الناشط السياسي التونسي فتحي الورفلي لـ «اليوم»:
قال الأكاديمي والناشط السياسي التونسي فتحي الورفلي، إن بلاده تمر بمرحلة انتقالية بالغة الأهمية في تاريخها تتطهر خلالها من جماعة الإخوان الإرهابية التي سعت إلى تدمير البلاد وإسقاطها في فخ الفوضى والخراب. وشدد الورفلي في حوار مع «اليوم» على أن الأحداث الأخيرة في تونس كتبت شهادة وفاة حركة النهضة الإخوانية بعدما فقدت أي تأثير لها في البلاد، لافتا إلى أن راشد الغنوشي مؤسس النهضة ورئيس البرلمان المجمد كان يتاجر بالبشر ودفع بخيرة شباب تونس إلى بؤر الإرهاب.
وأشار السياسي فتحي الورفلي إلى أن قيادات النهضة ومن تحالف معهم وأجرم بحق تونس سيخضع للمحاكمة قريبا، لافتا إلى أن «الإخوان» دمرت المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية في تونس ونهبت 35 مليار دولار خلال 10 أعوام، وخانت الأمانة وخدمت أجندات خارجية، ووصف المملكة بأنها صمام أمان المنطقة، مشيدا بدعمها على الصعيد الدبلوماسي لخيارات الشعب التونسي ولقرارات الرئيس قيس سعيد، إضافة إلى الدعم اللوجستي لمواجهة جائحة كورونا.. فإلى نص الحوار:
- كيف يمكن توصيف المشهد السياسي في تونس في الوقت الراهن؟
تمر تونس بمرحلة دقيقة ومفصلية في تاريخها بعد القرارات التاريخية التي اتخذها الرئيس قيس سعيد في 25 يوليو، وكان أبرزها تجميد البرلمان وحل الحكومة، وهي قرارات تصحيحية لاستعادة المسار الصحيح للبلاد بعد محاولة جماعة الإخوان الإرهابية متمثلة في حركة النهضة وزعيمها الذي للأسف كان على رأس البرلمان، راشد الغنوشي.
ومنذ هذه اللحظة لم تصمت النهضة والتنظيم الإخواني الدولي؛ إذ تحرك الغنوشي وأنصاره بعد ساعات من قرارات الرئيس لاقتحام البرلمان، لكن الأمن كان لهم بالمرصاد، ثم بدأ الرئيس في دراسة الموقف بعناية وتأنٍ من أجل العبور بهذه المرحلة الانتقالية إلى بر الأمان دون التعجل في اتخاذ قرارات، رافضا أي ضغوط من الإخوان أو إملاءات خارجية للتراجع قيد أنملة عن أي قرار.
ولم تهدأ النهضة وسعت عبر بيانات وتحركات عدة، منها حشد داخلي واستقواء دولي من أجل العودة لصدارة المشهد، ولكن الرئيس قيس سعيد قطع على الحركة الإخوانية وجميع مناصريها كل خطوط الرجعة.
ومن بين التحركات الإخوانية لبث الفوضى والقلاقل في البلاد ما حدث في 18 من سبتمبر الجاري أمام المسرح البلدي في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة، وهو ما وصفه الرئيس بالمهزلة والمسرحية، إذ دعا الإخوان لوقفة كبرى لم يستجب لها إلا أعداد تعد على أصابع اليد الواحدة من أجل مزاعم بأن الشعب التونسي يرفض التدابير الاستثنائية، وللرد عليهم خرج مؤيدون لقيس سعيد طالبوا بحل البرلمان، ورددوا شعارات ضد حزب النهضة وزعيمه راشد الغنوشي رئيس البرلمان، ما يؤكد أن المحاولات اليائسة للنهضة لن تترك أي أثر.
تونس الآن هي تونس ما بعد 25 يوليو، وهو ما شدد عليه الرئيس قيس سعيد في كلمته في مدينة «سيدي بوزيد» مهد ثورة 2011، إذ أكد أنه سيحافظ على وعده للشعب التونسي بالحفاظ على حقوقه وتحقيق مطالبه، كما أعلن التحدي ضد ممن يفتعلون الأزمات في تونس حتى الانتصار، كما قال إنه لا مجال للتراجع، واتهم الإخوان صراحة أنهم يحاولون استثارة الشارع بتوزيع الأموال، لبث الفوضى والفتنة في البلاد.
الرئيس سعيد أنقذ تونس من الإخوان ومن الغنوشي المتآمر على أمن الدولة والأمن العام، والذي كان يدفع بشباب تونس لبؤر التوتر والإرهابيين.
الرئيس التونسي بدأ في إصدار أوامر ومراسيم لاستمرار عمل مؤسسات الدولة (اليوم)
- كيف ترى تمديد الرئيس قيس سعيد الإجراءات الاستثنائية؟
التدابير الاستثنائية احترمت ما ينص عليه الدستور، الرئيس ذهب إلى ما أبعد بتأكيده أن التدابير الاستثنائية ستتواصل، وقال «إنه وضع أحكاما انتقالية وسيتم تكليف رئيسا للحكومة»، قيس سعيد بدأ في إصدار أوامر رئاسية ومراسيم لاستمرار عمل مؤسسات الدولة ولم تتسبب هذه القرارات في تعطيل الجهات الرسمية، انتظارا لخطوات مهمة تعيد للبلاد للمسار الديمقراطي الصحيح.
والرئيس يسعى إلى تثبيت قراراته والتأكيد على صحتها من الوضع القانوني وأمام المنظمات الدولية، بدليل أن صندوق النقد الدولي منح تونس قرضا بـ 500 مليون دولار تم وضعه في الخزينة العامة باسم رئاسة الجمهورية، وهي رسالة للعالم بأن دور البرلمان الإخواني ولجنته المالية انتهى تماما.
- وهل تأخر قيس سعيد في تشكيل الحكومة أم أنه ضروري لاختيار الأكفأ؟
لم يتأخر الرئيس قيس سعيد لأن الفترة حرجة جدا وتحتاج إلى تأنٍ، خاصة أن أي قرار سيكون تحت الأضواء وسيتعرض للنقد. mوالرئيس كشف عن هول كارثة من الفساد تركته حركة النهضة وبدأ في مواجهته بقوة خاصة أن الفساد كان يعشعش في جميع مفاصل الدولة، لذا طلب تقارير من مؤسسة دائرة الحسابات والمحكمة الإدارية بهذا الشأن، وبدأ في تطهير القضاء، وهناك تقارير تؤكد تورط قيادات النهضة وحزب قلب تونس في قضايا فساد كبرى، إضافة إلى تورط مسؤولي عدد من الجمعيات الخيرية في استغلالها لتمويل الإرهاب، وسوف نشهد خلال الأيام القادمة حل النهضة وقلب تونس والجمعيات التي تبث المال السياسي الفاسد.
- هل لا يزال هناك مخطط إخواني لبث الفوضى في تونس؟
النهضة والأحزاب الموالية لها كانت تبث الفوضى بالمال السياسي عن طريق توزيع مبالغ مالية على الفقراء في الأحياء الشعبية في جميع المدن والمناطق، ثم استقطاب هؤلاء البسطاء واستغلالهم في المظاهرات وغيرها من صور الفوضى، لكن الرئيس قيس سعيد انتبه جيدا لهذا المخطط وأصدر تعليماته لمسؤولي المدن والمناطق بالوقوف بقوة أمام هذه التجاوزات وتجفيف منابع هذا التمويل.
- هل هناك جبهة وحدة وطنية لدعم قيس سعيد ضد مؤامرات الإخوان؟
نعم هناك تشكيل على مستوى جبهة وحدة وطنية، مثل ائتلاف صمود وائتلاف 25 يوليو وجبهة الإنقاذ، ويسعى لدعم الرئيس قيس سعيد ضد ما يحاك ضده من مؤامرات وفتن من حركة النهضة الإخوانية لإسقاط تونس في فخ الفوضى.
كما أطلقت 5 أحزاب هي: «التيار الشعبي، حركة الشعب، والوطنيين الديمقراطيين الموحد، البعث، وتونس إلى الأمام»، مشاورات لتشكيل جبهة سياسية واسعة لاستكمال مسار 25 يوليو بعد تفعيل الفصل 80 من الدستور وتجميد البرلمان.
وتطالب القوى السياسية التونسية الرئيس بالضرب بيد من حديد ضد الفساد والكشف عن ملفات الإرهاب والاغتيالات والجهاز السري لحركة النهضة الإخوانية.
تونسيون ناقمون على سيطرة «النهضة» على بلادهم، يطالبونها بالرحيل (اليوم)
- كيف رأيت استقواء نواب تونسيين بالخارج ضد بلدهم؟
هم نواب ينتمون لحركة النهضة، وهو موقف ليس غريبا على الإخوان الذين استنجدوا بالخارج واللوبي الصهيوني الأمريكي ضد بلدهم، كما تقدموا بمذكرات احتجاج إلى الاتحاد الأوروبي تتضمن أكاذيب بشأن ما حدث في 25 يوليو، واشترى التنظيم الدولي الإخواني ذمم إعلاميين وصحفيين في صحف أوروبية من أجل نشر مقالات تشوه الرئيس التونسي وتصف قراراته بالانقلاب على الشرعية، بينما في الداخل تتبع الحركة أسلوبا ناعما يظهر عدم قدرتها على مواجهة الرئيس، لكنها تتحين الفرص من أجل استعادة دورها التخريبي.
- هل هناك استطلاعات تؤكد تراجع تأثير النهضة؟
الواقع يؤكد ذلك دون الحاجة إلى استطلاعات، وهو ما ظهر بشكل قاطع في 18 سبتمبر فلم يشارك عناصر ولا قيادات النهضة في هذه الأحداث وإنما أرسل الإخوان عددا من المأجورين مقابل المال، من أجل الوقوف لعدة دقائق على أمل توصيل رسالة للخارج بأن هناك غضبا شعبيا ضد الرئيس، لكن المأجورين انصرفوا بعد دقائق من المشاركة، وهنا نتساءل أين المليون ناخب الذين كانت تتباهى بهم النهضة؟
لم يشارك أكثر من 200 شخص وكان بينهم إعلاميون ورجال أمن ومواطنون، أي أن أنصار النهضة كانوا عشرات ما جعلهم يبثون صورا مزورة عن كثرة العدد.
النهضة وقعت في 18 سبتمبر على شهادة وفاتها في تونس فلم يعد لها أي رصيد سياسي بين النخبة أو في الشارع، وانتهت تماما ما تسمى جماعات «الإسلام السياسي» سواء في تونس أو شمال أفريقيا أو في المنطقة عامة.
تونسية ترفع العلم في مسيرة مؤيدة لقرارات الرئيس قيس سعيد بحل البرلمان (أ ف ب)
- وما التحركات الجديدة للإخوان للعودة إلى المشهد السياسي؟
انتهى الغنوشي وحركته في تونس والمنطقة، لكن لا يزال هناك مؤامرات تحاك ضد الدولة التونسية يقودها التنظيم الدولي الإخواني بدعم الغنوشي وحلفائه، منها حشد 14 ألف إرهابي على الحدود الليبية التونسية، ويتوهم الغنوشي أن بمقدور الإخوان تهديد تونس من خلالهم ودخول البلاد عنوة وهو ما انتبهت إليه الأجهزة الأمنية التونسية وحذرت بقوة نظيرتها الليبية من خطورة وجودهم على الحدود، وتعد العاصمة الليبية طرابلس البؤرة الأخيرة للإخوان، وما نأمله القضاء عليهم تماما وتجريدهم من السلاح والزج بهم في السجون.
الرئيس قيس سعيد فطن جيدا منذ توليه حكم تونس إلى خطوة المؤامرات الإخوانية بإفساد علاقة تونس بالأشقاء في الخليج والمنطقة العربية، والأصدقاء في أوروبا والعالم، لذا تصدى بقوة لتغولهم في مؤسسات الدولة وتمكن من القضاء عليهم واجتثاث خطرهم لكنهم يعافرون من أجل العودة وسيفشلون.
الغنوشي المتآمر الأكبر على أمن واستقرار تونس كان يتاجر بالبشر مستغلا إشرافه على منظمة الهجرة غير الشرعية في تونس، وقد ظهر ذلك بعدما تم تجميد البرلمان بتهديده أوروبا بأنه سيغرقها بنصف مليون شاب تونسي، وبالفعل بعد هذا التهديد انطلقت رحلات غير شرعية إلى إيطاليا وفرنسا كان وراءها الغنوشي.
- متى يحاكم قيادات النهضة على جرائمهم؟
لا يخفى على الرئيس ومؤسسات الدولة ما يحاك من فتن ودسائس من التنظيم الدولي الإخواني من أجل عودة الفوضى للبلاد، وهذا ما سيدفع الرئيس بعد الإجازة القضائية للإيعاز للجهات المعنية بالبدء في محاكمة قيادات الصف الأول بالنهضة ومن تحالف معهم وأجرم بحق البلاد، النهضة نهبت 35 مليار دولار خلال 10 أعوام، وخانت الأمانة وخدمت أجندات خارجية، والرئيس لديه تقارير يستند إليها تؤكد تورط قيادات ومسؤولي النهضة ومتحالفين معهم في تخريب البلاد، للأسف تمكنت النهضة الإخوانية من تحويل تونس إلى مزرعة وضيعة خاصة، ولم نر منها ومؤسسها الغنوشي إلا الدمار.
- كيف ترى دور المملكة في دعم خيارات الشعب التونسي؟
نتقدم بوافر الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، ولجميع الأشقاء من أبناء المملكة على دعمهم ووقفتهم الكبيرة سواء بالدعم الدبلوماسي لخيارات الشعب وقرارات الرئيس قيس سعيد، أو بالدعم اللوجستي في ظل تفشي جائحة كورونا وتسيير جسر جوي من المساعدات الطبية.
وهي مواقف ليست غريبة على المملكة التي تعد صمام أمان العرب والمسلمين ضد أي محاولات للعبث بأمنهم واستقرارهم، وقدمت في العديد من المواقف السياسية الدولية المشرفة نموذجا مشرفا يحتذى به في العالم بأسره، وصارت الشريك الدائم في حل القضايا الدولية والإقليمية والعربية، ولها أدوار بارزة في المصالحة بين عدد من الدول والتصدي بقوة لخطورة الإرهاب، ونجحت بقوة في تقليم أظافر دول إقليمية سعت أن يكون لها نفوذ بالمنطقة.
وأشار السياسي فتحي الورفلي إلى أن قيادات النهضة ومن تحالف معهم وأجرم بحق تونس سيخضع للمحاكمة قريبا، لافتا إلى أن «الإخوان» دمرت المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية في تونس ونهبت 35 مليار دولار خلال 10 أعوام، وخانت الأمانة وخدمت أجندات خارجية، ووصف المملكة بأنها صمام أمان المنطقة، مشيدا بدعمها على الصعيد الدبلوماسي لخيارات الشعب التونسي ولقرارات الرئيس قيس سعيد، إضافة إلى الدعم اللوجستي لمواجهة جائحة كورونا.. فإلى نص الحوار:
- كيف يمكن توصيف المشهد السياسي في تونس في الوقت الراهن؟
تمر تونس بمرحلة دقيقة ومفصلية في تاريخها بعد القرارات التاريخية التي اتخذها الرئيس قيس سعيد في 25 يوليو، وكان أبرزها تجميد البرلمان وحل الحكومة، وهي قرارات تصحيحية لاستعادة المسار الصحيح للبلاد بعد محاولة جماعة الإخوان الإرهابية متمثلة في حركة النهضة وزعيمها الذي للأسف كان على رأس البرلمان، راشد الغنوشي.
ومنذ هذه اللحظة لم تصمت النهضة والتنظيم الإخواني الدولي؛ إذ تحرك الغنوشي وأنصاره بعد ساعات من قرارات الرئيس لاقتحام البرلمان، لكن الأمن كان لهم بالمرصاد، ثم بدأ الرئيس في دراسة الموقف بعناية وتأنٍ من أجل العبور بهذه المرحلة الانتقالية إلى بر الأمان دون التعجل في اتخاذ قرارات، رافضا أي ضغوط من الإخوان أو إملاءات خارجية للتراجع قيد أنملة عن أي قرار.
ولم تهدأ النهضة وسعت عبر بيانات وتحركات عدة، منها حشد داخلي واستقواء دولي من أجل العودة لصدارة المشهد، ولكن الرئيس قيس سعيد قطع على الحركة الإخوانية وجميع مناصريها كل خطوط الرجعة.
ومن بين التحركات الإخوانية لبث الفوضى والقلاقل في البلاد ما حدث في 18 من سبتمبر الجاري أمام المسرح البلدي في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة، وهو ما وصفه الرئيس بالمهزلة والمسرحية، إذ دعا الإخوان لوقفة كبرى لم يستجب لها إلا أعداد تعد على أصابع اليد الواحدة من أجل مزاعم بأن الشعب التونسي يرفض التدابير الاستثنائية، وللرد عليهم خرج مؤيدون لقيس سعيد طالبوا بحل البرلمان، ورددوا شعارات ضد حزب النهضة وزعيمه راشد الغنوشي رئيس البرلمان، ما يؤكد أن المحاولات اليائسة للنهضة لن تترك أي أثر.
تونس الآن هي تونس ما بعد 25 يوليو، وهو ما شدد عليه الرئيس قيس سعيد في كلمته في مدينة «سيدي بوزيد» مهد ثورة 2011، إذ أكد أنه سيحافظ على وعده للشعب التونسي بالحفاظ على حقوقه وتحقيق مطالبه، كما أعلن التحدي ضد ممن يفتعلون الأزمات في تونس حتى الانتصار، كما قال إنه لا مجال للتراجع، واتهم الإخوان صراحة أنهم يحاولون استثارة الشارع بتوزيع الأموال، لبث الفوضى والفتنة في البلاد.
الرئيس سعيد أنقذ تونس من الإخوان ومن الغنوشي المتآمر على أمن الدولة والأمن العام، والذي كان يدفع بشباب تونس لبؤر التوتر والإرهابيين.
- كيف ترى تمديد الرئيس قيس سعيد الإجراءات الاستثنائية؟
التدابير الاستثنائية احترمت ما ينص عليه الدستور، الرئيس ذهب إلى ما أبعد بتأكيده أن التدابير الاستثنائية ستتواصل، وقال «إنه وضع أحكاما انتقالية وسيتم تكليف رئيسا للحكومة»، قيس سعيد بدأ في إصدار أوامر رئاسية ومراسيم لاستمرار عمل مؤسسات الدولة ولم تتسبب هذه القرارات في تعطيل الجهات الرسمية، انتظارا لخطوات مهمة تعيد للبلاد للمسار الديمقراطي الصحيح.
والرئيس يسعى إلى تثبيت قراراته والتأكيد على صحتها من الوضع القانوني وأمام المنظمات الدولية، بدليل أن صندوق النقد الدولي منح تونس قرضا بـ 500 مليون دولار تم وضعه في الخزينة العامة باسم رئاسة الجمهورية، وهي رسالة للعالم بأن دور البرلمان الإخواني ولجنته المالية انتهى تماما.
- وهل تأخر قيس سعيد في تشكيل الحكومة أم أنه ضروري لاختيار الأكفأ؟
لم يتأخر الرئيس قيس سعيد لأن الفترة حرجة جدا وتحتاج إلى تأنٍ، خاصة أن أي قرار سيكون تحت الأضواء وسيتعرض للنقد. mوالرئيس كشف عن هول كارثة من الفساد تركته حركة النهضة وبدأ في مواجهته بقوة خاصة أن الفساد كان يعشعش في جميع مفاصل الدولة، لذا طلب تقارير من مؤسسة دائرة الحسابات والمحكمة الإدارية بهذا الشأن، وبدأ في تطهير القضاء، وهناك تقارير تؤكد تورط قيادات النهضة وحزب قلب تونس في قضايا فساد كبرى، إضافة إلى تورط مسؤولي عدد من الجمعيات الخيرية في استغلالها لتمويل الإرهاب، وسوف نشهد خلال الأيام القادمة حل النهضة وقلب تونس والجمعيات التي تبث المال السياسي الفاسد.
- هل لا يزال هناك مخطط إخواني لبث الفوضى في تونس؟
النهضة والأحزاب الموالية لها كانت تبث الفوضى بالمال السياسي عن طريق توزيع مبالغ مالية على الفقراء في الأحياء الشعبية في جميع المدن والمناطق، ثم استقطاب هؤلاء البسطاء واستغلالهم في المظاهرات وغيرها من صور الفوضى، لكن الرئيس قيس سعيد انتبه جيدا لهذا المخطط وأصدر تعليماته لمسؤولي المدن والمناطق بالوقوف بقوة أمام هذه التجاوزات وتجفيف منابع هذا التمويل.
- هل هناك جبهة وحدة وطنية لدعم قيس سعيد ضد مؤامرات الإخوان؟
نعم هناك تشكيل على مستوى جبهة وحدة وطنية، مثل ائتلاف صمود وائتلاف 25 يوليو وجبهة الإنقاذ، ويسعى لدعم الرئيس قيس سعيد ضد ما يحاك ضده من مؤامرات وفتن من حركة النهضة الإخوانية لإسقاط تونس في فخ الفوضى.
كما أطلقت 5 أحزاب هي: «التيار الشعبي، حركة الشعب، والوطنيين الديمقراطيين الموحد، البعث، وتونس إلى الأمام»، مشاورات لتشكيل جبهة سياسية واسعة لاستكمال مسار 25 يوليو بعد تفعيل الفصل 80 من الدستور وتجميد البرلمان.
وتطالب القوى السياسية التونسية الرئيس بالضرب بيد من حديد ضد الفساد والكشف عن ملفات الإرهاب والاغتيالات والجهاز السري لحركة النهضة الإخوانية.
- كيف رأيت استقواء نواب تونسيين بالخارج ضد بلدهم؟
هم نواب ينتمون لحركة النهضة، وهو موقف ليس غريبا على الإخوان الذين استنجدوا بالخارج واللوبي الصهيوني الأمريكي ضد بلدهم، كما تقدموا بمذكرات احتجاج إلى الاتحاد الأوروبي تتضمن أكاذيب بشأن ما حدث في 25 يوليو، واشترى التنظيم الدولي الإخواني ذمم إعلاميين وصحفيين في صحف أوروبية من أجل نشر مقالات تشوه الرئيس التونسي وتصف قراراته بالانقلاب على الشرعية، بينما في الداخل تتبع الحركة أسلوبا ناعما يظهر عدم قدرتها على مواجهة الرئيس، لكنها تتحين الفرص من أجل استعادة دورها التخريبي.
- هل هناك استطلاعات تؤكد تراجع تأثير النهضة؟
الواقع يؤكد ذلك دون الحاجة إلى استطلاعات، وهو ما ظهر بشكل قاطع في 18 سبتمبر فلم يشارك عناصر ولا قيادات النهضة في هذه الأحداث وإنما أرسل الإخوان عددا من المأجورين مقابل المال، من أجل الوقوف لعدة دقائق على أمل توصيل رسالة للخارج بأن هناك غضبا شعبيا ضد الرئيس، لكن المأجورين انصرفوا بعد دقائق من المشاركة، وهنا نتساءل أين المليون ناخب الذين كانت تتباهى بهم النهضة؟
لم يشارك أكثر من 200 شخص وكان بينهم إعلاميون ورجال أمن ومواطنون، أي أن أنصار النهضة كانوا عشرات ما جعلهم يبثون صورا مزورة عن كثرة العدد.
النهضة وقعت في 18 سبتمبر على شهادة وفاتها في تونس فلم يعد لها أي رصيد سياسي بين النخبة أو في الشارع، وانتهت تماما ما تسمى جماعات «الإسلام السياسي» سواء في تونس أو شمال أفريقيا أو في المنطقة عامة.
- وما التحركات الجديدة للإخوان للعودة إلى المشهد السياسي؟
انتهى الغنوشي وحركته في تونس والمنطقة، لكن لا يزال هناك مؤامرات تحاك ضد الدولة التونسية يقودها التنظيم الدولي الإخواني بدعم الغنوشي وحلفائه، منها حشد 14 ألف إرهابي على الحدود الليبية التونسية، ويتوهم الغنوشي أن بمقدور الإخوان تهديد تونس من خلالهم ودخول البلاد عنوة وهو ما انتبهت إليه الأجهزة الأمنية التونسية وحذرت بقوة نظيرتها الليبية من خطورة وجودهم على الحدود، وتعد العاصمة الليبية طرابلس البؤرة الأخيرة للإخوان، وما نأمله القضاء عليهم تماما وتجريدهم من السلاح والزج بهم في السجون.
الرئيس قيس سعيد فطن جيدا منذ توليه حكم تونس إلى خطوة المؤامرات الإخوانية بإفساد علاقة تونس بالأشقاء في الخليج والمنطقة العربية، والأصدقاء في أوروبا والعالم، لذا تصدى بقوة لتغولهم في مؤسسات الدولة وتمكن من القضاء عليهم واجتثاث خطرهم لكنهم يعافرون من أجل العودة وسيفشلون.
الغنوشي المتآمر الأكبر على أمن واستقرار تونس كان يتاجر بالبشر مستغلا إشرافه على منظمة الهجرة غير الشرعية في تونس، وقد ظهر ذلك بعدما تم تجميد البرلمان بتهديده أوروبا بأنه سيغرقها بنصف مليون شاب تونسي، وبالفعل بعد هذا التهديد انطلقت رحلات غير شرعية إلى إيطاليا وفرنسا كان وراءها الغنوشي.
- متى يحاكم قيادات النهضة على جرائمهم؟
لا يخفى على الرئيس ومؤسسات الدولة ما يحاك من فتن ودسائس من التنظيم الدولي الإخواني من أجل عودة الفوضى للبلاد، وهذا ما سيدفع الرئيس بعد الإجازة القضائية للإيعاز للجهات المعنية بالبدء في محاكمة قيادات الصف الأول بالنهضة ومن تحالف معهم وأجرم بحق البلاد، النهضة نهبت 35 مليار دولار خلال 10 أعوام، وخانت الأمانة وخدمت أجندات خارجية، والرئيس لديه تقارير يستند إليها تؤكد تورط قيادات ومسؤولي النهضة ومتحالفين معهم في تخريب البلاد، للأسف تمكنت النهضة الإخوانية من تحويل تونس إلى مزرعة وضيعة خاصة، ولم نر منها ومؤسسها الغنوشي إلا الدمار.
- كيف ترى دور المملكة في دعم خيارات الشعب التونسي؟
نتقدم بوافر الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، ولجميع الأشقاء من أبناء المملكة على دعمهم ووقفتهم الكبيرة سواء بالدعم الدبلوماسي لخيارات الشعب وقرارات الرئيس قيس سعيد، أو بالدعم اللوجستي في ظل تفشي جائحة كورونا وتسيير جسر جوي من المساعدات الطبية.
وهي مواقف ليست غريبة على المملكة التي تعد صمام أمان العرب والمسلمين ضد أي محاولات للعبث بأمنهم واستقرارهم، وقدمت في العديد من المواقف السياسية الدولية المشرفة نموذجا مشرفا يحتذى به في العالم بأسره، وصارت الشريك الدائم في حل القضايا الدولية والإقليمية والعربية، ولها أدوار بارزة في المصالحة بين عدد من الدول والتصدي بقوة لخطورة الإرهاب، ونجحت بقوة في تقليم أظافر دول إقليمية سعت أن يكون لها نفوذ بالمنطقة.