محمد راشد القحطاني

مع بدء الفصل الدراسي الأول لهذا العام، أجد بأنه من حق الشعب السعودي أن يفتخر جميع أفراده بمنجزات التعليم في رؤية السعودية 2030، والتي جعلت المملكة محط أنظار العالم في تجربتها الثرية لإدارة الملف التعليمي، الأمر الذي يعكس حكمة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- بما تتضمنه من تخطيط حكيم ومتابعة مستمرة كانت خير شاهد على جهودهما في تطوير هذا الملف من خلال خطة رؤية السعودية 2030 والموازنة الخاصة بالتعليم.

فقد عقدت وزارة التعليم شراكات إستراتيجية مع معاهد عالمية تم ابتعاث الطلاب والطالبات السعوديين إليها، وتم تدشين مراكز للعلوم والرياضيات وفق منهجية STEM والتي تركز على التقنية والابتكار، وتهدف إلى رفع الكفاية المهنية للمعلمين والمشرفين. وتم كذلك تدشين معامل للابتكار الرقمي بلغ عدد المستفيدين منه أكثر من عشرين ألف مستخدم.

ورغم ما مرت به البلاد من جائحة كورونا وتوابعها إلا أنها لم تكن عائقا عن تحقيق منجزات التعليم، حيث سخرت القيادة الرشيدة كل جهودها في دعم العملية التعليمية واستمرار تطويرها مؤمنة بأن تعليم الفرد وتمكينه هو الاستثمار الأكبر الذي يساهم بدوره في قيادة مشروعات رؤية السعودية 2030 وتحقيق طموحات الشعب السعودي.

لقد أثبتت قيادتنا الرشيدة وأجهزة الدولة الحكومية كافة قدرة عالية وكفاءة منقطعة النظير في مواجهة تحديات كورونا لمواصلة مسيرة التعليم من خلال سرعة الانتقال إلى مرحلة التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد ضمن خطط محكمة تعمل على تحقيق الأهداف التعليمية. فقد تم توفير الكثير من أدوات وقنوات التعليم مثل القنوات الفضائية، والمنصات الإلكترونية، وقنوات اليوتيوب، وتصميم المحتوى الإلكتروني. وقامت وزارة التعليم كذلك بتوفير أدوات التدريب والدعم والتقييم والتحسين المستمر بما يدعم استمرارية التعليم ومرونته خلال الأزمات. وقد تم اعتبار منصة «مدرستي» من أفضل المنصات العالمية مقارنة مع أكثر من 174 دولة من خلال بحث تم إجراؤه من قبل منظمات دولية.

وفي ذلك المقام، لا يسعني إلا أن أقدم جزيل الشكر لقيادتنا الرشيدة ولكافة القائمين على وزارة التعليم على جهودهم المبذولة في تحقيق أفضل صورة لمنجزات التعليم. الأمر الذي يجعل من حق كل مواطن سعودي في هذه البلاد أن يفخر بقيادته ويعتز بوطنيته، ويكفي أنه يرى قول الشاعر يتحقق على أرض وطنه:

فكل بلاد جادها العلم أزهرت ** رباها وصارت تنبت العز لا العشبا

والآن، فالكرة في ملعبكم أيها الطلبة والطالبات، حان دوركم في بذل أقصى جهودكم للتعلم، وأن تكون لكم مساهمة كبيرة في تحقيق أفضل منجزات التعليم، ورفع شأن بلادكم، من خلال مشاركتكم في تنفيذ الخطط التعليمية ومواصلة مسيرة التعلم والتطوير والإبداع.

mohammed.al_qahtani@yahoo.com