تعديل السلوك هو بمثابة العلاج الناجع الذي يهدف إلى عمل تغييرات في سلوك الطفل مما ينعكس أثره على حياة الطفل وحياة المحيطين به، تعديل السلوكيات غير المرغوبة لدى الأطفال وتعزيز السلوكيات الإيجابية، لها عدد من الاستراتيجيات، والتي تختلف طريقة استخدامها من شخص لآخر، حدثني شخص عن قصة طفل كان يدرس في الصف الثاني الابتدائي، قام بسرقة فسحة زميله في الصف وهي عبارة عن ريال واحد، أخذها من شنطته في غفلة منه، وعندما دخل المعلم الصف أخبر الطالب المعلم قائلاً له، لقد انسرقت فسحتي وهي ريال واحد وأنا لا أملك غيرها ولا أعرف من الذي سرقها، في هذه اللحظات فكر المعلم بطريقة ذكية لا تحرج أحدا ويستطيع من خلالها معالجة القضية والحصول على فسحة الطالب المسروقة بدون أن يحس أحد من الطلاب، فقال في البداية من أخذ فسحة زميله من شنطته ولم يعترف أحد، فطلب من جميع الطلاب التوجه بوجوههم لجدار الفصل على جوانب الصف، وطلب من كل طالب أن يرفع يديه عالياً على الجدار، بحيث لا يشاهد كل طالب الآخر، ولا أحد يعرف ماذا يريد أن يعمل المعلم، ثم قام المعلم بالتجول بينهم وتفتيش جيوب ملابسهم واحداً واحداً حتى وجد الريال المسروق في جيب أحدهم، وأخذه ووضعه في جيبه بدون ما يحس أي طالب وبعد وقت وجيز طلب منهم العودة لمقاعدهم، وتشكر منهم وأخبرهم بأنهم أبرياء وعليهم التحلي بالأمانة وقد تكون السرقة حدثت من خارج الصف، وبعد خروج الطلاب من الصف للفسحة، طلب المعلم الطالب المسروق وأعطاه الريال وقال له: إذا أخبرت أحدا عاقبتك، فامتثل لأوامر معلمه وخرج مع زملائه للتفسح، ذهبت الأيام وكبر الطلاب وأكملوا مسيرتهم الدراسية، وتخرجوا وكل راح في حال سبيله وأصبحوا رجالاً وموظفين في مختلف الوظائف، وبالتأكيد أغلبهم نسي موضوع السرقة ولكن من قام بها لم ينس ذلك، وبعد وقت طويل من الزمن وفي يوم من الأيام كان المعلم ذاهباً لأحد المستشفيات في مدينته للعلاج وبعد أن أدخل لغرفة الفحص كانت حالته تستدعي وجود دكتور أخصائي، وبعد أن حضر الطبيب عرف المعلم، وقام بإجراء الفحص الطبي عليه، قال له في صوت منخفض ألم تعرفني يا أستاذي، قال المعلم: لا يا حضرة الطبيب، يمر علينا طلاب كثير ويمشي بنا العمر ويتقدم بنا السن وننسى، قال الطبيب، نحن لا ننسى وأنا بالذات كان لك معي موقف مشرف، ولم تحرجني أمام الطلاب ولم تفضحني، مما كان له الأثر الطيب في نفسي والمحفز لي في تعديل سلوكي واستكمال دراستي، أنا اليوم أعترف لك بأنني أنا الطالب الذي سرقت فسحة زميلي الريال في الصف الثاني الابتدائي، كان مشهداً بين المعلم والطالب لا يمكن وصفه، السرقة من العوارض الطفولية الشائعة ويمكن علاجها، إذًا وجدت مثل فكر وحكمة وتصرف هذا المعلم، مثل هذه السرقات تحصل في المنازل من قبل الأطفال وبعض أولياء الأمور لا يعالجها بالطريقة السليمة بل يخفيها فقط، وهذا خطأ كبير قد يتعود عليه الطفل ويمارسه مستقبلاً، غالباً البيئة تكسب الطفل هذه السلوكيات غير المرغوب فيها؛ لأن هذا عبارة عن سلوك اجتماعي لذلك يجب على الجميع تعزيز جانب الأمانة والأنماط السلوكية الإيجابية في نفوس الأطفال وغرس المفاهيم السليمة في نفوسهم.
@alnems4411
@alnems4411