مطلق العنزي يكتب:

ثارت ضجة واسعة في لبنان بشأن «غزوة عين الرمانة» حين وجهت ميليشيات حزب الله رصاصها وقذائفها إلى الحي البيروتي الشهير.

ولا أعلم لماذا الضجة؟ مع أن الأمر طبيعي ومتوقع، في سياق نهج حزب الله وسلوكه، ورسالته المعلنة. فليست المرة الأولى التي يأمر حسن نصر الله بغزو «ثغور» بيروت وشوارعها، إذ سبق أن شن عام 2008 غزوة واسعة لاحتلال العاصمة، وغزوات أخرى استعراضية، منها «غزوات» القمصان السود لمقر الحكومة «السراي». وغزت القصمان ميدان رياض الصلح عام 2019 للسيطرة على المتظاهرين المنددين بفساد الحزب وحكوماته ومحازيبه.

الحزب ينفذ خططه الإستراتيجية، ويعربد ما يشاء، ويدع المستغربين والمتصايحين يلطمون ويحيون الأحزان، ولا يهمه أن يرضى اللبنانيون أو يحزنوا، بقدر ما يتطلع للفوز برضا المرشد خامنئي طلبا للأجر العظيم وليقربه إلى الله زلفى.

وسبق أن أعلن نصر الله أنه يضحي بالغالي والنفيس والدم والروح، لتحويل لبنان إلى جمهورية تابعة أرضا وبشرا، ثقافة ووعيا، للولي الفقيه، وأن يبسط المهدي علي الخامنئي نفوذه ويرفع رايته خفاقة، في كل أراضي لبنان ومدنه وحقوله وشواطئه وجامعاته، وعقول اللبنانيين وقلوبهم. وعندها يساق اللبنانيون سبايا إلى المرشد، إن شاء استعبد وإن شاء عفا، والممتنعون يؤخذون بالنواصي والأقدام.

والأرجح أن ينعم المرشد ببركاته على الرئيس ميشيل عون وجبران باسيل ومي خريش وخليل شربل، ويوليهم تكريما، بأن يأمرهم بلبس المسوح الأصفر والانقطاع في الأديار يحيكون، مدى الحياة، الرايات المباركة لحزب الله.

طبيعي جدا، أن تحول ميليشيات حزب الله، بيروت إلى ميدان معركة حربية، خاصة أن الحزب يحظى، هذه الأيام، برعاية خاصة من الرئيسين الفرنسي والأمريكي اللذين يذللان الصعاب ويطوعان اللبنانيين ليبايعوا حكومات حزب الله «المباركة».

ومع أن الحكومة الأمريكية تصنف حزب الله كيانا إرهابيا، إلا أن الحزب والمرشد خامنئي ونوري المالكي وعبدالملك الحوثي، يعمرون قلب جو بايدن، ويتولع بهم وزراؤه «الديمقراطيون». ولولا الحياء لنزع بايدن اسم حزب الله من كل قائمة سوداء، ولشرع له تهريب المخدرات في فجاج الأرض، طلبا لرضا المرشد خامنئي وبركاته.

* وتر

في بيروت الجريحة..

تذوي أغصان الأرز الخضر.

وتنطفئ منائر المرفأ..

وتحيي الميليشيات لياليها الملاح..

ولطميات ثارات..

وخوف..

وبكائيات مآتم..

@malanzi3