا ولا مضمونا على الواقع المعيشي للشعب السوداني، وجاء التأييد السعودي لما ارتآه الشعب السوداني الشقيق حيال مستقبله بعد إسقاط حكومة البشير، إيمانا منها بحق الشعب في العيش تحت ظل حكومة رشيدة تؤمن له حياة كريمة.
وفي جدة 2018، وبرعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- وقعت إثيوبيا وإريتريا معاهدة سلام منهية الحرب الأفريقية الأطول، والممتدة لعشرين عاما، وعودة المياه لمجاريها بين الشعبين، وإعادة فتح الموانئ وتبادل الزيارات الرسمية.
وسعيا من المملكة لتأمين حركة الملاحة البحرية العالمية، أسست في 2018م كيانا جامعا للدول المطلة على حوض البحر الأحمر يضم كلا من السعودية، ومصر، واليمن، والسودان، وجيبوتي، والصومال، والأردن.
دبلوماسية ناجحة
وقال أستاذ التاريخ السياسي الدكتور خليفة المسعود: لعبت الدبلوماسية السعودية دورا مهما في رسم الخطوط العريضة لعلاقات المملكة العربية السعودية إقليميا وعربيا وإسلاميا وعالميا بما يتماشى مع مصالح البلاد.
وأضاف الدكتور المسعود: تميزت هذه الدبلوماسية منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه لله - بمبادئ ثابتة قوامها المصداقية، والوضوح، وإرساء السلم، وتغليب المصالح العامة للدول والشعوب، والبعد عن التصعيد الإعلامي والعسكري والإيمان التام بأن طاولة الحوار هي المكان الأنسب لمعالجة الأزمات.
وأكمل حديثه، لم يقتصر دور هذه الدبلوماسية على معالجة ما يخص علاقات المملكة الخارجية بل امتد للقيام بدور مؤثر وحيوي في حل الكثير من القضايا العربية والإسلامية والعالمية من خلال النهج الذي رسمه حكام هذه البلاد عبر سنوات طويلة.
وأشار أستاذ التاريخ السياسي، إلى أنه من خلال استعراض عابر يمكن رصد التأثير الكبير للدبلوماسية السعودية في تجنيب المنطقة الكثير من الكوارث السياسية والعسكرية، ويسجل التاريخ والمنظمات الدولية في هذا الميدان شهادة نجاح للقيادة السعودية في التعامل السلس مع جميع القضايا الثنائية بالإضافة إلى الدخول كوسيط محايد يسعى بكل إمكاناته لحل المشكلات بين الدول بعضها البعض بل وبين الجماعات المتنازعة داخل الدول نفسها، مؤكدا أن هذا لم يكن إلا نتيجة الثقة التي حظيت بها المملكة العربية السعودية من دول العالم عبر نجاحاتها الدبلوماسية المتوالية.
ويقول المستشار في المنازعات الدولية والدبلوماسي السابق سعد الحامد: لقد حققت الدبلوماسية السعودية إنجازات عديدة، يسجلها التاريخ، ويفخر بها السعوديون، ولا بد من تسليط الضوء على العديد من الجوانب المضيئة التي لعبتها السياسة الخارجية للمملكة والنمط الدبلوماسي الفاعل لتحقيق أهداف السياسة الخارجية للمملكة، ولعل انعقاد قمة العشرين 2020 في رحاب المملكة، يجعل دورها فاعلا على الصعيد الدولي، وذلك لمكانتها ودورها المحوري في الشأنين السياسي والاقتصادي في منظومة الدول الكبرى في العالم.
ويضيف الحامد، أن نشاط الدبلوماسية السعودية ونجاحاتها المستمرة جعل مكانتها ودورها محوريين على الصعيدين الإقليمي والدولي، ولعل النجاحات الباهرة في سياستها الخارجية، بقيادة خادم الحرمين وولي عهده الأمين ثبتت تلك النجاحات والتفوق اللافت.
ويشير الحامد إلى أن المملكة استطاعت أن تقدم نفسها كنموذج فريد من نوعه من خلال كم الدعم الذي قدمته من أجل المساهمة في صحة سكان العالم، ولا شك أن الحراك الدبلوماسي الذي قاده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- من خلال العديد من اللقاءات العالمية، مثل زيارة العاصمة الكورية سيئول، ولقائه رئيس جمهورية كوريا مون جاي، والتوقيع على مذكرات تفاهم وتعاون وبرنامج بين حكومتي السعودية وكوريا، وما تلتها من انعقاد قمة العشرين في أوساكا اليابانية، ولقاء الإمبراطور الياباني ناروهيتو، بقصر أكاساكا في طوكيو، ولقاءات الأمير محمد بن سلمان مع رئيس وزراء سنغافورة ورئيس وزراء الهند وزيارته لمصر ولقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي وزيارة الشيخ محمد بن زايد والعديد من القادة للمملكة، يأتي في إطار تدعيم العلاقات الودية وتعزيز المصالح المشتركة وتوطيد العلاقات الدبلوماسية.