ابتسام الزهراني

في بداية الأمر لا أحد منا يستطيع أن ينكر أن العمل يمثل له قيمة مهمة وقد نختلف تجاه القيم ولكن في نهاية الأمر نتفق في كونه يشكل بالنسبة لنا احتياجا بالغ الأهمية وكلنا نشعر بعد ذلك بأن تلك الوظيفة وهبت لحياتنا معنى وقيمة ورفعت من جودتها وجعلتنا نشعر بالرضا تجاه أنفسنا وتجاه من حولنا.

فكلنا نقدم خدمة تجاه هذا المجتمع ونشعر من خلال هذا العمل بأهميتنا حيث إن طاقة العمل قادرة على رفع مستوى الصحة النفسية وصقل عدد من المهارات التي تطور من ذواتنا حتى نتمكن من أن نرفع سقف طموحاتنا ونبني مستقبلا نستحقه.

تظل بيئة العمل المثالية والخالية من الضغط والمتاعب هدفا لكل العاملين في شتى المجالات، فضغوط العمل وحدها تكفي لتجعل يومك ثقيلا، لكن ما بالك لو أضفت على ذلك بيئة عمل بعيدة كل البعد في أن تقدر مجهودك أو أن تثني على عطائك أو ان تقدر لما تقدمه من خدمة ترفع بها مستوى المنشأة.

لعل واحدة من أهم الأسباب التي تجعل الموظف يتوقف عن العمل بالشكل الذي يمكنه من التطور الفعال أن يرى أن جهوده لا تقدر بثمن وكأن الواجبات المفروضة عليه لا بد أن تتم كل يوم بالشكل المثالي الذي تم اعتياده منه وفي المقابل أنت تتقاضى أجرا على ذلك لذا عبارات الثناء والمدح تكاد تكون مفقودة.

أرى أنه لا شيء أكثر جهادا على النفس من أن تعمل تحت سقف مظلة لا تقدر جهودك أو قد لا ترى أهمية لتواجدك أو لا تعلم مدى تأثير العمل على صحتك النفسية مما قد يؤدي غالبا مع الإرهاق والتشبع من العمل إلى الشعور بعدم الرضا وهو ما ينعكس سلبا بدوره على المهام الوظيفية.

أن تحظى ببيئة عمل ملهمة ومحفزة للنجاح أصبح كالحلم يتمناه كل موظف وأراه أحد أكبر التحديات التي يواجهها المدراء رغم أن حلولها ملموسة وموجودة على أرض الواقع وللبعض منا تجاربه الخاصة في ذلك.

لإلهام موظفيك على الأداء الأفضل حاول أن تحتفل بإنجازاتهم وتقدر جهودهم حتى ولو بدت لك وكأنها صغيرة. انشئ برامج تقدير خاصة للموظفين وخصص في ذلك الموظفين ذوي الأداء العالي واعمل على تقديم مكافآت عندما يتجاوز عملهم توقعاتك أو بسبب خدمتهم الطويلة في المكان أو حتى لحضورهم المبكر وهذا وحده كاف ليساهم في تحفيزهم وستعود نتائجه بشكل إيجابي في رفع مستوى المنشأة.

ولعلنا اليوم بحاجة ليس فقط للمدير الذي يثني ويساهم في وضع برامج تحفيزية للموظفين نحن بحاجة أيضا للمدير الذي يكون قادرا على أن يحرك الساكن بداخل كل موظف ليبدع ويجعله يزهر أثناء عمله وأنا أعلم في قرارة نفسي أن لكل منا موهبته الخاصة ولكن البعض لا يمتلك القدرة في توظيفها بالشكل المثالي الذي يعكس نتائجه الإيجابية على العمل فما بالك لو امتلكت مديرا يوجه كل قدراتك ليجعل من أدائك عملا يفوق التوقعات ويحرك الملاك الساكن الذي بداخلك.

لا أشير بأصابع الاتهام إلى المدراء، فقط اعلم في المقابل أننا بحاجة لأفراد يعملون بجدية ويرون العمل من منظور التزام ومسؤولية ويحاولون بذل مجهود أكبر في صقل مهاراتهم ليتقدموا ويستمروا بالعمل الذي يجعلهم نهاية كل سنة فخورين بإنجازاتهم.

ما أود توضيحه في نهاية الأمر أن آثار عدم التقدير أو العمل بوتيرة واحده ولفترة من الوقت تفقد العمل بريقه وتساهم في جعل طاقة الفرد منخفضة ولكي نتفادى ذلك لا بد أن نحاول سويا كقطاعات حكومية ومؤسسات خاصة أن نساعد بعضنا في خلق بيئة صحية تسمع لأفرادها وتقدر جهودهم فأنا أؤمن بأن المنشاة تنهض بقوة أفرادها وهذا يساعد في توجيه كل الإنجازات الفردية لتعمل بكل إخلاص وأمانه لتحقيق أهداف المنشأة.

@OTebtisamalz