ماجد عبدالله السحيمي يكتب:

مؤخرا أصبحت أمر بفترة ضغط كبير، لدي الكثير من الأعمال مقابل وقت أقل، أصبح هذا يؤثر كثيرا على وقتي وبالتالي فمن الطبيعي أن يصبح هناك «لخبطة» في كثير من الأمور. من أكبر مشاكلي أنني أرغب في إنجاز الكثير من الأعمال في وقت مقارب وبجودة عالية وهذا هو السبب الرئيسي لكل مشاكلي فلا أتنازل عن قليل من الجودة مقابل الكثير من الإنجاز ولا العكس فأطمع بكليهما. ولأنني من عشاق «القيلولة» اللذيذة بسبب أنني أنام متأخرا ليلا فلا أجد كفايتي، وممن يؤمنون نظريا بأن النوم مبكرا صحي للغاية إلا أنني عمليا آخر إنسان قد ينام مبكرا على هذا الكوكب ولو علمت شيئا عن من يقطنون في الكواكب الاخرى لأدخلتهم في المقارنة. المهم لست هنا لأستعرض شيئا من عيوبي بل لأصل وإياكم لنتيجة مهمة. أصبح ضغط الأعمال يؤدي إلى تأخير القيلولة عصرا ثم مغربا ومع قرب فصل الشتاء أصبح الليل مبكرا فصرت أصل بقيلولتي عشاء، فتبدأ بعد السابعة مساء وهنا حصل التغيير. فحين وصلت إلى صلاة العشاء وهذا القدر من التأخير أصبحت من شدة التعب أنام حتى استيقظ لصلاة الفجر، مرة ومرتين أدركت تماما فائدة النوم المبكر وهنا تذكرت والدتي أطال الله في عمرها حين كانت تقول (يقولون الأولين نوم الليل عافية الحيل) هنا تأكدت أن هذه العبارة صحيحة 100 % فنوم الليل لا يعوضه لا قيلولة ولا غيرها، فكما قال سبحانه (وجعلنا الليل لباسا (10) وجعلنا النهار معاشا). ما أرغب في الوصول إليه أننا تركنا موروثا علميا هائلا من أهلنا السابقين وإن كانت على شكل الأمثال إلا أنها كانت شهادات علمية في تجارب الحياة فمجرد مثل شعبي يحمل كنزا من الخبرة والتجربة والمعرفة. زميل لي كان يتحدث عن فوائد القهوة السوداء وأفضليتها على القهوة العربية فرد عليه زميل آخر وقال أجدادنا وآباؤنا شربوها من الفجر حتى الغروب وتجاوزت أعمارهم 90 عاما ولم يجدوا إلا العافية لأنهم كانوا يتحركون ويمشون ويأكلون من كل طبيعي من بيئتهم. من الأمثال الشعبية التي هي القاعدة الأساسية لأي عمل وهو التخطيط حين قالوا (من لا يقيس قبل يغيص ما ينفع القوس عقب الغرق) وهذا يدل على أن التخطيط السليم قبل بدء أي عمل يجنبنا الكثير من المشاكل وكما أن التخطيط المتأخر بعد بدء العمل كفيل بهدم العمل كله، وعن أهم مبادئ القيادة Leadership المثل الشهير عند أهل البحر (إذا كثروا النواخذة طبع المركب) وهذا دليل قاطع على أهمية دور القائد في نجاح العمل أو فشله. ونقيس على ذلك الموروث العظيم كثيرا من الفوائد أولها في الدين وعلاقة العبد بالله سبحانه وتعالى ثم طاعة ولي الأمر والولاء للأرض والوطن ثم في الصحة والحياة الاجتماعية والعلاقات الزوجية وتربية الأبناء وحسن الجوار والوفاء والأمانة والصداقة وغيرها الكثير الكثير. لو كان الأمر بيدي لجمعت كل ذلك وجعلته علما يدرس في الجامعات وحصلت من خلاله على درجة الدكتوراة فهو يوازي معامل وتجارب بحثية عميقة ولكنها في «مختبر الحياة».

وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل بإذن الله أودعكم قائلا (النيات الطيبة لا تخسر أبدا)..

@Majid_alsuhaimi