(الطلاق السكيتي) مصطلح غريب ربما على البعض لأن الطلاق المعروف هو الطلاق القانوني أو العاطفي، فالطلاق القانوني هو الطلاق، الذي يقع بين الزوجين، ويستلم الطرفان مستندا قانونيا بإثبات الطلاق، أما العاطفي فهو طلاق شكلي يعيش الزوجان في بيت واحد منفصلين جسديا وعاطفيا، ولكن كل زوج يقوم بدوره ومسؤوليته تجاه الأسرة.
أما (الطلاق السكيتي)، فهو أن يتخذ أحد الزوجين قرارا بالابتعاد الصامت والانفصال النفسي عن الآخر من غير إخباره، وهذا النوع مع الطلاق العاطفي يكون أثره على الأطفال كبيرا، لأن الأطفال يشاهدون علاقة صامتة بين الوالدين مع تحمل أحدهما جميع مسؤوليات الأسرة، فينشأ الأطفال وفي ذهنهم أن هذا هو النموذج الصحيح للعلاقات الأسرية، ويتشكل عندهم مفهوم خاطئ عن شكل الحياة الزوجية الطبيعية، فينشأ الطفل بمنزل لا يوجد فيه حوار، ويرى شخصا واحدا يتحمل المسؤولية، وأحيانا يشاهد علاقات منحرفة أو محرمة من الأب أو الأم مع الآخرين.
وقد مرت عليّ قصص كثيرة لأزواج يعيشون هذا النوع من الطلاق السكيتي، وعندما أتحاور معهم أكتشف أنهم عاشوا وهم أطفال نفس هذا النموذج في بيوتهم ويعتقدون أن هذا هو الشكل الصحيح للأسرة، وأذكر مرة قال لي زوج لماذا زوجتي تشتكي عليّ لأني لا أتحدث معها، فقد كان والدي لا يتحدث مع والدتي وعاشا سنوات مع بعض من غير مشاكل، وقصة ثانية لامرأة طلبت أن تنفصل عن زوجها بغرفة النوم، وعندما سألتها قالت لماذا هو متضايق مني فقد كانت أمي هكذا تعامل أبي، فهؤلاء الكبار تشكلت عندهم صور ذهنية عن نموذج الطلاق السكيتي، الذي عاشوه وهم صغار.
إن هذا النوع من الزواج، الذي يحارب كل طرف الآخر بصمت، وأن يعيش الزوجان في بيت واحد بلا خطة ولا هدف ولا علاقة ولا حتى نظرة أو ابتسامة، ليس هو الزواج، الذي أمر الله به أن يكون قائما على المودة والرحمة والمشاركة، إن حالة الطلاق السكيتي من أصعب التجارب العاطفية، التي تمر على الإنسان، لأن الإنسان يحب أن يعيش برفقة مَنْ يؤنسه ويستأنس به، فإذا فقد مَنْ يعاشره بالمعروف، فإنه إما أن يبحث عن بديل يستأنس به أو يشعر بالحزن والكآبة،
وهناك مقدمات تسبق الطلاق السكيتي، وهو أن يكون هناك شريك غافل عما يجرى للآخر من أحداث ويوميات وعلاقات، وأحيانا تصل الغفلة إلى عدم معرفة الحالة الصحية في حالات المرض، أو الحالة المالية في حالات الديون، ومن علاماتها عدم استمتاع الشريك جنسيا بالآخر، وقد يقوده هذا للبحث عن علاقات خارج إطار الزواج، وقد تصل أحيانا للحرام وارتكاب الزنا.
وعلاج مشكلة الطلاق السكيتي يكون بطريقتين: الأولى أن يحاور مَنْ اتخذ قرارا بالعزلة والسكوت لمعرفة الأسباب والاتفاق على علاجها وتفاديها بوضع خطة علاجية، والثانية إعطاء فرصة ومساحة للشخص، الذي قرر الابتعاد الجسدي والعاطفي للعودة، لأن من طبيعة الإنسان أنه يمر بمراحل بحياته تحدث له فيها تقلبات نفسية ومزاجية، فنعطيه فرصة حتى يعود لاستقراره النفسي، وقد تطول الفترة أو تقصر على حسب الحالة، وقد استخدمت الطريقتان في العلاج ورأيت نجاحات كثيرة.
إن ظاهرة الطلاق السكيتي تزداد في المجتمعات العربية، خاصة لأن الزوجين لا يقدمان على الطلاق القانوني خوفا من نظرة المجتمع للمطلقين وللحفاظ على المظهر الاجتماعي، كما أن بعض العائلات عندهم الطلاق من المحرمات، وهو مرفوض لأي سبب من الأسباب، حتى لو كان الرجل كثير الضرب لزوجته أو الزوجة كثيرة التمرد على زوجها، وقد مرت عليّ حالات من هذا الصنف، وخلاصة الأمر أن الطلاق السكيتي ممكن علاجه وتجاوزه.
@drjasem
أما (الطلاق السكيتي)، فهو أن يتخذ أحد الزوجين قرارا بالابتعاد الصامت والانفصال النفسي عن الآخر من غير إخباره، وهذا النوع مع الطلاق العاطفي يكون أثره على الأطفال كبيرا، لأن الأطفال يشاهدون علاقة صامتة بين الوالدين مع تحمل أحدهما جميع مسؤوليات الأسرة، فينشأ الأطفال وفي ذهنهم أن هذا هو النموذج الصحيح للعلاقات الأسرية، ويتشكل عندهم مفهوم خاطئ عن شكل الحياة الزوجية الطبيعية، فينشأ الطفل بمنزل لا يوجد فيه حوار، ويرى شخصا واحدا يتحمل المسؤولية، وأحيانا يشاهد علاقات منحرفة أو محرمة من الأب أو الأم مع الآخرين.
وقد مرت عليّ قصص كثيرة لأزواج يعيشون هذا النوع من الطلاق السكيتي، وعندما أتحاور معهم أكتشف أنهم عاشوا وهم أطفال نفس هذا النموذج في بيوتهم ويعتقدون أن هذا هو الشكل الصحيح للأسرة، وأذكر مرة قال لي زوج لماذا زوجتي تشتكي عليّ لأني لا أتحدث معها، فقد كان والدي لا يتحدث مع والدتي وعاشا سنوات مع بعض من غير مشاكل، وقصة ثانية لامرأة طلبت أن تنفصل عن زوجها بغرفة النوم، وعندما سألتها قالت لماذا هو متضايق مني فقد كانت أمي هكذا تعامل أبي، فهؤلاء الكبار تشكلت عندهم صور ذهنية عن نموذج الطلاق السكيتي، الذي عاشوه وهم صغار.
إن هذا النوع من الزواج، الذي يحارب كل طرف الآخر بصمت، وأن يعيش الزوجان في بيت واحد بلا خطة ولا هدف ولا علاقة ولا حتى نظرة أو ابتسامة، ليس هو الزواج، الذي أمر الله به أن يكون قائما على المودة والرحمة والمشاركة، إن حالة الطلاق السكيتي من أصعب التجارب العاطفية، التي تمر على الإنسان، لأن الإنسان يحب أن يعيش برفقة مَنْ يؤنسه ويستأنس به، فإذا فقد مَنْ يعاشره بالمعروف، فإنه إما أن يبحث عن بديل يستأنس به أو يشعر بالحزن والكآبة،
وهناك مقدمات تسبق الطلاق السكيتي، وهو أن يكون هناك شريك غافل عما يجرى للآخر من أحداث ويوميات وعلاقات، وأحيانا تصل الغفلة إلى عدم معرفة الحالة الصحية في حالات المرض، أو الحالة المالية في حالات الديون، ومن علاماتها عدم استمتاع الشريك جنسيا بالآخر، وقد يقوده هذا للبحث عن علاقات خارج إطار الزواج، وقد تصل أحيانا للحرام وارتكاب الزنا.
وعلاج مشكلة الطلاق السكيتي يكون بطريقتين: الأولى أن يحاور مَنْ اتخذ قرارا بالعزلة والسكوت لمعرفة الأسباب والاتفاق على علاجها وتفاديها بوضع خطة علاجية، والثانية إعطاء فرصة ومساحة للشخص، الذي قرر الابتعاد الجسدي والعاطفي للعودة، لأن من طبيعة الإنسان أنه يمر بمراحل بحياته تحدث له فيها تقلبات نفسية ومزاجية، فنعطيه فرصة حتى يعود لاستقراره النفسي، وقد تطول الفترة أو تقصر على حسب الحالة، وقد استخدمت الطريقتان في العلاج ورأيت نجاحات كثيرة.
إن ظاهرة الطلاق السكيتي تزداد في المجتمعات العربية، خاصة لأن الزوجين لا يقدمان على الطلاق القانوني خوفا من نظرة المجتمع للمطلقين وللحفاظ على المظهر الاجتماعي، كما أن بعض العائلات عندهم الطلاق من المحرمات، وهو مرفوض لأي سبب من الأسباب، حتى لو كان الرجل كثير الضرب لزوجته أو الزوجة كثيرة التمرد على زوجها، وقد مرت عليّ حالات من هذا الصنف، وخلاصة الأمر أن الطلاق السكيتي ممكن علاجه وتجاوزه.
@drjasem