صالح المسلم يكتب:

مَنْ يتمعّن في (الملف الأفغاني) يُدرك حجم المُعاناة، التي يُعانيها الإخوة الأشقاء هُناك مُنذُ أكثر من أربعة عقود.. ومُنذُ التدخّل السوفيتي في أفغانستان واحتلالها، لعب «الشيوعيون» لعبتهم في هذه المنطقة، وحاولوا جاهدين الانتشار عن طريق إيران، ومصر (جمال عبدالناصر)، وبث فكر الشيوعية في المنطقة واحتلال العقول قبل الأراضي..!

«الشيوعيون» لهم أجندة وأيدلوجيا، كما الإخوان والإرهابيون، وهؤلاء تجمعهم (سمة) واحدة إلا وهي (كُره السنة) ورجالات السنة و«أهل السنة والجماعة».. يحاولون جاهدين القضاء على أهل الكتاب والسنة، وبث الأفكار الهدّامة في شعوب المنطقة، واستغلال ثرواتها. والغريب في الأمر أن (الإخوان) لهم باع طويل وعلاقات مُمتدة مُنذ عقود وسنوات مع هؤلاء، (الإخوان يتحالفون مع الشيطان والجن والإنس من أجل تحقيق مآربهم وتطلعاتهم وأهدافهم) لا يتوانون في تقديم التنازلات هُنا وهُناك، ويعقدون الاتفاقيات مع اليهود والشيوعيين وغيرهم من أجل مصالحهم والإضرار (بالأُمة) وشعوبها فهم (أي الإخوان) لا دين لهم ولا قاعدة ولا مبدأ..!

في أفغانستان انطلقت الحروب والانقلابات مُنذ (محمد داوود)، الذي أتى به السوفيت ليكون ذراعا لهم في المنطقة، ولكن سرعة ما كان الرد من الغرب ومن أصدقائهم في المنطقة، وعلى رأسهم (المملكة العربية السعودية ) حاربت بكل الجهود وبذلت الغالي والنفيس وقدمت الحلول والأموال لمُساعدة الأفغان وعدم انتشار الشيوعية في المنطقة، واستقلال الشعب الأفغاني في تقرير مصيره ومساعدة الجارة والصديقة (باكستان).

لعبت الاستخبارات الأمريكية دورا كبيرا كما هي عادتها في الذود عن مصالحها وليس مصالحنا أو مصلحة الآخر، إنما لمصلحتها و«ليست لسواد أعيُننا» وإنما لإيقاف التمدد الشيوعي في المنطقة وعدم بسط النفوذ السوفيتي وتمدد الأحزاب الشيعية المتشددة، فلعبت (الدول الغربية) دورا كبيرا ومع الأسف دورها ونظرتها «قاصرة»، حيث الحروب في المنطقة.. فبعد خروج السوفيت من أفغانستان دارت حرب أهلية.. واتجه الغرب وعلى رأسهم أمريكا إلى العراق وقضوا على (صدام حسين)، فكانت الحروب الأهلية في المنطقة، وتمدد «النفوذ الإيراني» من لبنان (حزب الله) وسوريا إلى اليمن (الحوثي) والعراق (الميليشيات).

هذه نتائج التدخلات الأمريكية - الغربية في المنطقة (مع الأسف)..!

@salehAlmusallm