تتزين بلادنا بالبهجة والسرور باليوم الوطني، ويتجدد لها الحب في كل سنة، وهذا الحب هو موجود معنا في كل يوم، وهو يتوهج أكثر ويشرق في هذا اليوم العزيز على قلوبنا. والوطن بلا أدنى شك هو لنا دار وحضن وامتنان.
وقد قيل الكثير من النثر والشعر في حب الأوطان، ومن جميل ما قيل في الوطن وفي محبته ما قاله الشاعر (المتشائم) ابن الرومي: ولي وطن آليت ألا أبيعه... وألا أرى غيري له الدهر مالكا، وحبب أوطان الرجال إليهم... مآرب قضاها الشباب هنالكا، إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم.. عهود الصبا فيها فحنوا لذاكا.
ويشهد لهذا الارتباط العميق بين الإنسان وموطنه ما ورد في الحديث النبوي من قوله عليه الصلاة والسلام في حبه لمكة المكرمة: «ما أطيبك من بلد وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك».
ومحبة الوطن عمل وليس فقط شعارات وأفراح وليالي ملاح، بل وراءه بذل وعطاء وجهد ليكون عشقا واقعيا لا مثاليا أفلاطونيا. ويظهر لنا ذلك جليا حين نؤدي واجباتنا تجاهه بتفان بغض النظر عن حجم أو ثقل أعمالنا، وبغض النظر عن كبر أو صغر المهام التي نؤديها (فكل ميسر لما خلق له) ما دام أن مصلحة الوطن هي أهم من مصالحنا، وأهم من رغباتنا من أجل أن تتوافق الأقوال مع الأفعال.
وبهذه المناسبة وكم تحدثنا سابقا في عدة مسائل وقضايا حين تطرقنا إلى موضوع المسؤولية المجتمعية بشتى صورها وأنواعها، ففيها يتضح شكل من أشكال حب الوطن والانتماء إليه بصدق. ومن الأمثلة هي تلك المشاركات الذي يقوم بها البعض في المجالات الخيرية والتطوعية، والتي يظهر فيها البذل والعطاء في أبهى حلة.
وفي أجواء اليوم الوطني لا بد من أن نتذكر ما يسطره جنودنا البواسل على الحدود من بطولات وملاحم وتضحيات (ردهم الله لنا سالمين وغانمين) فتلك أروع وأشرف قمة للعطاء والبذل من أجل الدين والوطن، ومن أجل حماية والدفاع عن بلادنا لننعم نحن بهذا الأمن والأمان، بفضل الله ونعمته علينا.
وأما من ناحية تاريخية، فلعل البعض يتساءل لماذا كان يوم (23) من سبتمبر هو اليوم الوطني؟ والسبب وراء ذلك أنه اليوم الذي تم تحويل اسم الوطن من (مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها) إلى (المملكة العربية السعودية) وذلك ابتداء من يوم الخميس (21) جمادى الأولى من عام 1351 هجري والموافق (23) سبتمبر من عام 1932 ميلادي.
وعلى الصعيد الآخر فإننا أيضا نفرح للأخبار والإنجازات التي تأتي عن بلدنا ووطننا في هذه السنة، فبحسب تقرير (السعادة العالمي) لعام (2021م)، والصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، فالمملكة العربية السعودية تحتل المركز الأول عربيا، والواحد والعشرين (21) عالميا في مؤشر السعادة الصادر عن الأمم المتحدة. وهي قفزة رائعة وموفقة بعد أن كنا في المركز (27) سابقا. وهذا يجعلنا نزداد فخرا بوطننا حيث تقدمنا في هذا عن السابق في ظل جائحة كورونا والتي كان لها جوانب سلبية مؤثرة في عدة نواحٍ من الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتعليمية ومع ذلك استطاعت المملكة أن تحرز التقدم في هذا السباق الذي يصب في الأخير على سعادة المواطن وطمأنينته. بل كانت أنموذجا مشرفا في التعامل مع هذه الجائحة حيث جعلت المواطن والمقيم بل صحة الإنسان الذي يعيش على أرضها من الأولويات القصوى والضرورية.
وعودا على بدء، فالنفس البشرية السليمة وبفطرتها الطبيعية تحب وتتنفس الوطن، فما بالك إذا كان الوطن يبذل الغالي والنفيس من أجل صحة وأمن وأمان شعبه وأبنائه.
abdullaghannam@
وقد قيل الكثير من النثر والشعر في حب الأوطان، ومن جميل ما قيل في الوطن وفي محبته ما قاله الشاعر (المتشائم) ابن الرومي: ولي وطن آليت ألا أبيعه... وألا أرى غيري له الدهر مالكا، وحبب أوطان الرجال إليهم... مآرب قضاها الشباب هنالكا، إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم.. عهود الصبا فيها فحنوا لذاكا.
ويشهد لهذا الارتباط العميق بين الإنسان وموطنه ما ورد في الحديث النبوي من قوله عليه الصلاة والسلام في حبه لمكة المكرمة: «ما أطيبك من بلد وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك».
ومحبة الوطن عمل وليس فقط شعارات وأفراح وليالي ملاح، بل وراءه بذل وعطاء وجهد ليكون عشقا واقعيا لا مثاليا أفلاطونيا. ويظهر لنا ذلك جليا حين نؤدي واجباتنا تجاهه بتفان بغض النظر عن حجم أو ثقل أعمالنا، وبغض النظر عن كبر أو صغر المهام التي نؤديها (فكل ميسر لما خلق له) ما دام أن مصلحة الوطن هي أهم من مصالحنا، وأهم من رغباتنا من أجل أن تتوافق الأقوال مع الأفعال.
وبهذه المناسبة وكم تحدثنا سابقا في عدة مسائل وقضايا حين تطرقنا إلى موضوع المسؤولية المجتمعية بشتى صورها وأنواعها، ففيها يتضح شكل من أشكال حب الوطن والانتماء إليه بصدق. ومن الأمثلة هي تلك المشاركات الذي يقوم بها البعض في المجالات الخيرية والتطوعية، والتي يظهر فيها البذل والعطاء في أبهى حلة.
وفي أجواء اليوم الوطني لا بد من أن نتذكر ما يسطره جنودنا البواسل على الحدود من بطولات وملاحم وتضحيات (ردهم الله لنا سالمين وغانمين) فتلك أروع وأشرف قمة للعطاء والبذل من أجل الدين والوطن، ومن أجل حماية والدفاع عن بلادنا لننعم نحن بهذا الأمن والأمان، بفضل الله ونعمته علينا.
وأما من ناحية تاريخية، فلعل البعض يتساءل لماذا كان يوم (23) من سبتمبر هو اليوم الوطني؟ والسبب وراء ذلك أنه اليوم الذي تم تحويل اسم الوطن من (مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها) إلى (المملكة العربية السعودية) وذلك ابتداء من يوم الخميس (21) جمادى الأولى من عام 1351 هجري والموافق (23) سبتمبر من عام 1932 ميلادي.
وعلى الصعيد الآخر فإننا أيضا نفرح للأخبار والإنجازات التي تأتي عن بلدنا ووطننا في هذه السنة، فبحسب تقرير (السعادة العالمي) لعام (2021م)، والصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، فالمملكة العربية السعودية تحتل المركز الأول عربيا، والواحد والعشرين (21) عالميا في مؤشر السعادة الصادر عن الأمم المتحدة. وهي قفزة رائعة وموفقة بعد أن كنا في المركز (27) سابقا. وهذا يجعلنا نزداد فخرا بوطننا حيث تقدمنا في هذا عن السابق في ظل جائحة كورونا والتي كان لها جوانب سلبية مؤثرة في عدة نواحٍ من الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتعليمية ومع ذلك استطاعت المملكة أن تحرز التقدم في هذا السباق الذي يصب في الأخير على سعادة المواطن وطمأنينته. بل كانت أنموذجا مشرفا في التعامل مع هذه الجائحة حيث جعلت المواطن والمقيم بل صحة الإنسان الذي يعيش على أرضها من الأولويات القصوى والضرورية.
وعودا على بدء، فالنفس البشرية السليمة وبفطرتها الطبيعية تحب وتتنفس الوطن، فما بالك إذا كان الوطن يبذل الغالي والنفيس من أجل صحة وأمن وأمان شعبه وأبنائه.
abdullaghannam@