لمى الغلاييني

ينبت النجاح ويتبرعم وينمو وتبدأ عملية النمو تحت الأرض أولا، ثم يظهر النجاح على السطح في الوقت المناسب، ويستمر في النمو، وزراعة النجاح شبيهة بزراعة الثمار، ونتائجه أكثر مما تنتج أي ثمرة، ويمكنه أن ينمو في جميع أنواع التربة والحقول، ولا توجد بقعة على وجه الأرض لا يمكن زراعة النجاح فيها، وحين تنوي أن تزرع ثمار النبتة فأنت تعلم مسبقا أنها ستثمر من نفس نوعية البذور، ولهذا ستختار بذورا عالية الجودة، ثم تقوم بغرسها عميقا بحرص واهتمام، وترويها بالماء ثم تتركها وتقوم بشيء آخر بينما هي تنبت وتتبرعم، ولا يمكنك رؤيتها وهي تنمو، ولكنك تعلم يقينا أنها ستنمو، ويصبح لديك شعور جميل ودافئ في قلبك تجاه هذا المحصول الجيد، الذي هو على وشك الظهور إلى الحياة، وسوف تتأمل ذلك الحقل بمحبة؛ لأنك زرعته بأفضل ما تستطيع، واخترت له أفضل البذور، ولهذا أنت فخور به حتى قبل ظهور الوريقات الخضراء الأولى من النبتة، وسوف يزداد هذا الحب بعد ظهورها، وتبدأ بالانتباه لإزالة الحشائش الضارة بعناية من كل نبتة، وستهتم جيدا بالتخلص سريعا من الحشرات، وإذا أحببت أن تعرضها للشراء ستكون واثقا وأنت تطلب ثمنا أكثر مقارنة بمَنْ حولك، لأنك زرعت النجاح والعناية مع كل بذرة، وأحببتها وأبعدت الحشائش الضارة والحشرات بعيدا عنها، وكنت مؤمنا ومستمتعا بالعملية طوال فترة النمو، ولم تشتت أفكارك بالقلق والخوف، أو بالمقارنات مع مَنْ حولك، لأنك تعلم أن الأمر يحتاج لأجود أنواع البذور وأرض خصبة وتفكير يماثلهما، حتى تضمن الحصول على محصول وفير بجودة عالية، وتنطبق تلك الإستراتيجية تماما على ما يفعله الناجحون في الحياة، فهم يضعون كامل أفكارهم، ويصبون جهدهم وإيمانهم في أعمالهم، بينما يفعل الفاشلون العكس تماما، فهم يوجهون أفكارهم وتركيزهم بعيدا تماما عن شؤونهم، وكأنهم يتوقعون أن تنمو نباتاتهم بينما هم يوجهون خرطوم المياه عبر السياج للطريق ويتركونها عطشى. ولهذا فكل مَنْ يريد النجاح لا بد أن يمارس عملا يحبه ليعطيه كل إمكاناته ويعبر عن نفسه من خلاله، حيث يقاس النجاح لدى الناس في الجانب اللامرئي بمقدار الحب الذي يبذلوه، وفي الجانب المرئي بالمال، فمقدار الحب الصادق، الذي يستثمره الناس في أعمالهم هو ما يحدد تماما كمية المال، التي يمكنهم أن يحصلوا عليها من هذا العمل، فإذا أظهروا الاحترام الكافي لأنفسهم ولبقية الناس، وتيقنوا أن العدالة هي مَنْ تدير الكون، فإنهم سيحصلون على الجزاء النافع، وإذا اعتقدوا بأن المكر والخديعة هي وسائل أسهل وأسرع فسوف يجذبون إليهم أشخاصا ماكرين يسلبون أموالهم، فكل فرد هو سيد ظروفه، والأشخاص الآخرون والظروف المحيطة هي دمى في يديه، وعندما يدرك الناس هذه الظروف سيكون بوسعهم تغيير الظروف والأشخاص كيفما يشاءون، وذلك بالضغط على الأوتار المناسبة في أنفسهم، ويهمنا جميعا أن نحرص على النوايا الحسنة تجاه مَنْ حولنا، فالضغينة هي بمثابة دودة في برعم نجاحك، ولذا يلزمك أن تعتني بتطهير روحك كل يوم، وكل ساعة عن طريق الاستغفار، وتجديد النية الحسنة.

@LamaAlghalayini