يوسف الحربي

أعلنت قبل أيام إستراتيجية الفنون البصرية التابعة لوزارة الثقافة، والتي من خلالها تضع مخططات عمل تستقبل بها الطاقات الوطنية والخبرات والمهتمين والفنانين والمثقفين في كل المجالات والمنظمين والمطلعين على الأمور اللوجستية من كل نواحي الاستشراف العام للحركة الثقافية ومميزاتها البصرية في المملكة على امتداد تواصلها، حيث ستعمل على تنفيذ ١٢ برنامجًا و٤٣ مبادرة تندرج تحت هذه البرامج.

مع الرغبة في خلق فرص التمكين والتحفيز القادرة على ضمان أرضية عمل مناسبة لكل الأطراف، خاصة مع الدور الكبير لوزارة الثقافة في تحريك الدوافع الاستثمارية وخلق التواصل الواعي بين الثقافة والترفيه والسياحة والمجتمع والمعرفة والاقتصاد، باعتبار أنها تدخل ضمن النشاط الاقتصادي الوطني.

وباعتبار أن الأرضية وحتى تكون مبسطة وسانحة وقابلة لاحتواء الشغف الثقافي، لدى كل الأطراف العاملة بحماس وحيوية، تحتاج لمخطط عمل وتعاون، فقد وضعت هيئة الفنون البصرية إستراتيجية عمل ذات رؤية شاملة وأهداف متنوعة، أهمها أن تكون المملكة مركزًا إقليميا للفنون البصرية، وهو ليس بالأمر الصعب إذا ما قِسناه بتجارب أبنائنا وبناتنا الفنانين ودورهم الفني وحضورهم المميز إقليميًا ودوليًا، خاصة بالابتكار بالبحث، وبالخصوصية السعودية مع الارتكاز على عدة مفاهيم، منها الموروث الشعبي والبيئي والحضاري والبشري، وهو ما جعلها تتفوق من خلال العرض والنشاط والأداء، وكذلك التميّز السعودي على مستوى الكتابة في الفنون والبحث النقدي، والاهتمام بكل التطورات الفنية البصرية والتقنية في العالم.

إن الإستراتيجية بكل تفاصيل عملها ستكون فيها فرص للتمكين ذات أبعاد مهمة ومحفّزة على مستوى الأفكار والمبادرات مع استشراف كل جديد، واحتواء كل طاقة، وتوليف التعاون بينها وبين كل الجهات الرسمية والثقافية والجامعية، خاصة مع دعم برامج تعليم الفنون البصرية، والوصول للمراجع والتواصل المحلي، والبحث في عمقه البصري واستلهام المفاهيم عن طريقه، مع دعم كل الأنشطة من عرض ومشاركة وتواصل بين كل الأطراف، وتشجيع فكرة الاقتناء - والتي لا تكون من فراغ بل نتاج وعي وثقة وفهم للجمالي - والإقامات الفنية وهو ما سيتوازى مع بقية المشاريع، ومنها ترميم المدن التاريخية وتطوير السياحة ودعم المشهد الإبداعي.

إنها قفزة مهمة وبرنامج عمل مدروس لابد أن يتفاعل في العمل أيضًا مع حصر القطاع والخبرات والفنانين والفاعلين والفضاءات الحالية، والتي ستقام مستقبلًا حتى تكون قادرة على استيعاب المبادرات والأفكار مع خلق تعاون بحثي أكاديمي محلي إقليمي ودولي حتى يكون هناك تبادل وتحفيز تطويري قادر على نشر الوعي بالجمالي الذي سيؤثر حتمًا على المشهد الثقافي والمجتمعي باستقطاب الخبرات، وتوسيع دوائر التمكين وخلق منافذ بحث بين مختلف القطاعات والانفتاح على الخبرات المحلية والإقليمية والدولية بتوسيع دوائر الثقة في العمل على أرضية إبداعية.

@yousifalharbi