السؤال يدل على عقلية صاحبه.. فالسؤال الجيد وراءه عقل متوقد ذكاءً وحكمة، والسؤال الغبي خلفه عقل محمل بالحماقة ورأس تعشعش فيه السذاجة.
روي عن الإمام أبي حنيفة أنه كان يجلس مع طلابه ويمد رجليه بسبب آلام في الركبة، وذات يوم دخل عليهم رجل عليه أمارات الوقار، فما كان من أبي حنيفة إلا أن أثنى رجليه وتربع في جلسته، وأثناء الشرح قطع عليهم الرجل الدرس وقال: يا أبا حنيفة إني سائلك فأجبني. فشعر أبو حنيفة أنه أمام سؤال ملهم. وقال: متى يفطر الصائم؟ فأجابه: يفطر إذا غربت الشمس.. فقال الرجل: وإذا لم تغرب الشمس فمتى يُفطر؟!
وبعد أن تكشفت له سطحية السؤال، قال قولته الشهيرة: آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه.
السؤال ثقافة.. تفتح آفاقاً معرفية، ونوافذ حوارية.. السؤال ليس ترفاً، صناعة السؤال فن.. والسؤال المثير يصنع إثارة ثقافية ويحرك الساكن ويستفز الذهن.. أما السؤال الباهت والسطحي فعكس ذلك، وربما كانت الأسئلة المهزوزة وراء البلبلة الفكرية والثقافية في المجتمعات وربما أحدثت جدالات لا طائل من ورائها.
تأملوا معي هذا الحديث..
جاء رجل إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام- وقال: يا رسول الله متى الساعة؟ فقال النبي: ما أعددت لها؟ قال: حب الله ورسوله، فقال -صلى الله عليه وسلم-: المرء مع مَنْ أحب.. أو قال: أنت مع مَنْ أحببت.
لو تلاحظون أن الرسول لم يجب الرجل عن سؤاله مباشرة؛ ربما لأن الجواب معلوم، فالساعة علمها عند الله، وبالتالي حوّل الموضوع إلى قضية أخرى.
* الأسئلة أنواع.. هناك سؤال معرفي مثير.. وسؤال ذكائي مدهش.. وسؤال ماكر خبيث يريد الإيقاع بك.. وسؤال ساذج.. حتى السائلين ليسوا سواء.. هناك الحكيم الذي يعرف قيمة السؤال.. وهناك الشخص العادي، الذي يدهشك بسؤاله الحكيم.. هناك مَنْ يستفزك بسؤاله.. وهناك مَنْ يحدد لك الجواب من خلال السؤال.. مثل بعض المستفتين.. وأسوأ الأسئلة؛ الأسئلة الشخصية، وأسوأ السائلين الحاسدين والحمقى.
الأسئلة ثقافة قامت عليها الحضارات منذ أن خلق الله آدم تساءلت الملائكة عن الحكمة من خلقه.
والسؤال ثقافة تفجر العلم وتخنق الجهل وتحاصر التبعية.. غياب السؤال تغييب للتعلم والتحول إلى مجتمعات خرساء لا يدفعها اكتشاف ولا يحركها بحث.
السؤال ثقافة لتسهيل حياتنا ولتحريك عقولنا وصناعة حاضرنا.. فهل سلكنا مسالك هذه الثقافة وأخذنا بحديث: إنما شفاء العي السؤال.
* قفلة..
قال أبو البندري غفر الله له:
السؤال ثقافة تفتح معرفة وتغلق جاهلية.
@alomary2008
روي عن الإمام أبي حنيفة أنه كان يجلس مع طلابه ويمد رجليه بسبب آلام في الركبة، وذات يوم دخل عليهم رجل عليه أمارات الوقار، فما كان من أبي حنيفة إلا أن أثنى رجليه وتربع في جلسته، وأثناء الشرح قطع عليهم الرجل الدرس وقال: يا أبا حنيفة إني سائلك فأجبني. فشعر أبو حنيفة أنه أمام سؤال ملهم. وقال: متى يفطر الصائم؟ فأجابه: يفطر إذا غربت الشمس.. فقال الرجل: وإذا لم تغرب الشمس فمتى يُفطر؟!
وبعد أن تكشفت له سطحية السؤال، قال قولته الشهيرة: آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه.
السؤال ثقافة.. تفتح آفاقاً معرفية، ونوافذ حوارية.. السؤال ليس ترفاً، صناعة السؤال فن.. والسؤال المثير يصنع إثارة ثقافية ويحرك الساكن ويستفز الذهن.. أما السؤال الباهت والسطحي فعكس ذلك، وربما كانت الأسئلة المهزوزة وراء البلبلة الفكرية والثقافية في المجتمعات وربما أحدثت جدالات لا طائل من ورائها.
تأملوا معي هذا الحديث..
جاء رجل إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام- وقال: يا رسول الله متى الساعة؟ فقال النبي: ما أعددت لها؟ قال: حب الله ورسوله، فقال -صلى الله عليه وسلم-: المرء مع مَنْ أحب.. أو قال: أنت مع مَنْ أحببت.
لو تلاحظون أن الرسول لم يجب الرجل عن سؤاله مباشرة؛ ربما لأن الجواب معلوم، فالساعة علمها عند الله، وبالتالي حوّل الموضوع إلى قضية أخرى.
* الأسئلة أنواع.. هناك سؤال معرفي مثير.. وسؤال ذكائي مدهش.. وسؤال ماكر خبيث يريد الإيقاع بك.. وسؤال ساذج.. حتى السائلين ليسوا سواء.. هناك الحكيم الذي يعرف قيمة السؤال.. وهناك الشخص العادي، الذي يدهشك بسؤاله الحكيم.. هناك مَنْ يستفزك بسؤاله.. وهناك مَنْ يحدد لك الجواب من خلال السؤال.. مثل بعض المستفتين.. وأسوأ الأسئلة؛ الأسئلة الشخصية، وأسوأ السائلين الحاسدين والحمقى.
الأسئلة ثقافة قامت عليها الحضارات منذ أن خلق الله آدم تساءلت الملائكة عن الحكمة من خلقه.
والسؤال ثقافة تفجر العلم وتخنق الجهل وتحاصر التبعية.. غياب السؤال تغييب للتعلم والتحول إلى مجتمعات خرساء لا يدفعها اكتشاف ولا يحركها بحث.
السؤال ثقافة لتسهيل حياتنا ولتحريك عقولنا وصناعة حاضرنا.. فهل سلكنا مسالك هذه الثقافة وأخذنا بحديث: إنما شفاء العي السؤال.
* قفلة..
قال أبو البندري غفر الله له:
السؤال ثقافة تفتح معرفة وتغلق جاهلية.
@alomary2008