لو نظرنا إلى مسألة الفقر من الناحية المادية البحتة، فإن تعريف الفقير نقلا عن موقع هيئة الأمم المتحدة هو الذي يعيش على أقل من (1.9) دولار أمريكي في اليوم الواحد. ولكن مظاهر الفقر تتعدى المادة لتشمل: سوء التغذية، الجوع، ضعف الإمكانات للحصول على التعليم، والافتقار إلى الخدمات الأساسية.
وبالأرقام فإن عدد الفقراء قد زاد ما يقارب من (163) مليونا ليصل عددهم إلى (1.3) مليار فقير حول العالم. ومن أسباب الزيادة جائحة كورونا المستجد (كوفيد-19)، التي اجتاحت العالم ككل، وهي التي لا تفرق بين الغني والفقير، ولا الكبير والصغير. وقد ذكر موقع هيئة الأمم عن الجائحة وتأثيرها: «كانت جائحة (كوفيد-19) هي بالفعل أسوأ انكفاء عن هدف الحد من الفقر العالمي في العقود الثلاثة الماضية».
وحديثنا اليوم عنه لأن يوم (17) من شهرنا الحالي أكتوبر يوافق «اليوم الدولي للقضاء على الفقر». وشعار (2021م) هو: البناء قدما إلى الإمام: إنهاء الفقر المتواصل، واحترام الناس وكوكبنا.
ودعونا نتطرق لهذا الموضوع من عدة جوانب منها: هل يمكن القضاء على الفقر تماما؟ لا أعتقد ذلك، نعم هو هدف من ضمن أهداف التنمية المستدامة لهيئة الأمم (2030)، ولكن الواقع سيظل هناك أناس فقراء ما دام لدينا جشع مستمر من الأغنياء! ومادام هناك انحسار للطبقة المتوسطة في أي بلد كان. لأن انحسار الطبقة المتوسطة يعني ظهور الطبقية في المجتمع، حيث الثراء الفاحش والفقر المدقع.
وأشرنا في بداية المقال عن الفقر من الناحية المادية، ولكن الجانب القاسي هو الجانب النفسي حين يرى الفقير أن أساسيات الحياة ليست متوافرة لديه بينما الآخرون يتباهون في إضاعة المال على الكماليات! بل الأسوأ حين يظهر البعض على مواقع التواصل الاجتماعي يتباكون على أنهم لا يملكون بعضا من الكماليات بينما الفقير يأمل ويرجو الحصول على الأساسيات الضرورية.
ولا بد أن نعي أن الفقر ليس عيبا أبدا، ولكن الركون إليه هو المشكلة! والذي أعنيه أن الإنسان يرضى بحاله ولا يحاول أن يطور نفسه ويسعى جاهدا للأفضل. وأولى خطوة واضحة هي التعليم بأنماطه المتنوعة (التقليدي أو عن بُعد أو ذاتيا)، فهو طريق مفتوح على مصراعيه لأغلب الناس، وهو من أنجح الطرق للخروج من دائرة الفقر إلى الطبقة، التي تليها أو ربما إلى دائرة الغنى إذا أضفنا إلى التعليم الجرأة في أخذ الفرص، التي تمر علينا. وأكاد أجزم بأن كل إنسان لا بد أن تمر عليه على الأقل فرصة واحدة في حياته تكون مخرجا له من دائرة الفقر إذا أحسن استغلالها، ولكن المشكلة تكون في التردد أو ضعف العزيمة أو الخوف من المخاطرة!
والأمر الملاحظ أن التقنية الحديثة والتطبيقات بأنواعها قد فتحت أيضا آفاقا جديدة وفرصا كثيرة. واليوم يستطيع الإنسان العمل من جواله أو من حاسوبه في أي مكان من العالم، وفي المستقبل القريب سيصل الإنترنت إلى كل أجزاء المعمورة، بالإضافة إلى الفرص الجمة، التي أتت من الانفتاح المذهل للناس على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ليلا ونهارا، كأنه سوق مفتوح للعالم بلا حواجز.
ومن الجدير بالذكر أن البعض يردد ما جاء في الأثر: «اللهم أحيني مسكينًا وأمتني مسكينًا واحشرني في زمرة المساكين». ولكن جاء في الحديث النبوي الشريف: «نِعمَ المالُ الصَّالحُ للرَّجلِ الصَّالحِ». ولا أظن أن هناك إشكالا، فالمراد: مسكنة القلب، ومع ذلك فإذا لم تستطع أن تكون غنيا نافعا وشاكرا، فلا أقل من أن تكون فقيرا مثابرا وحامدا.
ومن المهم جدا ألا ننسى أن الغنى لا يعني السعادة، وأن الفقر لا يعني التعاسة!
abdullaghannam@
وبالأرقام فإن عدد الفقراء قد زاد ما يقارب من (163) مليونا ليصل عددهم إلى (1.3) مليار فقير حول العالم. ومن أسباب الزيادة جائحة كورونا المستجد (كوفيد-19)، التي اجتاحت العالم ككل، وهي التي لا تفرق بين الغني والفقير، ولا الكبير والصغير. وقد ذكر موقع هيئة الأمم عن الجائحة وتأثيرها: «كانت جائحة (كوفيد-19) هي بالفعل أسوأ انكفاء عن هدف الحد من الفقر العالمي في العقود الثلاثة الماضية».
وحديثنا اليوم عنه لأن يوم (17) من شهرنا الحالي أكتوبر يوافق «اليوم الدولي للقضاء على الفقر». وشعار (2021م) هو: البناء قدما إلى الإمام: إنهاء الفقر المتواصل، واحترام الناس وكوكبنا.
ودعونا نتطرق لهذا الموضوع من عدة جوانب منها: هل يمكن القضاء على الفقر تماما؟ لا أعتقد ذلك، نعم هو هدف من ضمن أهداف التنمية المستدامة لهيئة الأمم (2030)، ولكن الواقع سيظل هناك أناس فقراء ما دام لدينا جشع مستمر من الأغنياء! ومادام هناك انحسار للطبقة المتوسطة في أي بلد كان. لأن انحسار الطبقة المتوسطة يعني ظهور الطبقية في المجتمع، حيث الثراء الفاحش والفقر المدقع.
وأشرنا في بداية المقال عن الفقر من الناحية المادية، ولكن الجانب القاسي هو الجانب النفسي حين يرى الفقير أن أساسيات الحياة ليست متوافرة لديه بينما الآخرون يتباهون في إضاعة المال على الكماليات! بل الأسوأ حين يظهر البعض على مواقع التواصل الاجتماعي يتباكون على أنهم لا يملكون بعضا من الكماليات بينما الفقير يأمل ويرجو الحصول على الأساسيات الضرورية.
ولا بد أن نعي أن الفقر ليس عيبا أبدا، ولكن الركون إليه هو المشكلة! والذي أعنيه أن الإنسان يرضى بحاله ولا يحاول أن يطور نفسه ويسعى جاهدا للأفضل. وأولى خطوة واضحة هي التعليم بأنماطه المتنوعة (التقليدي أو عن بُعد أو ذاتيا)، فهو طريق مفتوح على مصراعيه لأغلب الناس، وهو من أنجح الطرق للخروج من دائرة الفقر إلى الطبقة، التي تليها أو ربما إلى دائرة الغنى إذا أضفنا إلى التعليم الجرأة في أخذ الفرص، التي تمر علينا. وأكاد أجزم بأن كل إنسان لا بد أن تمر عليه على الأقل فرصة واحدة في حياته تكون مخرجا له من دائرة الفقر إذا أحسن استغلالها، ولكن المشكلة تكون في التردد أو ضعف العزيمة أو الخوف من المخاطرة!
والأمر الملاحظ أن التقنية الحديثة والتطبيقات بأنواعها قد فتحت أيضا آفاقا جديدة وفرصا كثيرة. واليوم يستطيع الإنسان العمل من جواله أو من حاسوبه في أي مكان من العالم، وفي المستقبل القريب سيصل الإنترنت إلى كل أجزاء المعمورة، بالإضافة إلى الفرص الجمة، التي أتت من الانفتاح المذهل للناس على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ليلا ونهارا، كأنه سوق مفتوح للعالم بلا حواجز.
ومن الجدير بالذكر أن البعض يردد ما جاء في الأثر: «اللهم أحيني مسكينًا وأمتني مسكينًا واحشرني في زمرة المساكين». ولكن جاء في الحديث النبوي الشريف: «نِعمَ المالُ الصَّالحُ للرَّجلِ الصَّالحِ». ولا أظن أن هناك إشكالا، فالمراد: مسكنة القلب، ومع ذلك فإذا لم تستطع أن تكون غنيا نافعا وشاكرا، فلا أقل من أن تكون فقيرا مثابرا وحامدا.
ومن المهم جدا ألا ننسى أن الغنى لا يعني السعادة، وأن الفقر لا يعني التعاسة!
abdullaghannam@