صالح المسلم

الحراك «الثقافي»، «الأدبي»، لا ينطبق على جيل أو زمن، فهناك وعبر التاريخ مَنْ حرّك الشارع الثقافي، والأدبي، بكتاباته، ورواياته، وآرائه.. ومُنذُ بُزوغ فجر التاريخ وبداية الحضارات نجد أن هُناك مَنْ جعل من كتاباته حراكاً شعبياً، سواء من الناحية السياسية أم من النواحي الثقافية، والاجتماعية.. وشارك وبقوة في تغيير المفاهيم والسلوكيات لكل أفراد المُجتمع.

هُنا نقف في زمننا هذا ونعترف ونقول إن للكاتب أو الروائي دورا كبيرا في صناعة الحدث وتحريك العوام من خلال أطروحاته ومشاركاته -أياً كانت- هذه الأطروحات أو المشاركات نظراً لكونها -أحياناً- تعتمد على (شخصية الكاتب نفسه).

في زمننا هذا الكاتب له ثقل وميزان.. له مكانة وقبول، وباستطاعته أن يحرك العوام والشارع.

«تركي آل الشيخ» من هذه الشخصيات، التي برزت أخيرا في الشارع العربي والخليجي فجعل من الرياضة حراكا حتى خارج الحدود، ثم استلم زمام الأمور في الترفيه وانطلقت منه وإليه عوالم الأصداء وحراك غير منقطع، وتواصل هذه (الشخصية الكاريزمية) «المقبولة» المدفوعة «بحب الوطن» و«التحدي» ويضع صوب عينيه النجاحات فيقتحم عالم الثقافة والأدب لتكون روايته (تشيللو) هي الأداة، التي جعلت من معرض الرياض الدولي للكتاب محطة انطلاقات وتوافد وحراك وإقبال، قبلها تسيّد الشعر في غنائيات مع مجموعة من المطربين العرب وأتقن العملية الشعرية وأطرب العوام والشارع العربي وانطلقت من أفواههم الأغاني والأهازيج الوطنية.

إذا هو (كاريزما موهوبة) ومُفعمة (بحب الوطن) «والتحدي»، ويملك النجاحات والعزيمة والإصرار (قدوة لأبناء وبنات الوطن).

نعود لروايته (تشيللو)، التي صدرت بـ(390) صفحة تدور حول الموسيقى و(آلة التشيللو) -كرمز- استطاع (ناصر) «بطل الرواية» أن يتغلّب على الصعاب وينجح في النهاية لعزف أوتاره في أكبر أوركسترا في العالم (في نيويورك).. القضية ليست في التشيللو ولا في «ناصر» و«علياء» و«سارة» و«ليلى» ولا حتى «عمر» (شخوص الرواية) إنما القضية في «الأسلوب» و«الطرح» و«الحبكة القصصية» و«الأسلوب الجديد» في الرواية العربية.

أحدث (تركي) «حراكاً ثقافياً»، «عربياً»، و«اجتماعياً»، و«أدبياً» بإصداره الرواية.. والمُفاجآت قادمة.

@salehAlmusallm