«تاريخ طويل».. 70 عاما من العلاقات تنقلت بين الصراع والتحالف
تواجه الولايات المتحدة دولتين منافستين رئيسيتين هما الصين وروسيا، ومما يزيد من صعوبة هذه المواجهة تعزيز هاتين الدولتين منذ عام 2014 لتعاونهما السياسي، والعسكري، والاقتصادي.
واهتمت مؤسسة البحث والتطوير الأمريكية «راند» بقضية التعاون الصيني - الروسي وتداعياته بالنسبة للولايات المتحدة، ونشرت مؤخرا على موقعها تقريرا في 323 صفحة، أعده تسعة من خبراء المؤسسة من الباحثين والمحللين من بينهم د. اندريو رادين، ود. اندريو سكوبيل، ود. إيلينا تريجر، وهم من العلماء السياسيين بالمؤسسة، والخبير الاقتصادي هوارد شاتز والمحلل العسكري جي دي وليامز.
المحركات والقيود
وفي هذا التقرير، يسعى معدوه إلى تفهم تاريخ التعاون بين بكين وموسكو، والمحركات والقيود التي تتعلق بالعلاقات بين الصين وروسيا ومستقبل التعاون المحتمل بينهما، وتأثير العلاقات الصينية الروسية على الولايات المتحدة، والتداعيات بالنسبة لسياسة الولايات المتحدة في المستقبل.
وتوصل معدو التقرير إلى أن الدوافع الرئيسية وراء التعاون الأكثر تقاربا في القرن الحادي والعشرين بين الصين وروسيا تتمثل في تراجع القوة النسبية للولايات المتحدة، والتهديد المتصور الدائم من جانب الولايات المتحدة بالنسبة للصين وروسيا، ويتوقعون أنه إذا استمرت اتجاهات الإدارة الحالية فسوف تتواصل العلاقات التعاونية بين الصين وروسيا.
وفي ظل عدم حدوث تغيرات أساسية في الولايات المتحدة، ليس هناك الكثير الذي يمكن أن تفعله الحكومة الأمريكية أو الجيش الأمريكي للتأثير على مسار العلاقات الصينية الروسية، ويمكن للمؤسسة العسكرية الأمريكية أن تستعد الآن لنتائج المزيد من التعاون الصيني- الروسي، بما في ذلك توقع المزيد من انتشار المعدات العسكرية الصينية والروسية، والمزيد من التخطيط والتدريبات المشتركة، واحتمال المشاركة في القواعد العسكرية، وإمكانية القيام بعمليات عسكرية مشتركة في نهاية المطاف.
ونظرًا للتاريخ الطويل الذي يربط بين الصين وروسيا، شملت العلاقات بينهما خلال السبعين عاما الماضية تطورات مختلفة من الصراع إلى التحالف.
تحسن تدريجي
وبعد تحسين علاقاتهما تدريجيا منذ منتصف الثمانينيات، أصبحت الصين وروسيا أكثر تقاربا منذ عام 2014.
ويتوقع الباحثون استمرار تدعيم العلاقات الصينية - الروسية بسبب الاتجاهات في توازن القوة، واستمرار السياسات الأمريكية التي تنم عن نوايا عدوانية تجاه الصين وروسيا.
من ناحية أخرى سوف تؤدي الرغبة في الاستقلالية والمصالح السياسية المتضاربة إلى أن تتجنب الصين وروسيا المخاطر التي قد تظهر نتيجة التعاون الأكثر قربا، مما سيمنعهما من دمج قواتهما بشكل كامل والقيام بتحدي الولايات المتحدة بصورة أكثر فعالية.
لكن القوة العدوانية والتهديد المتصور من جانب الولايات المتحدة كانا دائما الركيزة الأساسية بالنسبة للعلاقات الصينية - الروسية، ويمثلان أهمية واضحة لها، وبصفة خاصة منذ 2012 حتى 2017، عندما دفعت زيادة في التهديد المتصور من جانب الولايات المتحدة روسيا إلى السعي لمزيد من التعاون مع الصين.
وذكر التقرير أنه من المتوقع زيادة حصة الصين النسبية من القوة بالنسبة للولايات المتحدة وروسيا على الأقل خلال عام 2022، وهذه القوة الصينية -الروسية مجتمعة ستواصل الاقتراب من القوة الأمريكية خلال عام 2022 لكن لن تتفوق عليها.
ويرى معدو التقرير أن هناك القليل الذي يمكن للولايات المتحدة عمله أو يتعين عليها عمله لتغيير المسار الكلي للعلاقات الصينية - الروسية، في ضوء أولويات السياسة الأمريكية الشاملة، خاصة السياسة تجاه روسيا.
الاستعداد للمواجهة
وعلى الرغم من أنه ليس بوسع الحكومة الأمريكية أن تغير بسهولة المسار العام للعلاقات الصينية - الروسية، فإنه يمكنها الاستعداد لمواجهة التعاون المحتمل الأكثر قربا بين الدولتين، خاصة في ظل تفهم أفضل للكيفية التي ستتطور بها العلاقات الصينية - الروسية.
ويوصي معدو التقرير بأنه في ظل احتمال التعاون الفني العسكري الصيني - الروسي، يتعين على المؤسسة العسكرية الأمريكية الاستعداد لمواجهة أنظمة أسلحة متطورة بصورة متزايدة بأعداد أكبر لدى كل من المنافسين الإستراتيجيين الرئيسيين.
وأوضح التقرير أن احتمال التخطيط العسكري المشترك الصيني - الروسي يؤدي إلى تعقيد التقديرات العسكرية الأمريكية، ويتعين أن يدفع إلى القيام بإعادة تقييم لخطط الطوارئ؛ إذ إن التعاون الصيني- الروسي يثير شبح القيام بجهود مشتركة للحد من حرية العمل الأمريكي في حالة حدوث أي أزمة.
ويؤكد التقرير أن احتمال تعزيز التواجد العالمي من جانب القوات الصينية والروسية من خلال تدعيم الموارد الحالية المحدودة لكل منهما، يزيد من إمكانية حدوث تماس وربما مواجهة أمريكية مع تلك القوات على نطاق عالمي. ولذلك ينصح معدو التقرير بأنه يتعين على المؤسسة العسكرية الأمريكية توقع مواجهة القوات الصينية والروسية خلال عمليات خارجية أو طارئة على أساس منتظم، وتطوير مهارات ملائمة للتعامل معها على أساس يؤمل ألا يكون تصادميا.
واهتمت مؤسسة البحث والتطوير الأمريكية «راند» بقضية التعاون الصيني - الروسي وتداعياته بالنسبة للولايات المتحدة، ونشرت مؤخرا على موقعها تقريرا في 323 صفحة، أعده تسعة من خبراء المؤسسة من الباحثين والمحللين من بينهم د. اندريو رادين، ود. اندريو سكوبيل، ود. إيلينا تريجر، وهم من العلماء السياسيين بالمؤسسة، والخبير الاقتصادي هوارد شاتز والمحلل العسكري جي دي وليامز.
المحركات والقيود
وفي هذا التقرير، يسعى معدوه إلى تفهم تاريخ التعاون بين بكين وموسكو، والمحركات والقيود التي تتعلق بالعلاقات بين الصين وروسيا ومستقبل التعاون المحتمل بينهما، وتأثير العلاقات الصينية الروسية على الولايات المتحدة، والتداعيات بالنسبة لسياسة الولايات المتحدة في المستقبل.
وتوصل معدو التقرير إلى أن الدوافع الرئيسية وراء التعاون الأكثر تقاربا في القرن الحادي والعشرين بين الصين وروسيا تتمثل في تراجع القوة النسبية للولايات المتحدة، والتهديد المتصور الدائم من جانب الولايات المتحدة بالنسبة للصين وروسيا، ويتوقعون أنه إذا استمرت اتجاهات الإدارة الحالية فسوف تتواصل العلاقات التعاونية بين الصين وروسيا.
وفي ظل عدم حدوث تغيرات أساسية في الولايات المتحدة، ليس هناك الكثير الذي يمكن أن تفعله الحكومة الأمريكية أو الجيش الأمريكي للتأثير على مسار العلاقات الصينية الروسية، ويمكن للمؤسسة العسكرية الأمريكية أن تستعد الآن لنتائج المزيد من التعاون الصيني- الروسي، بما في ذلك توقع المزيد من انتشار المعدات العسكرية الصينية والروسية، والمزيد من التخطيط والتدريبات المشتركة، واحتمال المشاركة في القواعد العسكرية، وإمكانية القيام بعمليات عسكرية مشتركة في نهاية المطاف.
ونظرًا للتاريخ الطويل الذي يربط بين الصين وروسيا، شملت العلاقات بينهما خلال السبعين عاما الماضية تطورات مختلفة من الصراع إلى التحالف.
تحسن تدريجي
وبعد تحسين علاقاتهما تدريجيا منذ منتصف الثمانينيات، أصبحت الصين وروسيا أكثر تقاربا منذ عام 2014.
ويتوقع الباحثون استمرار تدعيم العلاقات الصينية - الروسية بسبب الاتجاهات في توازن القوة، واستمرار السياسات الأمريكية التي تنم عن نوايا عدوانية تجاه الصين وروسيا.
من ناحية أخرى سوف تؤدي الرغبة في الاستقلالية والمصالح السياسية المتضاربة إلى أن تتجنب الصين وروسيا المخاطر التي قد تظهر نتيجة التعاون الأكثر قربا، مما سيمنعهما من دمج قواتهما بشكل كامل والقيام بتحدي الولايات المتحدة بصورة أكثر فعالية.
لكن القوة العدوانية والتهديد المتصور من جانب الولايات المتحدة كانا دائما الركيزة الأساسية بالنسبة للعلاقات الصينية - الروسية، ويمثلان أهمية واضحة لها، وبصفة خاصة منذ 2012 حتى 2017، عندما دفعت زيادة في التهديد المتصور من جانب الولايات المتحدة روسيا إلى السعي لمزيد من التعاون مع الصين.
وذكر التقرير أنه من المتوقع زيادة حصة الصين النسبية من القوة بالنسبة للولايات المتحدة وروسيا على الأقل خلال عام 2022، وهذه القوة الصينية -الروسية مجتمعة ستواصل الاقتراب من القوة الأمريكية خلال عام 2022 لكن لن تتفوق عليها.
ويرى معدو التقرير أن هناك القليل الذي يمكن للولايات المتحدة عمله أو يتعين عليها عمله لتغيير المسار الكلي للعلاقات الصينية - الروسية، في ضوء أولويات السياسة الأمريكية الشاملة، خاصة السياسة تجاه روسيا.
الاستعداد للمواجهة
وعلى الرغم من أنه ليس بوسع الحكومة الأمريكية أن تغير بسهولة المسار العام للعلاقات الصينية - الروسية، فإنه يمكنها الاستعداد لمواجهة التعاون المحتمل الأكثر قربا بين الدولتين، خاصة في ظل تفهم أفضل للكيفية التي ستتطور بها العلاقات الصينية - الروسية.
ويوصي معدو التقرير بأنه في ظل احتمال التعاون الفني العسكري الصيني - الروسي، يتعين على المؤسسة العسكرية الأمريكية الاستعداد لمواجهة أنظمة أسلحة متطورة بصورة متزايدة بأعداد أكبر لدى كل من المنافسين الإستراتيجيين الرئيسيين.
وأوضح التقرير أن احتمال التخطيط العسكري المشترك الصيني - الروسي يؤدي إلى تعقيد التقديرات العسكرية الأمريكية، ويتعين أن يدفع إلى القيام بإعادة تقييم لخطط الطوارئ؛ إذ إن التعاون الصيني- الروسي يثير شبح القيام بجهود مشتركة للحد من حرية العمل الأمريكي في حالة حدوث أي أزمة.
ويؤكد التقرير أن احتمال تعزيز التواجد العالمي من جانب القوات الصينية والروسية من خلال تدعيم الموارد الحالية المحدودة لكل منهما، يزيد من إمكانية حدوث تماس وربما مواجهة أمريكية مع تلك القوات على نطاق عالمي. ولذلك ينصح معدو التقرير بأنه يتعين على المؤسسة العسكرية الأمريكية توقع مواجهة القوات الصينية والروسية خلال عمليات خارجية أو طارئة على أساس منتظم، وتطوير مهارات ملائمة للتعامل معها على أساس يؤمل ألا يكون تصادميا.