أمجاد سند - الدمام

يعد اليوم الوطني شاهد عيان على مرحلتين في كل حقبة زمنية، مرحلة البناء ومرحلة العطاء، واليوم نقف معا على هرم من الإنجازات والأمجاد التي كتبت بمداد من ذهب شهودا على تلك المنجزات الحضارية التي تحققت عبر الفترات الزمنية المتوالية في مختلف المجالات في الداخل والخارج، هذه الإنجازات التي غرست بذورها الأولى بيد الملك المؤسس، وبمرور الوقت أينعت وأثمرت على أيدي أبنائه ملوك هذه البلاد الطاهرة، من خلال التنظيمات الإدارية والتشريعات والتطورات الحضارية التي ينعم المواطن السعودي بثمارها.

ويقول المتخصص في تاريخ الجزيرة العربية د. عواد الشمري: اليوم الوطني يوم شكر وثناء لله -جل وعلا- على هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى، فقد كان لهذه البلاد بحكم موقعها الجغرافي، شرف الاهتمام بالحرمين الشريفين فكان من ذلك الاهتمام التوسعات الكبيرة التي تمت في مختلف الفترات التاريخية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن، ثم نرى تلك القفزات النوعية في المجال العلمي بداية بفتح المدارس للبنين والبنات، ثم البعثات الدراسية، ثم افتتاح الجامعات السعودية والصروح العلمية والتقنية والمهنية، ليكمل الأبناء ما بدأه الآباء والأجداد.

وعن المجال الاجتماعي، أضاف: مع توحيد البلاد بدأت الهجرات السكانية من البوادي إلى الأرياف، ومن الأرياف إلى المدن، في وحدة اجتماعية غير مسبوقة في تاريخ الجزيرة العربية، فكان السكان شركاء في عجلة التنمية والبناء بما يكفل التعايش السلمي لجميع المواطنين والمقيمين، فعمرت المدن وبدأت عجلة التطور حتى يومنا الحاضر.

وتابع: هذه الإنجازات التي تحققت خلال عقود من الزمان كان في كل منجز نراه اليوم بصمة خالدة وواضحة لكل ملك من ملوك هذه البلاد في مختلف المجالات، وصولا إلى هذا عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي أكمل مسيرة الخير والبناء، مع التجديد الذي ينشده الجميع وتتطلبه ظروف المرحلة الحالية في مختلف نواحي الحياة بقوة وعزم وحزم، يقف خلف تلك الإنجازات التي نعيشها اليوم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين برؤية المملكة 2030، هذه الرؤية الشامخة الطموحة التي نراها يوما بعد يوم تتضح معالمها، لتضع عنوانا جديدا في صفحة من صفحات التاريخ السعودي المشرق.

واختتم الشمري، بقوله: نحتفل اليوم ويحق لنا الاحتفال، ونفخر ويحق لنا الافتخار، بهذا التاريخ الحافل المشرق، وبهذه الإنجازات المشرفة، وهذه اللحمة المترابطة التي تحققت لنا خلال عقود من الزمان، وذلك بفضل الله جل وعلا ثم بوجود قيادة حكيمة ورؤية واضحة وشعب مخلص، نحتفل اليوم وكلنا فخر بأبناء وبنات هذا الوطن الذين أثبتوا أنهم على قدر المسؤولية، فما دخلوا ميدانا إلا وكانوا فيه الرقم الصعب الذي لا يستطيع أحد أن يتجاوزه.