صالح بن حنيتم

الغرقان بالمخالفات ما يبالي بـ (الفلاش)، يقول المثل الشعبي المعروف (الغرقان لا يبالي بالرشاش)، وهذا واقع لأن مفردة (غرق) أشد وقعا على النفس من (الرشاش) المطر الخفيف لمَنْ يجهل معنى الكلمة، وحديثي اليوم عن أحوال من غرق (إلى شوشته) في المخالفات المرورية ولسان حاله مع ارتكاب المزيد من المخالفات (خربانة خربانة)... لذا تم تحوير المثل ليصبح عنوانا مناسبا لمَنْ عليه مئات المخالفات أو أكثر وهؤلاء لن يزعجهم أو يردعهم (فلاش) التحكم المروري عند الإشارة أو على الطريق لرصد مخالفة جديدة.

والخوف يكمن من وجود هؤلاء بيننا على الطرق، فهذا يقول خربانة خربانة والآخر (بايعها بايعها) وبعد أن أصبح الطريق للجنسين وزاد معدل الحركة المرورية، ومعها وجب الحذر من الجميع سواء المخالفون وغيرهم حتى لا نقع في حسابات النسب الطردية، التي مفادها إذا زاد عدد المركبات على الطريق سيزيد معه أعداد الحوادث وهذا ليس صحيحا، خاصة إذا واكب زيادة العدد زيادة وعي واستبعدنا المخالفين من الحسبة.

الخوف ممن مازال يقود سيارته وعليه مخالفات تقدر بعشرات الألوف من الريالات من الشباب، فهؤلاء كما أسلفت لن يردعهم وهج (فلاش) كاميرات تحكم (ساهر) سابقًا والأسوأ من ذلك أن أغلبهم لن يتردد في قطع الإشارت المرورية حتى إن كانت عالية؛ لأن زيادة قيمة المخالفة لا تعنيه، بل إن بعضهم يتفاخر كونه وصل لرقم قياسي من المخالفات ولا استبعد أن يتسابق بعض المهووسين بالأرقام القياسية المطالبة بتسجيل منجزهم في موسوعة جينيس، وهنا مكمن الخطر ممن سلوكياتهم على الطرق ممقوتة، ووجودهم بيننا قنابل موقوتة، والحل في إيجاد حلول عاجلة لحل مشكلة أصحاب المخالفات المتراكمة لا أن يبقى الوضع كما هو عليه...

طرحت بعض المقترحات في مقالات سابقة، ولا مانع أن أعيد طرحها هنا،

أولا أن يعقد المرور ورشة عمل (عصف ذهني) لحل المشكلة، يحضرها كل مَنْ لهم علاقة بالموضوع من تعليم وصحة وغيرهما، فشباب الوطن ممن تراكمت عليهم المخالفات لن يكون الحل في سجنهم أو إيقاف خدماتهم أو تركهم، فمستقبلهم والحفاظ على حياتهم وحل ما يعيق مستقبلهم يهم جميع الإدارات.

ثانيا، إيجاد عمل كخارج دوام يسدد من خلاله المخالفات، التي عليه من المبالغ.. قد يقول قائل هم حصلوا على وظيفة من الأساس حتى يعملوا بوظيفة أخرى لأن البطالة قد تكون أحد أهم الأسباب!؟

ثالثا، التطوع مع الجمعيات الخيرية بمبالغ تساهم في تسديد المخالفات، ولا ننسى تحفيز المخالفين بخصم نسب متفاوتة لكل ستة أشهر أو سنة، وكلما زادت المدة دون ارتكاب مخالفات تزيد النسبة والهدف من مثل هذه المقترحات إرجاع المخالفين إلى المسار الصحيح عن قناعة وليس الاستمرار في طريق المخالفات معرضين حياتهم وحياة الآخرين للخطر، فالهدف حماية وتهذيب وليس غرامة وتعذيبا.. وأكيد مع وجود قامات في الورشة المقترحة سنجد توصيات ومقترحات تقود إلى نتائج رائعة وثمار يانعة.

على سبيل المثال، مع تطبيق التحفيز عن طريق الخصم سوف يترك أصداء واسعة في المجتمع، خاصة لدى المخالفين بأن إدارات المرور هدفها من المخالفات حماية الشباب من الهلاك؛ لأنهم ثروة الوطن الحقيقية وليس الجباية كما يردد البعض! وكل عام والوطن بخير.

‏Saleh_hunaitem@