الحرب الباردة الثقافية.. محاولة للاحتواء الثقافي
عقد اتحاد الكتاب المصري ندوة حول كتاب "الحرب الباردة الثقافية" الذي صدر عن المشروع القومي للترجمة بالمجلس الاعلى للثقافة وترجمه طلعت الشايب وكتب مقدمة له د. عاصم الدسوقي، ادار الندوة الروائي فؤاد قنديل، واكد فيها طلعت الشايب انه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تغيرت الاسلحة التقليدية في الحروب، واصبحت تعتمد على الكتاب والمتحف والمعرض والمسرح والسينما، فقد كان هدف الحرب الثقافية الاستيلاء على عقول البشر، واكد ان امريكا تمهد لقرن جديد يسمى القرن الامريكي، ولذلك لم تجد امامها الا هذه الاسلحة الجديدة التي تحتاج في استخدامها الى البشر، ولم تجد افضل من المنشقين عن النظرية الماركسية للتمهيد للقرن الامريكي، وما يحدث اليوم من سيطرة ثقافية امريكية، هو على الاقل ثمرة العمل الذي تم على مدى نصف قرن منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وقد تم تكوين اتحاد مالي من رجال اعمال وخبراء في شبكة محكمة تعمل بالتوازي مع وكالة المخابرات للترويج لفكرة ان العالم يحتاج الى سلام امريكي.وأوضح د. عبد العزيز حمودة استاذ الادب الانجليزي ان المخابرات الامريكية منذ انشئت في منتصف القرن العشرين عملت على توجيه ضربات للاتحاد السوفيتي والعمل على تفكيكه، ولا نستطيع ان نبرئ الممارسات في الاتحاد السوفيتي او نلقي باللوم كله على المخابرات الامريكية، لانه لا بد ان هناك فشلاً في الداخل.وما حدث بعد احداث 11 سبتمبر تأكيد على ان امريكا عادت الى دور هجرته بعد هزيمة فيتنام، وهو دور شرطي العالم.وأوضح د. عاصم الدسوقي استاذ التاريخ ان فكرة الاحتواء الثقافي قديمة منذ بدأ الاستعمار العسكري، ومع حركات التحرر حدث التفكير في ربط اقتصاد دول العالم الثالث بدول المركز، والجانب المهم في عملية اللعب بالثقافة هو منظمة التجارة العالمية التي انشئت عام 1995، ومن اهم بنودها اضافة الخدمة للثقافة كخدمة انتاجية، بحيث لا يكون هناك رفض لدخول كتاب او فيلم، فالمطلوب هو تحول المواطن في الدول الاخرى الى جزء من الغرب، ونجد هذا في ترديد الاغاني والتقليد في الملابس، ولكي يسيطر النموذج الامريكي تعمل الولايات المتحدة على تفكيك الكيانات القومية الى كيانات انثروبولوجية.