بحلول العام ٢٠٥٠ من المتوقع أن يزداد عدد سكان العالم بنسبة الثلث، مع حدوث أعلى زيادة في البلدان النامية. وتقدر منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) أنه إذا ما استمرت الاتجاهات الحالية في نمو الدخل والاستهلاك دون هوادة، فإنه سيتعين على الإنتاج الزراعي أن ينمو بنسبة ٦٠ في المائة لتلبية الطلبات المتزايدة المتوقعة على الأغذية والأعلاف.
قد يشكل تغير المناخ التحدي الأكبر لعصرنا، ويمثل الحد من الآثار الناجمة عنه والتخفيف من تأثيراته والتكيف مع التغيرات أولوية عالمية وملحة. لقد وضعت منظمة (الفاو) استراتيجية لمعالجة العلاقة المعقدة بين الأمن الغذائي والتنمية المستدامة وتغير المناخ حيث أوصيت بالاستفاضة في دراسة الدور المهم لصحة الحيوان. وينبغي اعتبار صحة الحيوان جزءا مهما من الدراسات الاستراتيجية في تغير المناخ وذلك لتقيل الآثار المباشرة وغير المباشرة والتي لها ربط متوازن مع صحة الإنسان في تأمين غذائه من مصدر حيواني من اللحوم والحمراء والبيضاء ومنتجاتها بكامل مصنفاتها.
«إن المستهلكين في المدن يمكنهم الإسهام إلى حد كبير في خفض البصمة الكربونية لمدنهم من خلال أمرين أساسيين: الأول يتمثل في تقليل إنتاج اللحوم واستهلاكها، لأن 80% من الانبعاثات المرتبطة بالمزارع تتعلق بالمنتجات الحيوانية. وإذا أضيف إليها متطلبات الطاقة اللازمة لعمليات التبريد والإعداد، فيمكن توفير نسبة لا بأس بها من انبعاثات الكربون، ولهذا يفضل إحلال الدواجن محل اللحوم، والثاني من خلال ترشيد سكان المدن لاستهلاكهم من الطعام، لتجنب وجود مخلفات غذائية، وخاصة بالنسبة للأغذية التي يتطلب إنتاجها استخدام الكربون بصورة مكثفة، مثل المنتجات الحيوانية». وهذا وفق دراسة الباحثة «أوجين موهارب» بجامعة «ريدينج» في بريطانيا.
يربط الباحثون في العادة تقديراتهم لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري والمسؤولة عن أثر البيوت المحمية بمصادر مثل التغيرات في استخدامات الأراضي، والزراعة (ومن ضمنها الثروة الحيوانية) والنقل. لكن آخرين اتبعوا نهجا مختلفا، حيث قاسوا الانبعاثات بصورة تراكمية عبر سلسلة السلع الحيوانية - من إنتاج الأعلاف (الذي يشمل إنتاج الأسمدة الكيماوية، وإزالة الغابات لاستخدامها كمراعٍ ولزراعة محاصيل الأعلاف، وتدهور المراعي)، مرورا بالإنتاج الحيواني (ومن ضمنه التخمر المعوي وإطلاق أكسيد النتروز من الروث) إلى ثاني أكسيد الكربون المنبعث خلال معالجة المنتجات الحيوانية ونقلها. لذلك خرجت المنظمة (الفاو) بتدابير للتخفيف من وطأة تهديدات الثروة الحيوانية للبيئة ومنها استعادة صلاحية الأراضي المتضررة بواسطة صيانة التربة، ومنع الرعي الجائر وإدارة نظم الرعي بصورة أفضل. وكذلك تكثيف تربية الثروة الحيوانية وإنتاج محاصيل الأعلاف بصورة مستدامة من أجل تخفيض إطلاق ثاني أكسيد الكربون من جراء إزالة الغابات وتدهور المراعي، وتحسين تغذية الحيوانات وإدارة روثها للحد من انبعاثات الميثان والنتروجين. مع إدارة فضلات الحيوانات في وحدات الإنتاج الصناعي على نحو أفضل، وتقديم وجبات غذائية أفضل لتحسين امتصاص العناصر الغذائية، وتحسين إدارة الروث، واستخدام الروث المعالج لأراضي المحاصيل بصورة أفضل. مع ضرورة تحسين حماية المناطق البرية، وإدامة التواصل فيما بين المناطق المحمية، وإدماج إنتاج الثروة الحيوانية ومنتجيها في إدارة المشهد الطبيعي. وهذا يطلب تعزيز النظم البيطرية الوطنية واتباع منهج لتوحيد الأداء في مجال صحة الحيوان وبناء الشراكات وتعزيز التعاون الدولي من أجل توفير استجابة عالمية ضد تهديدات ذات الصلة بصحة الحيوان. فهل الأطباء البيطريون مستعدون لأزمة المناخ؟ وهل وضعوا التصور أو السيناريو المستقبلي لذلك..؟
vetmahmoud@hotmail.com
قد يشكل تغير المناخ التحدي الأكبر لعصرنا، ويمثل الحد من الآثار الناجمة عنه والتخفيف من تأثيراته والتكيف مع التغيرات أولوية عالمية وملحة. لقد وضعت منظمة (الفاو) استراتيجية لمعالجة العلاقة المعقدة بين الأمن الغذائي والتنمية المستدامة وتغير المناخ حيث أوصيت بالاستفاضة في دراسة الدور المهم لصحة الحيوان. وينبغي اعتبار صحة الحيوان جزءا مهما من الدراسات الاستراتيجية في تغير المناخ وذلك لتقيل الآثار المباشرة وغير المباشرة والتي لها ربط متوازن مع صحة الإنسان في تأمين غذائه من مصدر حيواني من اللحوم والحمراء والبيضاء ومنتجاتها بكامل مصنفاتها.
«إن المستهلكين في المدن يمكنهم الإسهام إلى حد كبير في خفض البصمة الكربونية لمدنهم من خلال أمرين أساسيين: الأول يتمثل في تقليل إنتاج اللحوم واستهلاكها، لأن 80% من الانبعاثات المرتبطة بالمزارع تتعلق بالمنتجات الحيوانية. وإذا أضيف إليها متطلبات الطاقة اللازمة لعمليات التبريد والإعداد، فيمكن توفير نسبة لا بأس بها من انبعاثات الكربون، ولهذا يفضل إحلال الدواجن محل اللحوم، والثاني من خلال ترشيد سكان المدن لاستهلاكهم من الطعام، لتجنب وجود مخلفات غذائية، وخاصة بالنسبة للأغذية التي يتطلب إنتاجها استخدام الكربون بصورة مكثفة، مثل المنتجات الحيوانية». وهذا وفق دراسة الباحثة «أوجين موهارب» بجامعة «ريدينج» في بريطانيا.
يربط الباحثون في العادة تقديراتهم لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري والمسؤولة عن أثر البيوت المحمية بمصادر مثل التغيرات في استخدامات الأراضي، والزراعة (ومن ضمنها الثروة الحيوانية) والنقل. لكن آخرين اتبعوا نهجا مختلفا، حيث قاسوا الانبعاثات بصورة تراكمية عبر سلسلة السلع الحيوانية - من إنتاج الأعلاف (الذي يشمل إنتاج الأسمدة الكيماوية، وإزالة الغابات لاستخدامها كمراعٍ ولزراعة محاصيل الأعلاف، وتدهور المراعي)، مرورا بالإنتاج الحيواني (ومن ضمنه التخمر المعوي وإطلاق أكسيد النتروز من الروث) إلى ثاني أكسيد الكربون المنبعث خلال معالجة المنتجات الحيوانية ونقلها. لذلك خرجت المنظمة (الفاو) بتدابير للتخفيف من وطأة تهديدات الثروة الحيوانية للبيئة ومنها استعادة صلاحية الأراضي المتضررة بواسطة صيانة التربة، ومنع الرعي الجائر وإدارة نظم الرعي بصورة أفضل. وكذلك تكثيف تربية الثروة الحيوانية وإنتاج محاصيل الأعلاف بصورة مستدامة من أجل تخفيض إطلاق ثاني أكسيد الكربون من جراء إزالة الغابات وتدهور المراعي، وتحسين تغذية الحيوانات وإدارة روثها للحد من انبعاثات الميثان والنتروجين. مع إدارة فضلات الحيوانات في وحدات الإنتاج الصناعي على نحو أفضل، وتقديم وجبات غذائية أفضل لتحسين امتصاص العناصر الغذائية، وتحسين إدارة الروث، واستخدام الروث المعالج لأراضي المحاصيل بصورة أفضل. مع ضرورة تحسين حماية المناطق البرية، وإدامة التواصل فيما بين المناطق المحمية، وإدماج إنتاج الثروة الحيوانية ومنتجيها في إدارة المشهد الطبيعي. وهذا يطلب تعزيز النظم البيطرية الوطنية واتباع منهج لتوحيد الأداء في مجال صحة الحيوان وبناء الشراكات وتعزيز التعاون الدولي من أجل توفير استجابة عالمية ضد تهديدات ذات الصلة بصحة الحيوان. فهل الأطباء البيطريون مستعدون لأزمة المناخ؟ وهل وضعوا التصور أو السيناريو المستقبلي لذلك..؟
vetmahmoud@hotmail.com