أمجاد سند - الدمام

يقدم لجميع الفئات العمرية حسب الاحتياج.. وكان مجهولا حتى فترة قريبة

«الطب التلطيفي» هو أحد التخصصات الصحية التي تقدم من قبل فريق متكامل ومتعدد التخصصات، والمكون من طبيب مختص في مجال الطب التلطيفي، بالإضافة إلى الممرضين والأخصائيين الاجتماعيين والمتخصصين في العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي، ويكتمل الفريق بوجود المعالج الديني وأخصائي التغذية، وغيرها من التخصصات التي تعمل على تخفيف المعاناة ومعالجة المرضى وذويهم بطريقة شمولية من تخفيف الأعراض الجسدية والنفسية والروحية وتحسين جودة الحياة، وتبدأ هذه الخدمات منذ بداية تشخيص الأمراض المستعصية كالأورام وطب الشيخوخة المتقدمة وأمراض القلب في المرحلة الرابعة، وغيرها من الأمراض التي تتطلب الدعم والمساندة ولا تقتصر على سن معينة، بل تقدم لك الفئات العمرية وحسب الاحتياج.

مسار مهم

ويقول استشاري طب الأسرة والطب التلطيفي وآلام الأورام د. عبدالله الشهري: من منهج الطب التلطيفي التدخل المبكر إلى جانب الفريق المعالج للأورام على حسب الحاجة، ما ينعكس بشكل كبير في الاستجابة للعلاج وتخفيف رحلة المعاناة وتحسين جودة الحياة، وأضاف: منهج الطب التلطيفي يعد منهجا حديثا عند مجتمعاتنا، وهو أحد التخصصات المهمة عند دول أخرى، ففي السنوات الماضية كان الطب التلطيفي شبه مجهول، لعدم توافر هذه الخدمات التي كانت تقتصر فقط على المستشفيات التخصصية والمدن الطبية، ولكن الآن وفي ظل التقدم المستمر للمجال الصحي بالمملكة ولتحقيق رؤية 2030، عملت على تطوير واستحداث مسارات طبية تهدف إلى تقديم الخدمات الصحية بشكل أفضل لجميع الفئات العمرية من حديثي الولادة وحتى رحلة نهاية الحياة، بهدف تقديم خدمات شمولية وتحفظ كرامة المريض وحقوقه، ولذلك فقد كان لمسار الطب التلطيفي نصيب في ذلك لما لها من أهمية، ففي 2016 تم إطلاق مبادرة الرعاية التلطيفية التي تعد المسار السادس من مسارات التحول الصحي، والتي تعمل على تحقيق رؤية 2030.

احتياج متزايد

وأضاف أن الدراسات الأخيرة التي نشرتها منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون لهذه الرعاية نحو 40 مليون شخص كل عام، وأن 78 % منهم يعيشون في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، كما أن الإحصاءات الأخيرة للاحتياج السنوي للرعاية التلطيفية في المملكة -بحسب ما نشر عبر موقع وزارة الصحة- بلغ 83503 أشخاص، مقسمة كالآتي: 24 % لمرضى الخرف، 22 % لمرضى السرطان، 17 % لأصحاب الأمراض الدماغية الوعائية، 4 % لأمراض القلب، و2 % لأمراض الرئة، في حين أن النصيب الأكبر 31 % لفئات أخرى.

وتابع: لذلك فقد بدأت تقدم هذه الخدمات تحت مظلة الأورام لدى 15 مركزا للأورام، كما تشير الإحصائية الأخيرة من وزارة الصحة إلى أن عدد الأطباء الاستشاريين والمتخصصين في الطب التلطيفي عددهم 50 طبيبا، ومن المتوقع زيادة الحاجة للعناية بمرضى السرطان من 5 إلى 10 أضعاف، لذلك فإننا ما زلنا في احتياج لعدد كبير من الأطباء المتخصصين في هذا المجال، لذلك زاد عدد مراكز التدريب «ما يعرف بالزمالة للطب التلطيفي» فبدأ لدى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض 2001 بواقع مقعد إلى مقعدين للتدريب، والآن أصبح هناك 6 مراكز معتمدة من قبل هيئة التخصصات الصحية بواقع أكثر من 14 مقعدا للتدريب.

توحيد الجهود

واستكمل حديثه قائلا: ونظرا لأهمية هذا الاختصاص، فقد تأسست جمعية الطب التلطيفي السعودي عام 2013، والتي تندرج تحت مظلة هيئة التخصصات الصحية، وكان لها دور في تفعيل وتعزيز الطب التلطيفي لدى المجتمع بصفة عامة، وبصفة خاصة لدى المنشآت الصحية والممارسين الصحيين، والتي تهدف إلى التعريف بهذا المجال وتصحيح المفاهيم غير الصحيحة، بالإضافة إلى توحيد جهود المختصين للطب التلطيفي لتحسين الخدمات للمرضى، والتواصل مع الجمعيات العالمية وإقامة محاضرات وورش عمل وتبادل خبرات، وتقديم مؤتمر سنوي عن الرعاية التلطيفية، ومراجعة التوصيات الطبية للممارسة الطبية لدى المملكة، والدخول في المشاركة المجتمعية للاستفادة من هذا التخصص، وأيضا تعمل على تطوير مجال الطب التلطيفي لتكون رائدة محليا وعربيا وعالميا.